أثارت وفاة الشقيقتين السعوديتين تالا وروتانا، جدلا كبيرا على صفحات الجرائد العالمية، عقب العثور عليهم غريقتين في نهر هدسون بولاية منهاتن، الأمريكية، مقيدتين بشريط لاصق من منطقة الخصر والأيدي في 24 أكتوبر الماضي، وحاولت الشرطة لفت الانتباه إلى أن وفاة الفتاتين كان بسبب عائلتهما. فأصدرت شرطة نيويورك بيانا اوضحت فيه أن تالا وروتانا، أقامتا في مأوى لضحايا العنف المنزلي حتى نهاية أغسطس، ثم وصلتا على ما يبدو إلى نيويورك في الأول من سبتمبر، وأقامتا هناك في عدد من الفنادق الفاخرة قبل العثور على جثتيهما.
شرطة نيويورك: سبب الوفاة انتحار: واضافت الشرطة، إن الشابتين حاولتا الفرار عدة مرات من منزلهما في فرجينيا الذي تركتاه في نهاية 2017، مشيرة إلى أنه كان لديهما سجل ومذكرات وطلبتا قبل انتحارهما اللجوء في الولاياتالمتحدة، رجحت الشرطة أن الشقيقتين "دخلتا إلى الماء وهما على قيد الحياة"، حيث فضلتا الانتحار على العودة إلى السعودية. وأكد تقرير الطب الشرعي في مدينة نيويوركالأمريكية، أن أسباب وفاة الشقيقتين السعوديتين الغامضة تالا وروتانا الفارع اللتين غرقتا في نهر هدسون بولاية منهاتن. وقالت رئيسة الطب الشرعي باربرا سامبسون: "توصل مكتبي إلى أن وفاة الشقيقتين الفارع تالا وروتانا، كان نتيجة لانتحارهما، حيث ربطت إحداهن الثانية قبل أن تقفزا إلى النهر".
تعليق السفارة السعودية على الانتحار: ومن جانبه نفت السفارة السعودية لدى واشنطن أن سلطات المملكة طلبت من الشقيقتين السعوديتين، تالا وروتانا فارع، اللتين تم العثور على جثتيهما مؤخرا، مغادرة الولاياتالمتحدة والعودة لبلادهما.
وأكدت المتحدثة باسم السفارة السعودية، فاطمة باعشن، في تغريدة نشرتها على حسابها الرسمي في موقع "تويتر"، إن التقارير التي تحدثت عن توجيه البعثة الدبلوماسية أمرا للشقيقتين بمغادرة الولاياتالمتحدة بسبب طلبهما اللجوء خاطئة تماما".، مشددة على أن "تفاصيل الحادث لا تزال قيد التحقيق وسيتم التقاسم معها في الوقت المناسب".
والد الفتاتين السعوديتين "بناتي قتلوا على يد محقق": من جانبه كان لوالد الفتاتين السعوديتين، رأي آخر وهو، إذ حمل محققا أمريكيا المسؤولية عن إخفاء وقتل الفتاتين، متهماً السلطات في الولاياتالمتحدة بالتواطؤ معه. وأضاف الفارع البالغ من العمر 55 عاما، والذي تعرض لنوبة قلبية استدعت إجراء عملية قلب مفتوح له على خلفية القضية المأساوية، : أن هذه القصة بدأت في إحدى ليالي شهر ديسمبر الماضي في ولاية فيرجينيا، حيث أقامت عائلته ودرست ابنته الكبرى روتانا (22 عاما)، متابعاً، أنه وزوجته غادرا لشراء حاجيات وعندما عادا لم يجدا ابنتيهما في المنزل.
وفي بداية الأمر اعتقد الوالدان أن الفتاتين ذهبتا للمشي كالعادة، لكن عندما تأخرتا أكثر من اللازم قدم الفارع وزوجته على الفور بلاغا للشرطة، وهي طلبت الانتظار 24 ساعة حسب الأنظمة.
قال الأب، إنه لم يؤمن للحظة في هروب ابنتيه، لأنهما لم تأخذا شيئا من أغراضهما وممتلكاتهما، وخاصة أنهما في تلك الليلة اشترتا أغراضا وتركتا الكيس على الطاولة، مضيفا أن المحقق المحلي المدعو براندون ميلر، اتصل بالعائلة في اليوم التالي، وأبلغها بأنه سحب البلاغ و"أودع الفتاتين في مكان آمن".
