إذا مت فابكيني بما أنا أهله ... فكل جميل قلته فيّ يصدق .. وكم قائل مات الفرزدق والندى ... وقائلة مات الندى والفرزدق .. "الفرزدق" همام بن غالب بن صعصعة، صاحب لقب "الفرزدق"، ومعناها الرغيف، أي صاحب الوجه الضخم والمتجهم، ويكنى ب أبو فراس، ولد الفرزدق في سنة 38-110ه/ 658-728م، في أرض لبني تميم تقع حالياً ب دولة الكويت وهي أرض كاظمة، وعاش فيما بعد في البصرة، من أشهر شعراء المدح والفخرُ وَ شعرُ الهجاء.
قال الفرزدق هذا الشعر حينما كان هناك تزاحم على الحجر الأسود أثناء الحج وحينما أراد زين العابدين لمس الحجر الأسود وسع الخلائق من اجل الرجل فكان هذا رد فعله بشعر مشهور له فقال: يا سائلي أين حل الجود والكرم عندي بيان إذا طلابه قدموا هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم هذا الذي احمد المختار والده صلى عليه الإله ثم جرى القلم هذا ابن فاطمة أن كنت جاهلة بجده أنبياء الله قد ختم هذا علي رسول الله والده أمست بنور هداه تهتدي الأمم
يعتبر "الفرزدق" من الشعراء النبلاء من أهل البصرة، ويشبه بزهير بن أبي سلمى، وهما يعتبران من شعراء الطبقة الأولى، بينما زهير عاش في العصر جاهلياً، والفرزدق عاش في العصر الإسلاميّ. أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا ياجرير المجامع فيا عجبًا حتى كليب تسبني كأن أباها نهشل أو مجاشع إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتًا دعائمه أعز وأطول أحلامنا تزن الجبال رزانة وتخالنا جنًا إذا ما نجهل
مدح الخلفاء الأمويين بالشام، كان معاصراً للشعراء الأخطل ولجرير، وكانت بينهما صداقة حميمة، إلا أن النقائض بينهما أوهمت البعض أن بينهم تحاسداً وكرها، وانشعب الناس في أمرهما شعبتين لكل شاعر منهما فريق، لجرير في الفرزدق رثاء جميل.
عرف عنه أنّه كان شريفاً في قومه، يحمي المظلوم وخاصةً من يستجير بقبر والده، وقال عنه أهل اللغة :"لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث العربية". وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا وأبو يزيد، وذو القروح، وجرول ومستنبح والليل بيني وبينه يراعي بعينيه النجوم التواليا سرى إذ تفشى الليل تحمل صوته إلي الصبا قد ظل بالأمس طاويا حلفت لهم إن لم تجبه كلابنا لأستوقدن نارًا تجيب المناديا
توفي الفرزدق سنة 114 ه، في بادية البصرة عن عمر يناهز المئة عام، ومن أشهر أقوال الفرزدق: هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت .. والأسد أسد الشرى والبأس محتدم