«كان أكثر من أخى، ولكنه لم يراع العشرة ولا العيش والملح اللى بيننا، وقرر ينصب على بعدما وقفت بجانبه فى أزمته وسلفته كل ما أملك ولكنه خان الأخوة والصداقة ورفض رد المبلغ، فلم يترك لى خيارًا آخر سوى الانتقام منه وقتله جزاءً على ندالته معى»، هذه الكلمات جزء من الاعترافات التفصيلية التى سردها «محمد.م» 35 سنة، عاطل، المتهم بقتل عزام 38 سنة، تاجر أدوات منزلية مستعملة والتى أدلى بها أمام المستشار هادى عزب رئيس نيابة العجوزة. أضاف المتهم فى اعترافاته أمام النيابة: لم أتخيل أبدًا أن صديق عمرى سوف يأتى اليوم ويخون صداقتنا، كان بيننا عيش وملح ومواقف لا يمكن أن تنسى، فعلى الرغم من حالتى المالية السيئة عندما تعثر جاء إلىَّ وأخذ يشكو لى سوء حالته واحتياجه الشديد إلى 2000 جنيه وأنه ذهب للقريب والبعيد والجميع رفضوا إعطائه النقود، تعاطفت معه وأقرضته المبلغ على الرغم من أننى لا أمتلك غيره ففضلته على نفسى حتى يخرج من أزمته. وتابع: تهرب صديقى من سداد المبلغ عدة مرات، حاولت كثيرًا معرفة سبب تغيره معى وتصرفاته الغريبة وعندما صممت على مقابلته وتحدثت معه وجدته ينكر إعطائى له للمال وبدأت لهجته تتغير معى وكأننا لا نعرف بعضنا سألته عن السبب فتطاول على واتهمنى بأننى أريد أن أنصب عليه وعايرنى بسوء ظروفى، وعدم إيجادى للعمل منذ فترة ولولا تدخل الناس كان اعتدى على بالضرب، تركته وأنا مصدوم فى صديق عمرى وبداخلى بركان من الغضب تجاهه وأحاول إيجاد وسيلة انتقام تشفى غليلى، فجلست مع نفسى أفكر وأخطط لاسترجاع حقى وكنت أعرف أنه طماع ويحب المكسب السريع فخطرت على بالى فكرة استدرجه بها لقتله والانتقام منه، فذهبت إليه واعتذرت له وأخبرته بأن أمامى رجل يريد بيع شاشة تلفاز مازالت جديدة بسعر رخيص، وأننى أقنعته بشرائها ولكنى لا أملك المبلغ، فكان رده علىَّ بأنه يريد أن يرى الشاشة فأخذته معى بعد نجاح خطتى وعندما وصلنا استخرجت مطواة كانت بحوزتى وبدأت أطعنه بها وأنا فى حالة هيسترية حتى سقط على الأرض غارقًا فى دمائه. واختتم اعترافاته: بعد أن تأكدت من موته، خفت أن يكتشف أحد فعلتى فقررت إخفاء الجثة لحين التخلص منها، فحالة الغضب التى كانت مسيطرة على جعلتنى لا أحكم عقلى ونسيت وضع خطة للتخلص من الجثة، فقمت بحمل جثته ووضعها داخل برميل خشبى لحين إيجاد طريقة للتخلص منها. كان العقيد تامر مصطفى، مأمور قسم العجوزة، تلقى إخطارًا من شرطة النجدة بعثور الأهالى على جثة شخص، وانتقل الرائد خالد يسرى، نائب المأمور، إلى محل البلاغ، وتبين أن الجثة بها طعنات متفرقة لشخص يدعى «عزام»، 38 سنة، تاجر آثاث وأجهزة مستعملة «روبابكيا»، مبلغ باختفائه. جهود البحث والتحرى التى قادها المقدم مصطفى خليل، رئيس مباحث العجوزة، والنقيب عمرو الديباوى، رئيس مباحث نقطة أرض اللواء، توصلت إلى كاميرا مراقبة التقطت آخر ظهور للضحية رفقة شخص يدعى «محمد.م»، 35 سنة. بمداهمة الشقة، عُثر على جثة «عزام» داخل برميل، وأقر المتهم بجريمته بسبب خلاف مالى.