" الاستقالات الجماعيه سلاح قوى وورقه ضغط حاسمه خصوصا اذا تقدم بها عدد كبير من الاطباء في وقت واحد وبشكل منظم وان تكون مسببه، هى تعفى الاطباء من جريمه الاضراب الكلى وتمثل تصعيد يفوق الاضراب الجزئى " .. بهذه الكلمات بدأ عشرات الأطباء تجديد الدعوة للاستقالات الجماعية، عقب تطبيقها علي أرض الواقع بمبادرة من 150 طبيب من اطباء مستشفي سوهاج الجامعى، تقدموا باستقالات مسببة أمس بعد تعرضهم لاعتداء من قبل اهالي المرضي و عدد من البلطجية، قام مدير المستشفي علي أثره بتنفيذ قرار نقابة الأطباء العامة بغلق المستشفي في حال تعرضها للاعتداء و عدم توفر التأمين المناسب لها . الحقيقة أن قرار ال 150 طبيب باتخاذ خطوة الاستقالة الجماعية المسببة لم يأتي بسبب الاعتداءات المتكررة علي المستشفي ضمن سلسلة اعتداءات طالت جميع مستشفيات مصر طوال الأشهر الماضية، ولكن القرار جاء ردا للاهانة التي طالت أطباء المستشفي ومديرها علي يد عضو مجلس الشوري، النائب أشرف أبوخبر ، الذي وصف مطالب الأطباء ب" الدلع" و اغلاق المستشفي " بالجريمة" دون أن يولي أي اهمية لمعاناة الفريق الطبي . التصعيد الذي أيقظ فكرة الاستقالات الجماعية من جديد، حيث بدأ الطبيب الشاب حسام كمال، عضو حركة اطباء بلا حقوق، الحشد للفكرة لاجل تعميمها علي مستوي الجمهورية للضغط لتنفذ مطالب الأطباء و علي رأسها تامين المستشفيات . ويقول كمال، في تصريحات خاصة للصباح، أن فكره الاستقالات الجماعيه تم طرحها ف الجمعيه العموميه 10/6 سنه 2011 كبديل اقوى من الاضراب الجزئى، و في نفس الوقت لا تحمل الاطباء جريمه الاضراب الكلى، مشيرا الي ان الفكره كانت تتمثل في جمع 20 الف استقاله مسببه وتقديمها دفعه واحده . واوضح كمال، السبب في كون الاستقالات مسببة، بان القانون يوجب بحث أسبابها قبل قبولها، فضلا عن انه يستحيل قبول هذا العدد من الاستقالات دفعه واحده لان هذا يعني انهيار المستشفيات بالكامل وخلوها من الاطباء، نظرا لكون هذا الرقم يمثل تلت عدد الاطباء العاملين بالصحه في مصر، مشيرا الي ان الفكرة الجديدة لم تلق القبول الكافى في وقتها بسبب تردد الاطباء ف الاستقاله ولكنها مع الوقت أصبحت الأقرب قربا للواقع خاصة بعد تجربه استقالات اطباء سوهاج. وقال كمال، ان تعميم فكرة الاسقالات الجماعية علي مستوي مصر، ليس صعبا وسوف يتم تنظيمها من قبل الأطباء أنفسهم، فضلا عن وجود العديد من النقابات الفرعية علي استعداد لتبني الفكرة. وعن موقف نقابة الأطباء الفرعيه في سوهاج من قرار ال 150 طبيب بتقديم الاستقالات الجماعية، أشاد كمال بموقف النقابة الداعم لأطباء سوهاج و حقوقهم، و عقد مقارنة بين حدث مشابه في محافظة المنصوره، قائلا انه حيت تم التعدي على مستشفى الطوارىء الجامعى بالمنصورة، قام نقيب أطباء المنصوره وهو استاذ جامعى (منتمى لجماعة الاخوان المسلمين) وهدد الاطباء المضربين بإلغاء انتداباتهم للجامعة، و قام بإستدعاء أطباء من جماعة الاخوان لكسر الاضراب هناك، مضيفا ان مقارنة موقف نقيب اطباء المنصورة و نقابته بموقف نقابه سوهاج و قيام ممثلين منها بالتضامن مع الاطباء وقت الاعتداء و تأيدهم لاستقالات الجماعيه و منحهم الغطاء شرعى والنقابى، بكشف مدي الدعم و الاخلاص لدي النقابة الفرعية في سوهاج لأعضاءها . من جانبها، قالت الدكتوره ابتسام ناصر، عضو مجلس نقابة الأطباء بمحافطة سوهاج، ان هدف ال 150 طبيب المستقيلين بالمحافظة من مستشفي سوهاج الجامعي، هو تأمين المستشفى التي يعملون بها بواسطة قوات الأمن لتوفير الظروف الامنية التي تسمح لهم بأداء عملهم الطبي، بجانب توفير جميع المستلزمات الطبية و الادوية اللازمة للاستقبال المرضي في أقسام الاستقبال و الطوارئ . وقال ناصر، ان قرار الاطباء بالاستقالة الجماعية لم يكن سهلا، ولكنه فرض عليهم نظرا لما لاقوه من معاناه و تجاهل لمطالبهم و وضعهم الامني السئ و الذي يمنعهم من اداء واجبهم الطبي، فضلا عن نقص الامكانيات الذي يتسبب في ضجر المواطن و المرضي و يشغل فتيل الازمة بين الأطباء و اهالي المرضي، مشيرة الي ان الاطباء لجأوا لهذا القرار عقب سلسلة من الوعود الوهمية بتامين المستشفي من قبل المسئولين . وانتقد الدكتور أحمد حسين، الطبيب السوهاجي و العضو المستقيل من نقابة الاطباء العامة بالقاهرة و العضو الحالي للهيئة التأسيسية للنقابة المستقلة للأطباء، كلمة النائب أشرف أبو خبر عضو مجلس الشورى عن سوهاج، حول مستشفى سوهاج الجامعي والتي كانت أمس الأول الثلاثاء 14/8 /2012، مؤكدا ان العاملون بالقطاع الصحي شعروا بالأسف والأسى من كلمة النائب التي تنم عن سطحيه وعدم دراية بأبعاد المشكله، والتي تهدف - سواء بعمد أو عن حسن نيه - لإضرام العداء بين المواطنين والفريق الصحي وكذلك بين فئات الفريق الصحي المنتمية لهيئات مختلفة بعضها ببعض . وقال حسين ان النائب جانبه الصواب في وصف غلق المستشفى الجامعي بسوهاج بإضراب العاملي ، والصواب أنه إغلاق إضطراري للعديد من الأسباب منها عدم وجود إمكانيات بالمستشفى تؤهل الأطباء والفريق الطبي للقيام بدورهم ، مثل عدم وجود مستلزمات الأستقبال والطواري والعناية من خيوط وأدويه وأمصال مثل أمصال ضد العقرب التي تُثير أزمة منذ عدة شهور، وقلة عدد الأسرة بالعناية المركزة وعناية الأستقبال ، مما يتزايد معه الأعتداءات من المواطنين على الفريق الطبي لأسباب خارجة عن إرادتهم ، فضلا عن الأعطال بالأجهزة الحيوية بالمستشفى مثل جهاز الأشعة المقطعية الذي إزداد سوءاً بعد الإنقطاع المتكرر للكهرباء.