"الله أكبر.. الله أكبر".. كلمات نطق بها مقيم الصلاة وإمام أحد المساجد في شارع الهرم، وبينما في سجدته الأخيرة جاءته طعنة قطعت عنه النفس ليلقى ربه كيفما أحب، والمفاجأة أنها جاءت من أحد المصلين استمر في الجدل معه طوال الخطبة محاولا إقناعه بأنه "المهدي المنتظر". حادثة شارع الهرم، التي أظهرت الشخصية التي قامت بقتل إمام المسجد، بحجة أنه "المهدي المنتظر" لم تكن الأولى وإنما منتشرة عند الكثيرين، وتظهر أوجها في مستشفى العباسية للامراض النفسية والعقلية، ونستعرضها في التقرير التالي: لم يكن الداعية المصري، محمد عبدالله نصر، الذي ادعى منذ أيام قليلة أنه "المهدي المنتظر" هو أول مصري يدعي ذلك، فقد سبقه كثيرون، وادعى هذا الزعم مواطنون من مختلف الفئات الاجتماعية، ما بين مدرس وسائق توك توك وأزهري. في عام 2000 ظهر 3 مصريين ادعوا أنهم "المهدي المنتظر"، أولهم محمد عبدالنبي عويس في سيناء، وكتب كتاباً يشرح فيه تعاليمه، وكان مصيره الإقامة في مستشفى الأمراض العقلية. وفي نفس العام ظهر شخص يدعى حنفي من بورسعيد ادعى أنه "المهدي المنتظر" واعتقلته الشرطة. كما ظهر أحمد عبدالمتجلي من الإسماعيلية الذي ادعى قدرته على إخراج الجن. وفي الإسكندرية اعتقلت أجهزة الأمن مواطناً يُدعى محمد محمود، زعم أنه "الإمام المنتظر" وطلب من أئمة المساجد مبايعته، وأعلنت أسرته أنه يعاني اضطرابات نفسية. وفي نفس المحافظة أعلن عاطف محمد حسين أنه "المهدي المنتظر" وتعهد بتخليص العالم من شرور الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي شارون. وفي الإسكندرية أيضاً زعم مواطن يدعى أشرف عبدالحميد ويعمل خبازاً أنه "المهدي المنتظر". وفي قنا أعلن مواطن يدعى عبدالفتاح محمد دردير أنه "المهدي المنتظر" وأن الله اختاره ليخلص الناس من الظلم ومحاربة الفساد، وتم حبسه وإحالته بعد ذلك إلى مستشفى الأمراض العقلية. وفي الشرقية، فوجئ المصلون في أحد المساجد بشاب يخبرهم أنه "المهدى المنتظر"، فسايره أحدهم وقال "سأصطحبك لمكان ما الآن، ولو عرفت ما هو ذلك المكان قبل الوصول إليه سأبايعك وأدعو الناس لتصديقك"، وكان المكان الذي لم يعلم به المهدي المزعوم هو مستشفى الأمراض العقلية الذي تم إيداعه فيه. وفي أسيوط ألقت أجهزة الأمن القبض على يحيى أحمد محمد، عامل حدادة، ادعى أنه "المهدي المنتظر"، وفي الفيوم ألقت قوات الأمن القبض على مواطن زعم أنه "المهدي". وخلال ثورة "25 يناير" فوجئ المتظاهرون بشخص يدخل ميدان التحرير مرتدياً زياً أخضر، وادعى أنه "المهدي" وتبين أن اسمه سلامة علي محمد. أحمد عبدالعظيم 44 سنة، موظف سابق بوزارة الأوقاف، حاصل على معهد فني تجاري، زعم في يونيو 2014 أنه "المهدى المنتظر"، وتم اعتقاله خلال رفعه راية شبيهة براية "داعش" بصحبة اثنين معه أثناء تواجدهم أمام قصر الاتحادية. وفي أبريل 2012، تقدم مواطن بأوراقه للترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية وادعى أنه "المهدي المنتظر" الذي سيحرر البلاد العربية، كما ظهر شخص يدعى أحمد الجنايني ادعى أنه "الإمام المنتظر" وأكد ذلك في رسالة بعثها إلى دار الإفتاء المصرية، مستدلاً بآيتين في القرآن على أنه إمام هذا الزمان. وفي جنوب مصر أحالت نيابة إدفو بأسوان مزارعاً يدعى أحمد محمود الحجاج إلى نيابة أمن الدولة العليا، بعد زعمه أنه "المهدي المنتظر"، وطلبت النيابة تقريراً طبياً حول صحة قواه العقلية. أما محمود قاسم أبوجعفر، فزعم أنه "المهدي المنتظر"، وأن صفاته الشكلية والمعنوية والحسية مطابقة له، فيما ادعى مخلص علي، عامل دوكو، من منطقة الموسكي جنوبالقاهرة أنه "المهدي" وتم اعتقاله، وعند تحرير محضر له سأله الضابط عن اسمه فأخرج مطواة من ملابسه وأصاب بها الضابط بجرح في الرقبة، قبل أن يمسك به بقية ضباط وأفراد الشرطة. كهربائي في قليوب شمال القاهرة قتل عدداً من جيرانه قبل أن يسلم لنفسه للشرطة مدعياً أنه "المهدي المنتظر"، وتبين أن اسمه عمرو عبدالعاطي وأنه مصاب باضطراب نفسي منذ فترة، وأنه كان يدعي أنه "المهدى المنتظر" ويخرج في الشارع عارياً تماماً من ملابسه.