نرصد رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.. ومصير الوفود السياحية الرحلة تضم 25 مسارًا.. وتكلفة الفرد للرحلة 1400 يورو الأساقفة يستقبلون الوفود السياحية.. والزيارة تبدأ بالأهرامات ثم المزارات الدينية تحاول الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بالتعاون مع وزارة الآثار، إحياء مسار العائلة المقدسة فى مصر، وجعله مزارًا سياحيًا بالاتفاق مع الفاتيكان، لتنظيم وفود سياحية تزور الأماكن التى عبر بها المسيح والسيدة العذراء خلال الهروب إلى مصر. وتتضمن رحلة العائلة المقدسة فى مصر نحو 25 مسارًا، تمتد لمسافة ألفى كيلو متر من سيناء وحتى الصعيد، وفق تصريحات مجدى شاكر كبير الأثريين بوزارة الآثار. فى الوقت الذى تشكلت فيه لجنة مسار العائلة المقدسة، والتى تختص بإعداد الدراسات الخاصة بالمواقع الأثرية الموجودة على مسار رحلة العائلة المقدسة لوضع المسار على قائمة منظمة اليونسكو. وأوضح نادر جرجس عضو اللجنة، أن المزارات السياحية لرحلة العائلة المقدسة استقبلت أكثر من وفد سياحى أغلبها من الطليان، أثناء البرنامج التجريبى لمؤسسة أنيتالسى الإيطالية، مشيرًا إلى أن اللجنة تتعاون مع راديو الفاتيكان للإعلان عن رحلات مسار العائلة المقدسة إلى مصر. وأكد أن الوفود السياحية دومًا تضم قامات دينية، مثل أسقف مدينة فيتربو الإيطالية، وتجمع الرحلة بين زيارة الأماكن السياحية المصرية ثم السياحة الدينية لمسار العائلة، وغالبًا ما تبدأ الرحلة بزيارة الأهرامات فى الجيزة عقب الوصول إلى مطار القاهرة. وأضاف «جرجس» أن تكلفة رحلة العائلة المقدسة تعادل أربعة أضعاف تكلفة السائح الروسى الذى يزور شرم الشيخ، موضحًا أن سعر الرحلة للفرد الواحد تصل إلى 1400 يورو، مطالبًا بضرورة الترويج لمنتج السياحة الدينية وإزالة كل العقبات لتحقيق عائد اقتصادى يسهم فى رفع إيرادات القطاع السياحى. وأشار إلى أن هناك 8 رحلات سياحية خلال العام الماضى 2018، لزيارة مصر وتفقد مسار رحلة العائلة المقدسة، مضيفًا أن انطباعات المشاركين فى أولى رحلات الحج الإيطالى إلى مصر كانت أكثر من رائعة، بعد زيارة سابقة لوفد تعريفى من المسئولين فى منظمة الصليب الأحمر بإيطاليا لتفقد مواقع مسار العائلة المقدسة. فيما وصل أول فوج سياحى لمسار العائلة المقدسة فى 30 مايو الماضى، والتقى بهم وزير السياحة السابق «يحيى راشد»، وكان الفوج مكونًا من 520 سائحًا من 20 جنسية مختلفة، حضروا إلى مصر تحت اسم «السماء المفتوحة»، وهو الفوج السياحى الأول الذى جاء خصيصًا لزيارة جزء من مسارى رحلة العائلة المقدسة بالقاهرة، ورحلة خروج موسى من أرض سيناء. والشركة المنظمة على نجاح الرحلة، وأنه بعد نجاح الزيارة، سوف تقوم بتنظيم زيارة العام القادم لفوج به أكثر من 1500 سائح لزيارة مسار رحلة العائلة المقدسة يضم أكثر من 20 جنسية. وقام الفوج بزيارة جزء من مسار رحلة العائلة المقدسة بها، حيث زار كنيسة أبى سرجة التى بها المغارة التى اختبأت بها العائلة، والكنيسة المعلقة وكنيسة مارجرجس الرومانى التابعة لطائفة الروم الأرثوذوكس، ثم انتقل الفوج السياحى إلى سانت كاترين ليقضى فيها 3 أيام يزور فيها مسار رحلة خروج موسى من أرض سيناء. ويستقبل أساقفة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المسئولون عن الأماكن التى تقع بها البقاع