جريمة قتل مروعة، أب يقتل طفليه بطريقة إجرامية لم يستوعبها بعد العديد من المصريين المتابعين للقضية، خلت مشاعره من الرحمة تجردت من الأبوية، سلم نفسه للشيطان، لينتهي الأمر في النهاية إلى قتل طفليه، في أول أيام العيد. الأب القاتل اتهم في البداية تاجر آثار وأيضا سيدة بينه وبينهما أزمات باختطاف طفليه أثناء لعبهما في الملاهي وإلقائهما في بحيرة فارسكور ليموتا غرقا، لكن تحقيقات النيابة وتحريات المابحث كشفت عن رواية ثالثة هي الأصعب، وهي أن القاتل هو والد الطفلين وليس أحد آخر. حسب التحقيقات التي أجرتها السلطات، فإن الهاتف المحمول لوالد الطفلين كان صاحب الفضل في كشف غموض الحادث؛ إذ أثبت وجود محمود نظمى والد الطفلين في مكان الجريمة أعلى كوبري فارسكور في تمام الساعة الخامسة عصرا وقت حدوث الجريمة. وأضاف المصدر أنه بمواجهة والد الطفلين اعترف بارتكابه الواقعة، مشيرا إلى أنه أجرى مكالمة لزوجته يخبرها باختفاء الأطفال، ودخل الأب في نوبة بكاء هستيري بعد كشف غموض الحادث، لافظا بعبارات غير مفهومة "كنت هموت نفسي معاهم.. كنت هموت نفسى معاهم". وأكد مصدر أمني، أن محمود نظمى السيد والد طفلي الدقهلية أبلغ الشرطة بعد 4 ساعات من اختفائهما، مؤكدا أن تحريات المباحث الجنائية أثبتت اختفاء الطفلين الساعة 4.30 عصرًا، وأبلغ الأب النجدة وحرر محضر بمركز شرطة ميت سلسيل في الثامنة مساءً. واعترف الأب أنه ألقى نجليه من أعلى كوبري فارسكور في المياه في الساعة 4.30 عصرا وادعى اختطافهما وأبلغ مركز الشرطة في تمام الثامنة مساءً. وعثرت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن دمياط على جثتى طفلين، انتشلتهما من مياه ترعة فارسكور، الأربعاء الماضى، بعد أن أبلغ والدهما باختفائهما الثلاثاء، أول أيام عيد الأضحى. وتم استدعاء والد طفلى الدقهلية لتقارب المواصفات التى أدلى بها فى المحضر مع المعثور عليهما، وتوجه الأب إلى مشرحة مستشفى فارسكور المركزى، وتعرف على جثتى الطفلين. وادعى الأب فى المناقشات الأولية التى أجراها الرائد فتحى صالح، والعميد سيد خشبة، رئيسا فرع البحث الجنائى بشمال الدقهلية- أنه مريض نفسى، وأنه ارتكب الواقعة بدافع الشفقة على طفليه من مستقبل مظلم، بسبب سمعته السيئة وظروفه المادية الصعبة. وأقر الأب بأنه ارتكب جريمته فى تمام الساعة 4.30 عصرًا، وادعى اختطافهما وأبلغ مركز الشرطة فى تمام الثامنة مساءً. وشكلت وزارة الداخلية لجنة لكشف ملابسات الحادث، ضمت اللواء أيمن عبدالله، مساعد مدير أمن الدقهلية، والعقيد ناجى جادالحق، مأمور مركز شرطة ميت سلسيل، ومحمد شرباش، مدير المباحث الجنائية بالدقهلية. فيما وضعت أسرة الطفلين ملابس العيد على قبرهما، تعبيرًا عن حزنها الشديد لفراق الطفلين فى أول أيام العيد. كان الأب قد اختلق عددًا من الروايات للإيهام بخطف الطفلين، فقال فى البداية إنه على خلاف مع أحد تجار الآثار بمركز أجا، بسبب قطعة أثرية «تمثال قطة فرعونية»، حصل عليها من تاجر آثار بمحافظة دمياط. وقال والد الطفلين إنه أعطى التاجر 300 ألف جنيه عمولة على القطعة الفرعونية، بينما كانت العمولة المتفق عليها 800 ألف جنيه، مرجحًا أن يكون الدافع وراء قتل طفليه هو الانتقام منه، وليس بغرض الابتزاز أو السرقة، مضيفًا: «لم أتلقَ أى اتصالات لطلب فدية». وادعى فى البلاغ الذى تقدم به أنهما اختفيا أثناء مصافحته شخصًا مجهولًا، صادفه فى الملاهى بصحبة الصغيرين، لكن الحقيقة أنه ألقى بهما من أعلى كوبرى فارسكور فى المياه. ووجه وائل السعيد، ابن عم القاتل، الشكر لكل من تعاطف مع الطفلين محمد وريان، وقال إنه يجب معاقبة القاتل أيًا كان، وأن ابن عمه مريض نفسى، وأن ما حدث جريمة بشعة، أودت بحياة طفلين لا ذنب لهما. وشيع الآلاف من أهالى مدينة ميت سلسيل، أمس الأول، جثتى الطفلين وسط حالة من الحزن والغضب بسبب الحادث.