شهدت الساحة الصحفية و الإعلامية خلال الفترة الماضية العديد من الأحداث و الوقائع التي أثارت جدلا واسعا بين الجماعة الصحفية ، و ذلك بعد قيام السلطات بمهاجمة مطابع جريدة لأهرام في محاولة لمصادرة جريدة "الستور" بسبب عدائها الشديد لجماعة الإخوان المسلمين ، و مهاجمتها للدكتور محمد مرسي (رئيس الجمهورية) ، و كذلك إغلاق قناة الفراعين بعد التجاوزات التي صدرت من مالك القناة توفيق عكاشة في حق رئيس الجمهورية ، و التحريض ضده ، هذا إلى جانب وقائع الإعتداء على الصحفيين و الإعلامين منهم الزميل خالد صلاح (رئيس تحرير جريدة اليوم السابع) ، و الزميل يوسف الحسيني ، كل تلك الأحداث دفعت البعض للتخوف من إستمرار نفس سياسات تكميم الأفواه التي كان يتبعها النظام السابق في تعامله مع وسائل الإعلام و الصحف. من جانبه أكد كارم محمود (سكرتير عام نقابة الصحفيين) على رفضه التام لأي محاولة للسطو على حرية الصحافة و الإعلام ، مشيرا إلى أن لا يمكن لأي صاحب رأي أن يوافق على مصادرة جريدة أو وقف بث قناة فضائية مهما كانت توجهتها ، لأن وجهة النظر مهما بلغ حجم تطرفها لا تواجه سزى بوجهة نظر مقابلة ، و أضاف أنه كان من الممكن أن أن نتجنب جميع الأزمات التي مر بها الإعلام خلال الفترة الماضية ، من خلال إعتماد الشفافية و الوضوح بين المؤسسة الرئاسية و بين الصحفيين و الإعلامين ، و عدم التعامل مع الشعب المصري كما كان يحدث في الماضي ، بإعتبارة شعب لم يتعلم الديمقراطية بعد. و أوضح إسلام عفيفي (رئيس تحرير جريدة الدستور) أنه تم إستدعاءه من جانب جاهز الأمن الوطني للتحقيق معه في تهم سب رئيس الجهورية ، وصفا تلك الإتهامات بأنها تشبه ما كان يحدث أيام الملكية ، من إتهام المواطنين بإهانة الذات الملكية ، مشيرا إلى ما حدث مع جريدة الدستور يهدف إلى تخويف الإعلاميين و الصحفيين. و أضاف ل"الصباح" أن الصحافة القومية أصبحت تحت قبضة الإخوان المسلمين ، خاصة بعد تعيين رؤساء تحرير داعمين لفكر الجماعة ، حتى تتحول تلك الجرائد ل"أبواق" لدعم الجماعة ، و الأن تجرى المحاولة للسيطرة على الجرائد و القنوات الخاصة أما من خلال الإعتداء المباشر كما حدث مع الزميل خالد صلاح (رئيس تحرير جريدة اليوم السابع) ، أو من خلال الملاحقة القضائية للصحفيين و الإعلاميين. و وصف ولاء الشيخ (رئيس التحرير التنفيذي لجريدة الدستور) محاولة الجهات الأمنية مصادرة الجريدة بأنه "كارثة على حرية الصحافة" ، مشيرا إلى أن سيناريو التضيق على الصحفيين ماذال يتكرر حتى بعد رحيل نظام مبارك و حاشيته ، بل و شهد الأمر بعض التطورات التي كان لا يجرأ هذا النظام على فعلها في أبهى عصوره ، و ندد بموقف نقابة الصحفيين من الهجمة المنظمة التي يشنها البعض على حرية الصحافة و الإعلام ، و عدم إتخاذها موقف جاد لدعم الصحفيين لمواجهة ذلك الهجوم. و نفى "الشيخ" في تصريحات خاصة ل"الصباح" ، أن يكون أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين أو حزب "الحرية و العدالة" الذراع السياسي لها قد تواصل مع الهيئة التحريرية بشأن عدم رضاهم عن الإتجاه التحريري للجريدة ، و أوضح أن الفريق القانوني للجريدة بدأ بالفعل في إتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ، و تم تقديم شكوى إلى نقابة الصحفيين بشأن محاولة مصادرة الجريدة بالقوة و دون إبداء أي أسباب من جانب الجهات الأمنية. و أشار صلاح عيسى (الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة) إلى أن هناك مخطط منظم تم إعداده من جانب جماعة الإخوان المسلمين في محاولة منها لفرض سيطرتها على وسائل الإعلام و الصحف ، و هذا ما ظهر بوضوح في الممارسات الأخيرة ضد الصحف و القنوات الفضائية و الإعلاميين ، مشددا على رفضه الشديد لذلك المخطط الذي لن يخدم سوى مصالح جماعة الإخوان المسلمين السياسية ، و سوف يضر المؤسسات الصحفية و الإعلامية و العاملين بها ، بل و المواطن قبل كل شيئ لأنه من حقه أن يحصل على معلومة موثقة و حقيقية. و أستبعد محمد عبدالقدوس (رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين) أن يكون مسلسل التضيق على حرية الصحافة و الإعلام قد بدأ بالفعل ، و ذلك بعد محاولة مصادرة جريدة الدستور ، أو إغلاق قناة الفراعين ، موضحا أن تلك الجريدة تعرضت للسطو قبل الثورة ، و أن صدورها جاء نتيجة لعملية غش ، خاصة بعد أن تحولت لنشرة مهاجمة لأعداء الثورة يهاجمون من خلالها مؤسسة الرئاسة و رئيس الجمهوية. و أضاف في تصريحات ل"الصباح" أن أعداء الثورة كان أحد أحلامهم مصادرة الجريدة حتى يظهروا بمظهر الأبطال أمام الرأي العام ، و حول رأيه في إغلاق قناة الفراعيين ، أوضح أن الإعلامي توفيق عكاشة تجاوز بشكل كبير في إنتقادة لرئيس الجمهورية ، إلى الحد الذي دفعه إلى إهدار دم "مرسي" ، الأمر الذي أثار غضب الكثير من المواطنين الداعمين له و الذين إنتخبوه في الإنتخابات الرئاسية الأخيرة. من جانبها اعلنت الهيئة العليا لمواجهة سيطرة حزب الحرية والعدالة على الإعلام ، عن نيتها عقد إجتماع عاجل ، بحضور عدد من شيوخ المهنة ، و القانونيون ، و رؤساء تحرير صحف قومية وخاصة وحزبية، وعدد من رؤساء القنوات الفضائية ، بالإضافة إلى بعض ممثلي المنظمات الحقوقية ، و ذلك لمناقشة أخر التطورات التي على الساحة الصحفية و الإعلامية ، و بحث سبل مواجهة الهجمات المنظمة التي يشنها الحزب على الجرائد و القنوات الفضائية ، من أجل منعهم من إنتقاد سياسات الحزب الخاطئة.