عبده جمال ايمان صديق باتت ظاهرة فرض القوة بالأغلبية هى العلامة الواضحة فى جبين المعارضة الإسلامية خاصة من المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين ,والذى ظهر واضحا فى الإعتداء الأخير على الإعلاميين ومحاصرة المئات من المتظاهرين لمداخل ومخارج مدينة الإنتاج الإعلامى ومنع دخول أو خروج العاملين بها فى رفضهم لاستمرار توفيق عكاشة الملقب بزعيم الفلول فى مصر وذلك من تقديم برنامجه وغلق قناة الفراعين الذى يترأسها عكاشة هذا الأمر الذى عرض الصحفى خالد صلاح رئيس تحرير جريدة اليوم السابع للإصابة ببعض الجروح وتهشيم سيارته إثر الهجوم عليه من شباب حزب الحرية والعدالة كما وصفهم ومنعه من دخول المدينة ,فى واقعة هى الأولى من نوعها أثارت غضب الإعلاميين دفعا عن احترام الرأى والقانون واعتراضا على تكبيل حرية الإعلام. أبدى الإعلامى شريف عامر مقدم برنامج "الحياة اليوم" استيائه الشديد من ظاهرة الإعتداء على الإعلاميين ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى , مؤكدا أن ما تعرض له خالد صلاح أمر مرفوض ولا يقبله الإعلاميون على الإطلاق. واعترض عامر على إثارة الذعر بين المواطنين مؤكدا انه مع التصدى لمثل هذه الظواهر التى ترفضها الحريات العامة ,لافتا إلى أنه ضد أى فصيل يمارس هذا الضغط ايا كان اتجاهه السياسى. من جانبه أدان الإعلامى عمرو الليثى الهجوم على زملائه من الإعلاميين والتعرض لهم ومنعهم من أداء عملهم الإعلامى , لافتا إلى ضرورة تحكيم القانون فى حالة نشر الأكاذيب من القائمين على العمل الإعلامى. وأشار الليثى خلال اتصال هاتفى مع "الصباح" فى وقت ادائه مناسك العمرة أن ما تعرض له خالد صلاح يعد انتهاكا لحرية الرأى , مشيرا إلى عدم وضع الإعلام فى إطار واحد ووصفه بانه فاسد , لافتا إلى ضرورة تحكيم القانون لعدم تعطيل العمل الإعلامى وتشويهه. يأتى هذا فى الوقت الذى خاطب فيه الإعلامى عمرو أديب مقدم برنامج "القاهرة اليوم" , الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية بسرعة التدخل لمنع الإشتباكات الواقعة امام مداخل ومخارج مدينة الإنتاج الإعلامى ووقف الإعتداءات على الإعلاميين , الأمر الذى يهدد حرية الإعلام فى مصر. أديب اعتبر أن تصاعد هذه الظاهرة من الممكن ان يؤدى إلى قهر الإعلام , الأمر الذى يدعو العاملين فى المجال الإعلامى إلى توقفهم عن العمل وعدم الدخول فى اشتباكات مع المتظاهرين , خاصة أن مدينة الإنتاج الإعلامى مهددة بالإقتحام وذلك لطيبة أفراد الأمن المدنين والقائمين على حراستها. من جانبه وصف ضياء رشوان ما تتعرض له حرية الصحافة والإعلام بالأمر الخطير والذى بدى واضحا فى حركة التنقلات الصحفية التى أتت بعدد كبير من المنتمين لحزب الحرية والعدالة وتنصيبهم رؤساءا للعدد من أكبر الصحف القومية , بالإضافة إلى السيطرة على وزارة الإعلام وإسنادها لوزير الإعلام الجديد صلاح عبدالمقصود المستشار الإعلامى للحملة الإنتخابية فى ترشيح الدكتور محمد مرسى رئيسا للجمهورية والمنتمى لجماعة الإخوان المسلمين. وفى اتصال هاتفى اجراه الكاتب الصحفى خالد صلاح مع برنامج "رمضان بلدنا" الذى يقدمه الإعلامى يوسف الحسينى الذى فر هو الأخر من ايدى المتظاهرين حال دخوله المدينه، أكد فيه تعرضه لبعض الإصابات الجرحية , وتحطيم سيارته حال دخوله مدينة الإنتاج الإعلامى, مشيرا إلى أن ما يتعرض له الإعلام من عنف يرجع إلى تصريحات جماعة الإخوان العدائية تجاه الإعلاميين ووصفهم للصحفيين بمخربى البلاد. وأكد صلاح خلال الإتصال على تقدمه ببلاغ ضد حزب الحرية والعدالة وكلا من الدكتور محمد البلتاجى والدكتور عصام العريان من اعضاء الحزب لما تعرض له من هجوم من شباب الحزب وجماعة الإخوان المسلمين. هذا وتوالت الهجمات على الإعلاميين والتى لحقت أيضا بالكاتب الصحفى جابر القرموطى الذى يقدم برنامج " مانشيت" على قناة on tv والذى نجح فى الهروب من المتظاهرين. ياتى هذا فى اليوم الأول الذى دعى فيه المتظاهرون على منع دخول المذيعين ومقدمى البرامج إلى المدينة مع غلق جميع ابواب الدخول , مع تصعيد أخر الأيام