يقيم المركز القومى للترجمة ، في تمام السادسة من مساء الثلاثاء المقبل الموافق 17 أبريل 2018،ندوة لمناقشة كتاب الترجمة والصراع ،بمشاركة كل من :الدكتورة منى بيكر ،الدكتور طارق النعمان ،الدكتورة هدى الصدة والدكتورة فريال غزول،يدير الندوة الدكتور أنور مغيث. كتاب (الترجمة والصراع:حكاية سردية ) ، صدرت طبعته العربية، مؤخرا عن المركز القومى للترجمة، من تأليف منى بيكر و ترجمة طارق النعمان .
يستعرض الكتاب عبر فصوله السبعة ،تقديم النظرية السردية،تنميط السرد،فهم كيف عمل السرديات ،ثم تأطير السرديات فى الترجمة وفى الفصل السابع والاخير يصل الى تقييم السرديات أو النموذج السردى.
و في هذا الكتاب الكاشف للعديد من آليات الهيمنة الاستعمارية وما بعد الاستعمارية في مجال الترجمة ، تحاول مني بيكر أن توسع نطاق النظرية مابعد الكولونيالية في دراسات الترجمة لتستوعب وتوظف كلا من منجزات الدراسات السردية ، خصوصا في سياقاتها المعرفية والسوسيولوجية والأنثروبولوجية ، علي نحو ما يمكن أن نجد لدي كل من ما كنتاير ، وفيشر ، وبرونر ، وسواهم ، والمنجز الخاص بما أصبح يعرف بدراسات التأطير المنطلقة من أعمال ارفنج جوفمان والتي يتم توظيفها بشكل لافت في كل من دراسات الخطاب السياسي والحملات الانتخابية ، وخصوصا في دراسات الميديا والاعلام .
وفي هذا السياق ، تكشف لنا أيضًا ،عن الأدوار المختلفة التي تلعبها السرديات في النصوص المترجمة أو تلك المنتمي اليها المترجم ، وموقعه من السرديات التي تتم ترجمتها والكيفيات التي تؤطربها أحداث معينة ، خصوصا في ظل قدرة اللغة علي الاحالة علي أكثر من اطار في آن واحد ، أو علي أطر كثيرا ما تكون متصارعة ، حيث يحيل كل اطار علي سردية مغايرة وربما نقيضة أو مناقضة للسردية أو السرديات الأخري ، بقدر ما تلعب السرديات ذاتها من أدوارفي عمليات التأطير والكيفيات التي تؤطر بها الوقائع . ومن ثم ، فانها تدفعنا الي التفكير في الدور الذي تلعبه انتماءاتنا ، ومواقعنا الأيديولوجية ، ونحن نترجم ، كما تدفعنا الي التساؤل عما اذا كنا نترجم انطلاقا من السرديات التي ننتمي اليها أم من خلال السرديات المضمنة في النصوص ، أم انطلاقا من سرديات القراء المحتملين ، أم من سرديات من نتوسط بينهم بالترجمة ، خصوصا في حالات الترجمة الفورية ، وما قد يعنيه الانحياز لصالح سردية علي حساب سردية أو سرديات أخري .