اكد الأستاذ الدكتور أحمد علي الأنصاري أستاذ علم المصريات بجامعة سوهاج؛على ان مدينه اخميم صاحبه التاريخ العريق بنيت قديما 7 مرات وتعتبر مانشستر ماقبل التاريخ لاشتهارها بالمنسوجات وكد ان أخميم، هي حاضرة الإقليم التاسع من أقاليم مصر العليا أيام الفراعنة، واسمها القديم خنت-مين وبر-مين وشمين وخمين، حتى استقرت على الاسم الحالي لها أخميم أيام العرب. تقع مدينة أخميم، أحد أشهر وأهم المدن والمناطق الأثرية في محافظة سوهاج، على الضفة الشرقية من نهر النيل، وكانت إحدى المدن الرئيسة التي لها دور كبير. ويتبعها العديد من القرى والمدن، كان يحدها من الجنوب قوص وشمالا طهطا. اشتهرت مدينة أخميم بوفرة الآثار المصرية القديمة واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية، بالإضافة إلى اشتهارها بصناعة المنسوجات اليدوية ونالت بها أيضًا شهرة عالمية، حتى أطلق عليها لقب "مانشستر ما قبل التاريخ"، بالمقارنة بمدينة مانشستر البريطانية المعروفة بالمنسوجات وقيل إن مانشيستر البريطانية استمدت اسمها من أخميم، وهي من المواقع الأثرية الهامة التي يتردد عليها الزائرون كثيرا هذه الأيام. وهي مدينة رب المصريين القدماء "مين" رب الخصوبة والنماء في معتقدهم. بنيت مدينة أخميم على مدار التاريخ ما يقارب 7 مرات، ويغلب علينا الظن -نحن علماء المصريات- أن المدينة الحالية عائمة على 3 مدن أثرية جاءت متعاقبة، كل مدينة تمثل طبقة جيولوجية من طبقات أرض المدينة، وكل طبقة تحمل حضارة معينة وأنها تحوى تحفا أثرية نادرة. تحتوى مدينة أخميم فى باطنها على العديد من المناطق الأثرية والمعالم الأثرية، ومنها تمثال ميريت-أمون ،ابنة رعمسيس الثاني، ويبلغ ارتفاعه 13 مترا، ووزنه 31 طن، ومعبد الملك رعمسيس الثاني، وهو معبد كبير جدا، تم اكتشافه عام 1981 عند البدء فى حفر قواعد وأساسات لمعهد ديني، بالقرب من مقابر المسلمين بأخميم، وتضارع معابد أخميم معابد الكرنك بالأقصر -إن لم تبزها- ضخامة وفخامة، ومقابر الحواويش A و B، ومقابر السلاموني ونجع الدير ونجع المشايخ، ومعبد الملك آي. وبها من المعالم السياحية في جبالها ما يشبه جبال لبنان، حيث بئر العين بأخدود جبل السلاموني، الذي تثور حوله الأساطير في خاصيته على شفاء بعض الأمراض. وعيون المياه العذبة التي تسيل كدموع من جبال السلاموني، حزنا على الإهمال وعدم الاستغلال من قبل أحفاد الفراعنة. أما المعالم القبطية، فيوجد بها دير ماري جرجس الحديدي بالعيساوية، ودير الملاك ميخائيل ودير الشهداء ودير العذراء بقرية الديابات، ودير الأنبا بسادة بالأحايوة، ودير الأمير توادروس بالصوامعة شرق، وكنيسة القديس أبو سيفين بأخميم. ويوجد بها العديد من المعالم الأثرية الإسلامية منها، مسجد الأمير حسن بن الأمير محمد، ومئذنة مسجد الأمير محمد، وضريح الشيخ كمال الدين بن عبدالظاهر. وأكاد أجزم أن أخميم من أهم المناطق الأثرية على مستوى مصر وليس سوهاج أو الصعيد فقط، لأن بها آثار نادرة وتعوم على مدينة أثرية كبيرة وخاصة تحت مقابر المسلمين بأخميم، وفي متحف سوهاج تستقبل الزائرين رأس ضخم لأحد تماثيل رعمسيس الثاني المدفونة حتى الآن تحت الأرض في الشارع الفاصل بين المعبد حاليا وبين المقابر بل نزعم أنها تمتد أيضا تحت أرض المقابر. ومدينة أخميم الأثرية خاضعة لقانون الآثار رقم 117 لعام 1983، والذي يحظر إقامة أية حفائر أو منشآت بدون ترخيص وبدون إشراف من المجلس الأعلى للآثار، وعلى كل من يريد من أهلها بناء منزل أو حفر التواصل مع وزارة الآثار، لانتقال مندوب من آثار سوهاج أثناء عملية الحفر، ربما يكون الموقع به آثار فيتم وقف الحفر به منعًا للعبث بالمناطق الأثرية. وقد أجرينا بالاشتراك مع د. معتز من هيئة الطاقة النووية والاستشعار عن بعد بوزارة الكهرباء وبدعم مالي ومعنوي من محافظة سوهاج، مسحا راداريا بجهاز جيو-رادار لكل شوارع أخميم الواقعة في محيط الكوم الأثري، أسفر عن نتائج مذهلة، سنكشف عنها في حينها -إن شاء الله- وقد حصلنا على موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية للعمل الميداني بمنطقة أخميم.