خبراء: مشاركة مصر فى بناء السد يؤكد رؤيتها التنموية نحو القارة السمراء «الشراقى»: السد ليس له علاقة بحوض النيل.. ويؤكد: لا يؤثر على أى من دول الجوار حقبة جديدة من التعاون الثنائى بين مصر والقارة الأفريقية، شهدها الأسبوع الماضى، الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، بتوقيع عقد إنشاء سد «ستيجلر جورج»، فى تنزانيا بسعة تخزينية تبلغ 34 مليار متر مكعب، وتنفذه شركة المقاولون العرب. حسب خبراء فإن بناء السد يعد توجهًا قويًا لمصر فى أفريقيا، حيث أكد الدكتور ضياء القوصى، الخبير المائى الدولى، أن شراكة مصر فى بناء سد بحجم «ستيجلر جورج»، توجه مصر نحو رؤية تنموية فى أفريقيا ويعزز القوى الناعمة لمصر فى القارة السمراء، مشددًا على أن المشروع يعد مشروعًا وطنيًا لدولة تنزانيا يعطى إضافة للطاقة الكهربائية مرة ونصف. وأضاف القوصى، ل«الصباح»، أن مشروع السد من أعمال تصميم وإنشاء سدود للطاقة الكهرومائية، ومحطات كهرباء، بطول يبلغ 1025 مترًا، وارتفاع 130 مترًا، بالإضافة إلى إنشاء 4 سدود أخرى لتخزين المياه، موضحًا أن العمل بالمشروع يبدأ يناير العام المقبل، متوقعًا افتتاحه عام 2022، وأن مصر تعد الجهة الممولة بالتعاون مع شريك صينى وعدد من المؤسسات الدولية. بينما قال الدكتور عباس الشراقى، رئيس قسم الموارد الطبيعية بالمعهد الأفريقى بجامعة القاهرة: إن مساحة تنزانيا قريبة من مساحة مصر ويبلغ عدد سكانها 50 مليون نسمة، موضحًا، أن 80فى المائة من الشعب التنزانى ليس لديهم كهرباء والباقى ليس لديهم طاقة بشكل دائم. وأضاف الشراقى، ل«الصباح»، أن سد تنزانيا على نهر «روفيجى» البالغ طوله أكثر من 600 كيلو، موضحًا أن النهر يصب فى المحيط الهندى، وأن سد «ستيجلر جورج» ليس له علاقة بحوض النيل، ولا يؤثر على أى دولة من دول الجوار. وقال إن الغرض من السد توليد كهرباء بسعة تخزينية 34 مليار متر مكعب، أى نصف السعة التخزينية لسد النهضة، متابعًا أنه يضاعف كمية الكهرباء الموجودة بتنزانيا مرة ونصف بقوة 2200 ميجا وات. وحسب مسئولين فإن تكلفة إنشاء السد تبلغ ما يقرب من 2.9 مليار دولار، فيما يصل عدد العاملين فيه إلى نحو 5 آلاف شخص بين مهندسين وعمال. وقال جون موجفلى، رئيس جمهورية تنزانيا: إن سيدنا المسيح فر ولجأ لمصر هربًا من أعدائه ونحن عندما أردنا النهوض وتشييد سد روفيجى لجأنا وذهبنا لمصر لمساعدتنا فى هذا المشروع لإيماننا بقدرة وعظمة المصريين، موجهًا الشكر والتحية للرئيس عبدالفتاح السيسى على دعمه للشعب التنزانى. وأوضح فى كلمته خلال مراسم التوقيع على مشروع تشييد سد «ستيجلر جورج روفيجى» أن التنزانيين تعلموا من التجار المصريين منذ قديم الأزل الثقافة واللغة العربية وبعض أنواع الموسيقى، مشيرًا إلى أن مصر وتنزانيا كانت لديهما مشاركة كبيرة فى تأسيس الاتحاد الإفريقى، فمصر وتنزانيا لديهما علاقات طويلة قبل مجىء الاستعمار. واستطرد: «التنزانيون يحبون المصريين جدًا وكان هناك سد سيتم بناؤه فى مكان آخر ولكننا وجدنا أنه سيؤثر على نهر النيل فى مصر فقمنا على الفور بتغيير مكان بناء السد واخترنا موقع سد آخر وهو سد روفيجى». وناشد رئيس جمهورية تنزانيا، شركة المقاولون العرب بالانتهاء من المشروع قبل الموعد المحدد له وهو 3 سنوات، قائلًا: «لو أنجزتم المشروع قبل موعده سأكون شاكرًا لكم». من جهته أكد الدكتور يسرى خفاجى، المتحدث باسم وزارة الموارد المائية والرى، أن دور الوزارة فى المشروع، جهة معاونة مثلها مثل الوزارات الأخرى، مشيرًا إلى أن شركتى المقاولون العرب والسويدى هما الجهة المنفذة. وأضاف خفاجى، ل«الصباح»، أن السد يعد رسالة واضحة للعالم كله أن مصر تدعم التنمية الأفريقية، موضحًا أن مصر ترفض الإضرار بأى دولة من دول المصب.