التمرد على الظلم، والعدالة، والحرية، والسلام، ومحاربة الفقر، والحب بكل أنواعه، رسائل قدمها العالمي "بوب مارلي" أشهر مغني ريغي، من خلال أغانيه التي كانت تطوف البلدان بعد أن جذب أنظار العالم من كل الأجناس. أسمه الحقيقي روبرت نيستا مارلي، ولد في6 فبراير 1945، وتوفى في 11 مايو 1981، نشأ في قرية (سانت آن) شمالَ جامايكا ، وكان موهوب بكتابة كلمات أغنياته وتلحينها وغنائها، مع فرقة الويلرز.
عمل "بوب" بالنظافة في فندق دوبونت، حيث كان يمسح الأرض، وفي الفترة المسائية عمل في مصنع سيارات كرايسلر، بهدف توفير المال لتحقيق طموحه الموسيقي.
ثم قدم عدد من الأغاني مثل أغنية جندي بافالو Buffalo Soldier. التي كانت تتحدث عن المعاملة العنصرية القاسية التي كان يتعرض لها السود في ذلك الوقت، واقترب أكثر من حركة المطالبة بالحقوق المدنية للسود في الولاياتالمتحدة، وبعد ثمانية شهور في أمريكا، عاد إلى جامايكا في أكتوبر1966، وأعاد تكوين فرقة الويلرز من أعضاء قدامى وجدد.
ثم أعتنق مارلي، عام 1966 الرستفارية (Rastafari) وهي عقيدة دينية نشأت في جامايكا في العقد الثالث من القرن العشرين بواسطة حركة من الشبان السود تعتبر أفريقيا مهد البشرية متأثرين بدعوة القومية السوداء التي أطلقها الزعيم الجامايكي الشهير ماركوس غارفي (18871940).
علاقته بالماريجوانا: اعتقد الكثيرين أن بوب مارلي كان من مدخني الماريجوانا بدافع "المزاج" الشخصي ولكنه اعتقاد خاطئ، حيث تدخين الماريجوانا تعتبر من العادات التقليدية في الديانة الرستفارية التي يعتنقها بوب، حيث تستعمل الماريجوانا كجزء من الطقوس الدينية، بسبب الاعتقاد بأنّ لها تأثيرات تقربهم من الاله في نظرهم .
تقدير النقاد لمارلي: لم يهتم النقاد ب بوب مارلي إلا بعد وفاته، فعند حلول الألفية الثالثة، وصفته جريدة نيويورك تايمز بأنه "أكثر فنان تأثيراً في النصف الثاني من القرن العشرين"، واختارت ال BBC أغنيته الشهيرة " الحب للجميع " One Love نشيداً لنفس المناسبة، وربما كان الشرف الأهم وغير المتوقع هو ما جاء من مجلة "رجعية" مثل تايم كما وصفها الناقد الموسيقي روجر ستيفنس التي وصفت ألبومه الشهير "خروج" Exodus بأنه "ألبوم القرن"
وفي عام 2001 حصل على جائزة «غرامي» الموسيقية الرفيعة عن نتاجه الإبداعي مدى الحياة، ونُقش اسمه في جادَة مشاهير هوليوود في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية في عام 2001 مع نجوم هوليوود. وبالرغم من الاختلاف الكبير بين موسيقى الريغي الهادئة نوعاً ما، وموسيقى الروك آند رول الصاخبة وذات الشعبية الساحقة في الولاياتالمتحدة، فقد تم ضم بوب مارلي إلى متحف مشاهير الروك آند رول في الولاياتالمتحدة في عام 1994، وذلك اعترافاً بعبقريته الموسيقية.
أغنية "الحب للجميع"One Love دعا مارلي فيها للسلام وللأخوة الإنسانية بين جميع الأعراق والأديان ونبذ التعصب الديني في العالم، وتساءل فيها: "هل هناك مغفرة للمذنب اليائس.. الذي آذى كل البشر من أجل نفسه؟!"، حققت هذه الأغنية نجاحا عالميا في القارات الخمس، وقد دعا فيها إلى مقاومة كل من يشعل الحروب الدينية حيث قال: "هيا نقاوم هذه الهَرْ مَجَدّون المقدسة.. حتى لا يكون هناك هلاك للبشرية".
كيف اصيب بوب مارلي بالسرطان: قدم شخص أمريكي هوية مزورة لمقابلة بوب مارلي، خلال تواجده في انجلترا، وعرف نفسه على أنه مراسل لصحيفة نيويورك تايمز، وبهذه الطريقة تمكن من مقابلته.
حمل الشخص هدية قال إنها عبارة عن "زوج من أحذية Converse الرياضية الشهيرة، يفترض أنها على قياس رجليه، وحين أدخل بوب قدمه اليمنى للتأكد من أنها مناسبة صرخ متألما، من وجود إبرة.
كانت الإبرة تحمل عدوى مرض سرطان الجلد "الميلانوما" ، الذي انتشر بسرعة كبيرة في جميع أنحاء جسم مارلي، وفي نهاية أيامه، تساقطت خصلات شعره الشهيرة، ونحف بشكل حاد، عولج الجرح، ولكنه لم يلتئم، اكتشف فيما بعد التشخيص الصحيح أنه مصاب بنوع من سرطان الجلد الذي نما تحت ظفر إصبعه، لزم بتر الطرف المصاب، لكن بسبب معتقداته الدينية رفض بوب مارلي أن يبتر أي عضوٍ من جسده. تجاهل بوب مارلي المرض وتابع جولاته لإقامة الحفلات في أوربا و الولاياتالمتحدة.
ولكن بعد ثلاث سنوات اكتشف الطبيب أن السرطان تغلغل في جسده، عولج في البداية بنيويورك ثم انتقل إلى ألمانيا وأقام فيها من نوفمبر 1980 إلى إبريل 1981م وقد تبين أن المرض انتشر في كافة أنحاء جسده ولا أمل في علاجه وعاد بوب مارلي إلى ميامي في 8 مايو 1981م وقد أنهك خلالها السرطان جسده المتعب حتى فتك بمعدته، ثم إحدى رئتيه، وأخيراً وصل إلى دماغه، قبل أن يتوفى في مستشفى (سيدار سيناي) بمياميالأمريكية في 11 مايو 1981 عن عمر يناهز السادسة والثلاثين عاماً.
يعتبر بوب مارلي من ضمن قائمة الذين يجنون الثروات بعد موتهم. حيث يتم بيع مختلف الملابس وغيرها تحمل صوره أو شعاراته ما جعله يحتل مراكز متقدمة في هذا المجال أسوة بمايكل جاكسون وتشي غيفارا وغيرهم.