المقبلة , الأمر الذى يهدد القنوات الفضائية وتوقف عمل مقدمى البرامج فى ظل غياب أمنى يندى له الجبين من جهته قال الإعلامي حسين عبد الغني في تصريحات خاصة ما حدث بالأمس بمدينة الإنتاج الإعلامي من إعتداءات علي بعض الإعلاميين يعتبر من أكبر الجرائم التي إرتكبت في حق حرية الرأي والتعبير فكيف يتسني لنا الأمر ونحن نري ما وصلنا إليه من أعمال بلطجة وإستخدام للقوة والترهيب لوقف اي وجهة نظر مشيرا إلي أن هناك من الوسائل القانونية التي يمكن اللجوؤ إليها في حالة الخروج عن المهنية أو التعدي علي الحريات الشخصية أو سب الأديان والعقائد أو تهديد الحياه العامة فكان الأجدي بهم اللجوئ للقضاء للتعبير عما يرونه بدلا من التصدي له بالقوة والعنف وأكد عبد الغني أن محاولة إرهاب الإعلاميين والصحفيين جريمة بغض النظر عما يقدمونه مشيرا إلي أنه هو نفسه مختلف مع كثير مما يقدم علي شاشات الفضائيات ولكن هذا لا يكون مبررا لإستخدام العنف لوقفه معتبرا ما حدث من إعتداءات بمدينة الإنتاج الإعلامي ردة عن أهداف الثورة التي طالبت بحرية الرأي والتعبير والخروج من أي مظاهر للقمع والإرهاب الفكري وعن تصريحات الأخوان بخصوص هذا الحدث والتي جاءت رافضة لهذه الإعتداءات ومؤكدة علي إحترام الأخوان لحرية التعبير والإعلام قال عبد الغني : نرحب بهذا النوع من التصريحات إذا كان جادا ولكن هذه التصريحات وهذا الحادث سبقه من قبل عمليه تحريض مباشرة من قادة حزب الحرية والعدالة ومن جريدة الحزب وقناته علي الإعلام والإعلاميين فكان عليهم من البداية ضرورة إدارك خطورة فكرة التهديد والترويع التي تدمر حرية الصحافة مشيرا إلي أنه إذا لم نتصدي بشكل قاطع لمثل هذه الممارسات نكون قد إستبدلنا بلطجة الحزب الوطني ببلطجة حاكم جديد .. وعن ما وجه للإعلاميين من إتهامات من بعض التيارات السياسية حول عدم تصديهم لظاهرة توفيق عكاشه وأمثاله وما يقدمه من إعلام يخلو تماما من المهنية قال الإعلامي عبد الغني : لا يمكن أن نلقي باللوم علي الإعلاميين في عدم التصدي لكل من يقدمون إعلام غير هادف ذلك لأن كل الإعلاميين الشرفاء هم من نادوا منذ إندلاع الثورة وحتي تشكيل البرلمان بضرورة تناول أهم ملفين لإنجاح الثورة ملف إستقلال القضاء وحرية الإعلام من خلال تشكيل مجلس وطني مستقل للإعلام يتولي تطهير الإعلام ومحاسبة كل من يخرج عن تقاليد وقواعد المهنة ولطالما نادينا بتطبيق هذا من المجلس الذي حظي علي أغلب كراسيه الأخوان ولكنهم إنشغلو بما هو أقل أهميه مثل ختان الإناث وسن الزواج والأنبوبة وغيرها من الأمور الأخري ونحوا ملف الإعلام جانبا وإلان يريدون أن يلقوا بالعبئ علي الإعلاميين وفي سياق متصل قالت الإعلامية درية شرف الدين ما حدث من إعتدءات علي بعض الإعلاميين يعد غياب للدولة وإنهيار لها فكيف للإعلامي أن يظهر علي الشاشة ليقول ما يمليه عليه ضميره وهو مهدد ومروع مشيرا إلي أنه يجب علينا جميعا أن نرسخ ونحترم فكرة التظاهر السلمي الذي قامت به ثورة 25 يناير علينا جميعا ايضا أن نقاوم التظاهر المقترن بعنف وإعتداءات وننبذه جميعا ذلك لأن هذا العنف لن تعاني منه فئه بعينها ولكن ستمتد المعاناه لتلحق بالمجتمع كله وبدلا من أن كنا نرسخ لفكرة الحرية والديموقراطية نكون قد رسخنا لفكرة العدوانية والبلطجة و"خد حاك بدراعك" وهذا كلام مرفوض تماما وعن تصريحات الاخوان حول الحادث قالت : كان يجب أن يعقب هذه التصريحات ظهور لأجهزة الدولة المعنية بالأمر لأقامة تحقيق أمام الرأي العام حتي لا تتكرر هذه الواقعة مرة أخري ومحاسبة الجناه .. فى حين اضاف ممدوح الولي نقيب الصحفيين بأنه سوف تعقد النقابة مؤتمرا صحفيا تعقبه ندوة يدعي فيها جميع الإعلاميين والصحافيين لمناقشة هذه القضية والنقابة لا تتنصل من مسئوليتها حيال حماية الصحافيين والعاملين بالمهنة وكذلك دفاعها الدائم عن حرية الرأي والتعبير والذي يعد ما حدث بالأمس للإعلاميين والذي هم بالاساس صحفيين يعد تراجع في الخطوات التي خطاها الصحفيين المناضلين تجاه حرية الرأي والتعبير والتي دفعوا من أجلها الغالي والثمين في حروبهم مع النظام السابق