فاجعة استيقظ عليها المصريون صباح اليوم، كانت محطة مصر شاهدة عليها، عندما اصطدم جرار أحد القطارات بجدار خرساني برصيف "6" محدثًا حريقًا هائلًا أوقع العشرات من الضحايا. إلا أن الفاجعة على فداحتها كانت أهون من سيناريو آخر لم يتحقق، كان سيطل فيه في هذه الحالة رصيف رقم "2" المشهور باكتظاظه بالمواطنين من مرتادي المحطة مسافرين أو مودعين. خيوط الواقعة تكشفت واحدًا تلو الآخر من ورشة "أبوغاطس" للقطارات، والتي تفصلها أمتار قليلة عن محطة مصر، حيث إن مهمة الجرار المتسبب في الحادث تتلخص في سحب عربات القطار من الأرصفة، ونقلها إلى الورش لتنظيفها وصيانتها. تأهب الجرار لمهمته، حيث وجهه العمال بالدخول على رصيف 2 لسحب عربات أخرى، وبسبب جرار وردية آخر خشي السائقون من اصطدامهما ما اضطر معه سائق الجرار الأول إلى زيادة سرعته فوقعت الاحتكاك بين الجرارين، وعلى إثره قفز سائق الجرار لكي يتشاجر مع زميله. حينها كان الجرار يمشي، وبسبب سرعته الزائدة فشل السائق في إيقافه، ولم يجد أمامه سوى برج المراقبة لحل الأزمة، مناشدًا إياه بالتدخل لأن الجرار يسير على الخط السريع، فقام مسئول البرج بإجراء تحويلة للجرار ووجهه إلى رصيف "6" بدلًا من "2"، الذي كان يكتظ بالركاب ففي حال وصل إلى هناك كانت ستقع كارثة لا يعلم إلا الله عز وجل مداها.