تعرض العائلة لاستفزازات من الشرطة: واضاف الاب، إن المحقق "حاول استفزازنا بقوله إنه يعلم تعامل العرب السيئ مع أبنائهم ولم نرد عليه، بل طالبناه برؤيتهما أو إعادتهما، ورفض ذلك مطالبا بالتزام الهدوء ووعد بإعادتهما خلال أسبوع، وبالفعل عاد إلينا بعد أسبوع ولكن برفقة هيئة حماية الأطفال محاولا اتهامنا بأننا عنّفناهما، وقد تفقدت الفرقة الشقة ولم تجد أي أثر للتعنيف، بل إنهم استغربوا من عدم أخذ الفتاتين أي شيء من ممتلكاتهما، وبعد اقتناعهم أرسلوا إلينا تقريرا بأن الأسرة بريئة من تهمة التعنيف".
واكد أنه وزوجته حاولا بعد ذلك التواصل مع المحقق للكشف عن مصير ابنتيهما، لكنه رفض التجاوب وطلب التوجه للمحكمة بحجة تحول القضية إلى هناك، لكن عندما ذهبا للمحكمة لم يجدا أثرا للقضية، و"كان واضحا أن لدى المحقق سلطة قوية وهذا واضح من تجاوزاته للقانون حتى إننا حاولنا التواصل مع محامين في فيرجينيا لرفع دعوى لكنهم يرفضون ويتهربون من قبول هذه القضية ولا نعرف السبب مما أوقعنا في أزمة مع هذا المحقق المتسلط".
وعاد والد الشقيقتين إلى العودة للسعودية، بعد أن تدهورت صحته ما تطلب إجراء العملية الجراحية، في حين واصلت زوجته البحث عن ابنتيهما وسط "اختفاء غريب لأي معلومة حولهما، وصمت مطبق للسلطات الأمريكية حول مكان وجودهما".
وقال: "حتى الضابط الآخر الذي تعاطف معنا خلال مراجعتنا قسم الشرطة اتهم المحقق بتجاوز القانون باحتفاظه بالفتاتين بهذه الطريقة، قالها لنا بلسانه ورفض طبعا أن يكتبها في محضر التحقيقات".
أعلنوا أنه انتحار دون اجراء تحقيق الطب الشرعي: وأوضح الفارع: "عندما أُعلن خبر وفاتهما، جاءت الشرطة إلينا وأبلغتنا باكتشاف الجثتين مربوطتين إلى وجهيهما، مؤكدين أنهما انتحرتا قبل أن يجري الطب الشرعي التحقيقات".
وتابع: "لعل الصدمة التي تعرضنا لها عندما طلبنا رؤية الجثمانين في ثلاجة الأموات، وبعد تلكؤ من السلطات تم ذلك، وذُهلنا عندما وجدنا ضربات تملأ وجهي الابنتين، ولكمات تعرضتا لها وبالذات الصغرى، ما يؤكد أنهما تعرضتا لضرب مبرح قبل وفاتهما".
واستبعد الوالد فرضية الانتحار، موضحا أن الفتاتين كانتا تخشيان البحر ولم تجيدا السباحة، ولفت إلى أن نهر هدسون الذي عثر فيه على الجثتين مليء بالصخور ومن المستحيل أن تقفزا بتلك الطريقة، فضلا عن الضربات المبرحة التي تعرضتا لها.
قررا الوالدين دفن ابنتيهما في السعودية، ثم عادا برفقة ابنهما إلى الولاياتالمتحدة لتسليم الشقة، وذلك عقب تعرضهم لاستفزاز مريب" في المطار، إذ تم توقيفهم لخمس ساعات وطولبوا بمغادرة الدولة خلال 14 يوما على أقصى تقدير، كما تم إلغاء التأشيرة الدراسية F1 للابن، لافتا إلى أن ذلك منع العائلة من رفع دعوى ضد المحقق الذي "دون شك كان وراء اختفاء ومقتل" الفتاتين، لكنه وكّل محامي السفارة السعودية، ويعتزم أن يطالبه باتهام الضابط رسميا بالتسبب في "كل تلك المآسي التي تعرّضت لها الأسرة".