التى زارتها العائلة المقدسة، الوفود السياحية، فالأنبا دانيال أسقف المعادى استقبل الوفد الإيطالى بكنيسة السيدة العذراء بالمعادى التابعة له، وهى ضمن كنائس المرحلة الأولى من رحلة العائلة المقدسة. أما الأنبا يوليوس أسقف كنائس مصر القديمة، فيستقبل الوفود بكنيسة أبو سرجة بمجمع الأديان الواقعة تحت إشرافه، وبعدها تتجه الوفود لزيارة ثلاثة أديرة فى منطقة وادى النطرون، وهى أديرة الأنبا بيشوى والعذراء والسريان والباراموس. وأكد القس تيموس السريانى، المسئول عن استقبال الزوار بدير السيدة العذراء السريا، أن الدير مستعد لاستقبال الوفود وتم رصف الطريق المؤدى للدير فى وادى النطرون، كما تم الانتهاء من ترميم جميع أديرة منطقة وادى النطرون التى كانت قد تأثرت بسقوط سيول غزيرة العام قبل الماضى، وبذلت وزارة الآثار والكنيسة جهودًا كبيرة فى ترميمها، لافتًا إلى أن الأديرة من الداخل جاهزة تمامًا، وكل ما يتبقى هو التنسيق مع المحافظ والأجهزة التنفيذية بمحافظة البحيرة لاستقبال الوفد السياحى. الرحلة المقدسة تحمل الكثير من الدلالات، حيث كانت مصر بفرعونها تمثل عنف العالم وقسوته، وفى تلك الأثناء رأى المسيح نفسه قادمًا إلى مصر محمولًا على يدى القديسة مريم، ليقيم مذبحًا له وسط تلك الحضارة العظيمة، كما جاء فى الكتاب المقدس، بخصوص رحلة العائلة المقدسة وإقامة الكنيسة المسيحية الحية فى مصر، واعتبارها شعب مبارك للرب. حظيت مصر بمكانة عظيمة فى الكتاب المقدس، ورغم أن مصر بفرعونها وعبادتها الوثنية مثلت العالم الوثنى فى عنفه، لكنها أيضًا كانت ملجأ للكثيرين، فجاء إليها النبى إبراهيم واستقبلت يوسف المضطهد من أخوته ليصبح الرجل الثانى فى مصر بعد الفرعون، ويشرف على مخازنها ويقدم من خيرها لكل البلاد المحيطة بها، وغيرهما الكثير من الأنبياء، أما مجىء المسيح إلى مصر فقد أرسى فيها الكنيسة بطقوس سماوية. لقد ذاب قلب المصريين حبًا للمسيح، حسب وصف القديس كيرلس الكبير، واحتل المسيح مكانة مقدسة فى قلوب المصريين، لتتحول مصر من حضارة تعبد القطط والتماسيح والضفادع وتتخذ منها آلهة، إلى أعظم مركز للفكر المسيحى والعبادة الروحية والحياة الإنجيلية فى فترة وجيزة، وأصبحت الإسكندرية منارة لعلم اللاهوت وتفسير الكتاب المقدس، وأصبحت مصر النقطة التى انطلقت منها حركة الرهبنة المسيحية، وفى الوقت الذى كان الخطر يلاحق الكنيسة واختلط العمل الروحى بالكنسى والسياسى، حملت الكنيسة المصرية الصليب وقدمت أعدادًا لا حصر لها من الشهداء. كان على عرش فلسطين الحاكم «هيرودس»، الذى يعيش مزاحم خوفه من نبوءة قدوم المسيح وأخذ الملك منه، فأراد الملك قتل كل الأطفال فى بيت لحم، الذين تقل أعمارهم عن عامين، وحينها كان قد جاء ليوسف وحى فى الحلم، يخبره بأن يأخذ المسيح وأمه السيدة مريم إلى مصر، فهربا وأقاما بها حتى وفاة هيرودس، قبل أن يعودا مرة ثانية. وكانت هناك ثلاثة طرق معروفة للقدوم إلى مصر من فلسطين، لكن العائلة المقدسة، سلكت طريقًا غير معروف حتى لا يتعقبها هيروديس حتى وصلت إلى رفح المصرية. دخلت العائلة المقدسة عن طريق مدينة «الفرما» وهى مفتاح الدخول إلى مصر من الجانب الشرقى، ثم إلى تل بسطة بجوار مدينة الزقازيق، حيث استراحت العائلة المقدسة تحت شجرة بقيت على قيد الحياة حتى سنة 1850، ثم انتقلت إلى «مسطرد»، ولم تستقر فى مكان