فاقت عقب فوات الآوان، بعد دمار كل شىء، ماتت إيمان، وسامية بين الحياة والموت، إنها لعنة القدر عندما تحل على شىء، استخدمها الشيطان فوسوس لعقل «روان» أن تذبح شقيقاتها، وتدفن معهما السر بعد أن هدداها به وقررا أن يفضحا أمرها أمام والدتها. قتلت شقيقتها وشرعت فى التخلص من الأخرى لم تأخذ من الوقت الكثير فى التفكير فسرعان ما عجل لها الشيطان بالخطة وأسرعت هى بالتنفيذ وبعد الذبح واكتشاف الجريمة قررت أن تروى قصة أخرى من وحى الخيال حتى تضلل رجال المباحث وقالت لهم إن عصابة مجهولة، أفرادها ملثمون دخلت عليهم وذبحت أشقاءها ولكن سرعان ما انكشف الأمر وبتضييق الخناق اعترفت الفتاة بالتفاصيل الكاملة لارتكاب الجريمة. «وقالت المتهمة فى اعترافاتها: جعلانى أقرر الخلاص منهما، وكنت مرعوبة ماما تذبحنى فعلًا.. مخى اتشل ولقيت نفسى بفكر أذبحهم». أضافت المتهمة بقتل شقيقتها والشروع فى قتل أخرى: ليلتها كانت شقيقتى إيمان قد عرفت بقصة حب تربطنى بأحد الشباب وحذرتنى من مخاطبته وقالت لشقيقتنا الصغرى ومن وقتها باتا يهددانى بمخ طفولى بفضح سرى لوالدتى ونحن من أسرة وقرية محافظة لا تعترف أصلًا بفكرة الحب بين الشاب والفتاة خاصة أن عمرى صغير لذا صدقت عندما أخبرانى أن والدتنا ستذبحنى إن علمت بالقصة، خاصة أنها كثيرًا ما كانت تردد ذلك تخويفًا لنا من الوقوع فى المحظور كنظيراتها من أمهات القرية. ليلتها كلمنى «حبيبى» وطلب أن يرانى ونزلت لأشترى شيئًا وأعود إلا أننى فوجئت باكتشاف شقيقتى الأمر وإصرارها على إخبار والدتى والتى ستقوم بذبحى. روت قصة خيالية لتضلل بها رجال المباحث وانكشف المستور وتابعت: ظللت ربع ساعة أستعطفهن إلا أنهن أصرا على تهديدى وكنت أرى فى ذلك إذلالًا لى خاصة أننى الكبيرة فجلست فى غرفتى بمفردى وتذكرت مشهدًا فى مسلسل يتخلص فيه القاتل من صديقه بذات الطريقة ولإبعاد الشبهات عنه سرق متعلقات له حتى يظهر الأمر وكأنه حادث سرقة. دخلت عليهن فجأة وذبحت إيمان وقتها حاولت الثانية الهرب إلا أنها توقفت أمامى مرتعشة وأنا أنحر شقيقتها لأشد ضفائرها وأنحرها هى الأخرى وبعدها بعثرت محتويات الشقة وسرقت مبلغًا ماليًا ومصاغ لوالدتى وفتحت الباب وهرولت وأنا أصرخ وأبكى بأن هناك عصابة دخلت وسرقتنا وقتلت شقيقتاى وكنت قد جهزت إجابتى لسؤال بالتأكيد سيطرح حول أوصاف الجناة ولأنه لم يكن هناك جناة وخشيت من افتضاح أمرى فقلت إنهم كانوا ملثمين. أضافت «روان»: «يارب أموت.. أنا معرفش عملت كده إزاى.. وأكتر حاجة صعبة سمعتها دعاء والدتى منك لله ضيعتى نفسك وضيعتينا». وفى النهاية قالت لقد ضيعت نفسى فعلًا مثلما قالت والدتى وتحولت من طالبة ل«رد سجون» وخائفة يتم إعدامى وللأسف لقد أضعت أسرتى ولم يبق لى سند فى الدنيا حتى وإن قضيت سنوات طويلة فى السجن وخرجت فهل سيسامحنى أهلى ومن سيغسل العار الذى جلبته. كان اللواء جرير مصطفى، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارًا من اللواء محمد والى، مدير المباحث الجنائية، يفيد ببلاغ من الأهالى بالعثور على طفلتين مذبوحتين داخل مسكنهما بقرية النخاس دائرة مركز الزقازيق، انتقل ضباط مباحث مركز الزقازيق إلى موقع الحادث لفحص البلاغ ومعرفة ملابسات الجريمة. وتبين من التحريات الأولية العثور على «إيمان ح ال إ»، 13 سنة، طالبة بالصف الأول الإعدادى، مصابة بجرح قطعى بالرقبة، وشقيتها «سامية» البالغة من العمر 11 سنة مصابة بجرح قطعى بالرقبة وتم نقل الجثة الأولى لمشرحة مستشفى الأحرار، ونقل الثانية إلى مستشفى القنايات بمعرفة الأهالى وهى فى حالة حرجة، وانتقل ضباط مركز الزقازيق، برئاسة الرائد أشرف ضيف، رئيس مباحث مركز الزقازيق، ومعاونيه برئاسة العقيد محمد شعراوى، وكيل المباحث الجنائية، والعميد عمرو رؤوف، رئيس مباحث المديرية. أثناء استجواب المصابة أقرت بقيام شقيقتها الكبرى «روان» 17 سنة، طالبة بإحداث إصابتها، وبمناقشتها أقرت بأنها ارتكبت الواقعة، لأنها كانت على علاقة عاطفية بشاب وقامت شقيقاتها بتهديدها بفضح أمرها، وإفصاح الأمر إلى والدتهن، فقامت بالتعدى عليهن بالضرب بالسكين، وقامت ببعثرة محتويات المنزل مختلقة واقعة السرقة، خاصة أن أسرتها كانت خارج المنزل، وتولت النيابة التحقيق.