شبح الأسعار يلتهم سوق الأدوات الدراسية.. وأولياء الأمور يضطرون للاستدانة لتلبية طلبات أبنائهم مع بداية العام الدراسى الجديد، يحلم كل طالب بشكل حقيبته والزى المدرسى والأدوات المكتبية المختلفة، إلا أن الأمر بالنسبة لأولياء الأمور تحول لمأزق كبير يحاولون الخروج منه بأقل الخسائر، خاصة فى ظل ارتفاع الأسعار وثبات الرواتب، لذلك شهدت الأسواق المصرية ركودًا تامًا بمحلات الأدوات المدرسية والأحذية والأدوات المكتبية بكل أنواعها، الأمر الذى عاد بالسلب على التجار الذين باتوا يصرخون: «الموسم اضرب وخسرنا كتير»! «الصباح» رصدت الإقبال الضئيل من المواطنين على شراء هذه المنتجات بعكس الأعوام الماضية، التى كانت تشهد زحامًا شديدًا على محلات الأدوات المدرسية. عبدالسلام أمين، صاحب محل ملابس فى وسط البلد، قال إن حركة بيع الملابس هذا العام ضعيفة جدًا، بسبب ارتفاع الأسعار، فالمواطنون عندما يأتون إلى المحل للسؤال عن الأسعار وتفاجأوا بارتفاعها يتراجعون عن الشراء بنسبة كبيرة، ويضطرون اللجوء للباعة الجائلين للشراء منهم. وأكد أن سبب ارتفاع أسعار البضائع يرجع إلى تضاعف قيمة الخامات التى تصنع منها المنتجات، لذلك فإن الغلاء يعانى منه التجار وأولياء الأمور فى نفس الوقت، موضحًا أن كثيرًا من المواطنين يلجؤون إلى استخدام ملابس العام الماضى ليخرجوا من دائرة الغلاء. وصرخ محمد عادل، بائع زى مدرسى: «الموسم اتضرب»، موضحًا أنه من قبل العيد يعانى جميع التجار من هذا الركود، وحتى الآن يوجد لدى معظم التجار أكثر من نصف البضاعة، فأسواق الشنط المدرسية لم يحضر إليها أحد والإقبال الضعيف سيد الموقف، ورغم أن الشنط شعبية فإن سعرها وصل إلى 150 جنيهًا وصناعة صينية، لذا يلجأ الكثير إلى الاستغناء عنها. أما الحاج محمد أحمد أحد تجار الفجالة، فأكد أن المواطنين من جميع محافظات مصر يأتون إلى الفجالة لشراء الأدوات المكتبية والمدرسية لأبنائهم مرة واحدة طوال العام بكميات كبيرة تكفيهم لنهاية العام الدراسى، ولكن الآن أصبح الأمر مختلف تمامًا فكل مواطن يأتى لشراء بعض الأدوات البسيطة وانخفضت طلباته واحتياجاته لربع الكمية تقريبًا، خاصة بعد ارتفاع أسعار الورق والكتب الخارجية، ما أدى إلى استياء المواطنين وعزوفهم عن شراء الكشاكيل وباقى الأدوات المدرسية. فيما قرر عدد كبير من أولياء الأمور العزوف عن شراء الشنط والزى والأدوات المكتبية، حيث أكدت عصمت محمد، ربة منزل، أن لديها ثلاثة أولاد فى مراحل دراسية مختلفة، ولا تستطيع تلبية حاجتهم من شنط وزى مدرسى وغيرها من مستلزمات دراسية، ما يضطرها لشراء شنطة واحدة لابنها المقيد بالصف الأول الابتدائى، لكى يشعر بفرحة العام الدراسى الجديد، وحتى لا يشعر بأنه أقل من زملائه، أما أبنائها الباقين فقررت تصليح شنطهم القديمة للعام الثالث على التوالى ليذهبوا بها، بالإضافة للاعتماد على ملابس الأقارب القديمة بدلاً من شراء الملابس الحديثة، حيث تقوم بغسلها وكيها لتصبح بالشكل الجيد، خاصة أن أسعار الملابس والشنط أصبحت فوق طاقة ميزانية الأسرة، بعدما قفزت بشكل كبير عن العام الماضى. وقال هانى نبيل، من أولياء الأمور: «لا يوجد معى أى أموال لكى أشترى ملابس مدرسية وأدوات، وراتبى لا يكفى لتلبية احتياجات أبنائى المدرسية، فكل الأسعار فى وسط البلد مرتفعة جدًا»، موضحًا أن أزمة الدروس الخصوصية والكتب الخارجية وحدها كفيلة لشل عاتق الأسر المصرية، فكل معلم يريد كتابًا خارجيًا غير الورق والمذكرات والمراجعات، والمدارس أصبحت عبئًا كبيرًا على الأسر المصرية ولا يستطيع أحد تحمله، ما يؤكد أن مصطلح «التعليم المجانى» أصبح أكذوبة كبيرة. بينما أكدت عفاف عبدالمطلب، من محافظة الغربية، أن لديها أربعة أبناء فى المدرسة، واضطرت لعمل جمعية لشراء الأدوات المدرسية، خاصة أن ميزانية المنزل أصبحت لا تحتمل هذا الغلاء الفاحش، فالجمعية ساعدتها كثيرًا لشراء الكتب الخارجية المهمة والأدوات المطلوبة، ودفع أول شهر فى الدروس، وعجزت هذا العام عن شراء الزى المدرسى لأولادها، واعتمدت على الملابس القديمة لديهم.