واحد لذا يوجد العديد من الأديرة والكنائس، وذلك موثق من خلال المصادر الدينية والمخطوطات النادرة فى الأديرة والكنائس، وتراوحت الرحلة من أسبوع أو بضعة أيام فى بعض المدن، وفى أخرى استقرت شهرًا وأطول مدة فى جبل قسقام وامتدت 185 يومًا، وفى السطور التالية أبرز الأماكن التى مرت بها العائلة المقدسة فى مصر. المطرية انتقلت العائلة المقدسة إلى بلبيس، ومن هناك اتجهت إلى «منية سمنود»، ثم سارت غربًا بمحاذاة وادى النطرون جنوب برية «شهيت» التى صارت فيما بعد فردوسًا للرهبان. واتجهت العائلة المقدسة إلى عين شمس فى المكان المعروف حاليًا بالمطرية حيث استراحت تحت ظلال شجرة تعرف الآن باسم «شجرة العذراء»، تعتز بها الكنيسة. تفجرت على مقربة منها عين ماء، ونبتت على جوانبها زهور البلسم أو البلسان التى تضاف إلى الأطياب التى يصنع منها الميرون المقدس، ولا تزال عين الماء موجودة حتى الآن. وتعتبر المطرية مع شجرة العذراء من أهم المناطق التى جاء إليها رحالة العصور الوسطى وتعتبر من أهم المزارات السياحية المسيحية إلى يومنا هذا. مصر القديمة كنيسة السيدة العذراء ودير الراهبات بحارة زويلة يحتضنان المركز الثالث الذى يقدسه الأقباط كموضع باركته العائلة المقدسة. أما الموضع الذى جذب الأنظار فهو المغارة التى شيدت عليها كنيسة القديس سرجيوس «أبى سرجة» فى القرن الرابع بمنطقة بابيلون بمصر القديمة، وقد احتفظت بمقصورة خاصة تحت الأرض بها مذبح. ثم تركت العائلة المقدسة مصر القديمة واضطرت أن تغادر إلى مدينة منف ثم مدينة المعادى بسبب ثورة الكهنة ضد العائلة التى جاءت بالدين الجديد، وفى مدينة المعادى يوجد الموضع الذى شيدت عليه كنيسة السيدة العذراء، وربما كان معبدًا يهوديًا قبل بناء الكنيسة، والتى بقبابها الحالية تشير إلى أنها من صنع القرن الثالث عشر. صعيد مصر عبرت العائلة المقدسة النيل واجتازت إلى صعيد مصر، إلى مير والقوصية بمحافظة أسيوط. وفى جبل قسقام اختفت حوالى ستة شهور، فى الموضع الذى أقيم عليه الآن دير العذراء الشهير بالمحرق، ومن هناك أعلن للقديس يوسف أن يرجعوا حيث سلكوا طريقًا آخر انحرف بهم إلى الجنوب قليلًا حتى جبل أسيوط، وهناك بقوا قليلًا فى مغارة بجبل أسيوط المشهورة بدير العذراء بجبل درنكة. كنيسة العذراء بالزيتون يحتمل أن تكون العائلة المقدسة قد مرت فى ذات الطريق، وقد ظهرت القديسة مريم فى يوم 4 أبريل عام 1968، وبقى الظهور يتكرر شهورًا كثيرة لمدة ساعات طويلة علنًا أمام الجماهير، وقد انشغل العالم الكنسى كله بهذا الظهور الفريد، بحسب مرجع الأنبا تكلا هيمانوت. مقصورة العذراء «العزباوية»، وتوجد قصة بخصوص هذه التسمية، فقد أنشئت عزبة كان يزرع فيها فلاح بطيخًا حيث مرت بها العائلة المقدسة، وطلب القديس يوسف من المزارع إن سأله أحد الجند عنهم أن يخبره بأنهم عبروا به حين كان يزرع البطيخ، وفعلًا بعد يومين مرّ به الجنود القادمون من فلسطين، فسألوه إن كانت قد عبرت به عائلة غريبة، فأجاب بما قال له القديس يوسف. وإذ كان النبات قد ظهر وأثمر بطيخًا خلال اليومين بطريقة معجزية ظن الجنود أن العائلة قد مرت من الطريق من شهور فأبطأوا فى اقتفاء أثرها. استمرت رحلة العائلة المقدسة فى مختلف البقاع المصرية التى نزلت بها حوالى عامين وستة أشهر وعشرة أيام كاملة، حتى عادت مرة أخرى إلى فلسطين بعد موت هيرودس.