أسعار الزهور تبدأ من 2000 إلى 6 آلاف جنيه..وأصحاب الفلل والقصور أبرز زوار المعرض «وسلاسل من الورد ألمحها بين إغفاءة وإفاقه.. وعلى كل باقة اسم حاملها فى بطاقة»، بيت شعر كتبه الشاعر الكبير أمل دنقل، فى قصيدته الشهيرة «زهور»، التى لخص خلالها أهمية الورود ودورها فى نقل المشاعر وتوصيل الرسائل من وإلى الأفراد، إلا أن «دنقل» لم يكن الوحيد المغرم بالزهور، فكم من مطربين احتلت أغانيهم الورود والبساتين، كان أشهرها أغنية «الزهور زى الستات» التى صنف خلالها محمد فوزى النساء كل منهن وفقًا لأنواع الزهور وألوانها. لم تدخل الزهور فى أى شىء، إلا وأضافت له رونقًا جميلاً باختلاف أنواعها وأشكالها، الأمر الذى جعل حدائق بأكملها تقوم على عرض مساحات شاسعة من الورود، بل وتُقام المعارض على شرف الورود باختلاف أنواعها وألوانها، منها مثلاً حديقة الأورمان بالجيزة، التى اهتمت بتنظيم معرض سنوى للزهور فى هذا التوقيت من كل عام، تعرض خلاله جميع أنواع الزهور والشجر ومستلزمات الحدائق والنجيل الصناعى، وكل ما يمكن أن يحتاجه محبو الزهور سواء بشكل شخصى أو ربحى. «أحمد منير» صاحب مشتل بمنطقة المهندسين، أكد أنه اعتاد كل عام على أن يشترى مستلزماته من الحديقة لأنها المكان الوحيد الذى يوفر أنواعًا عديدة من النباتات، لا تُباع سوى بداخله، خاصة شتلات الورد النادرة مثل «البوتس» و«المانجوريا» و«الصبار الجبلى»، وغيرها من الشتلات التى يصعب الحصول عليها من أماكن أخرى بنفس أسعار الحديقة، التى تعد مناسبة لجميع المستويات. لم تكن الأورمان منفذًا لبيع الورود للأهداف التجارية فحسب، بل أصبحت مقصدًا لطبقة كريمة المجتمع كما يطلق عليهم، حيث تقول «نيفين سالم» صاحبة إحدى الفلل بمنطقة حدائق حلوان، إنها تنتظر معرض الأورمان كل عام لشراء الورود اللازمة لتزيين حديقة منزلها، خاصة أنها حريصة على تجديد أزهارها بشكل دائم، مضيفة: «خصصت الجزء الخلفى كله لأشجار النخيل التى لا يتجاوز طولها مترين ونصف، والمنتصف لزراعة شجيرات صغيرة من الريحان وبعض الزهور المستوردة النادرة التى تشتريها من الحديقة، وباقى الحديقة مفروشة بنجيل طبيعى». وأشارت إلى أن جيرانها بأكملهم يعتمدون على معرض زهور الأورمان فى تجديد أزهار منازلهم، لأن الورد بالنسبة لهم شىء أساسى، للدرجة التى جعلت أحد جيرانها يسافر فى العام الماضى لإحضار بذور نبات نادر من بعض الدول الأجنبية، موضحة أن تزيين حديقة منزلها بالكامل بالورود الطبيعية، ووضع الزهور داخل المنزل أيضًا، لم يكلفها أموال كثيرة، ففى العام الماضى دفعت 2000 جنيه فقط، وهو مبلغ زهيد بالنسبة للأعوام الأخرى التى اشترت فيها الزهور من أماكن أخرى، بأكثر من 6 آلاف جنيه، ولم تكن بنفس جودة زهور الأورمان. ورغم أن المعرض يعد قبلة للجميع بمختلف منتجاته، فإن البذور المستخدمة فى المطبخ كان لها نصيب الأسد من طلبات الجمهور، وعلى رأس تلك البذور الروز مارى والبردقوش والنعناع وبعض النباتات العطرية مثل اللافندر والريحان، وجميعها لا تزيد أسعار الشتلة على 15 جنيهًا، وتتراوح أسعار الورد البلدى والياسمين والورد الملون الصغير من 10 إلى 25 جنيهًا، وهو تقريبًا نفس أسعار نباتات الزينة الصغيرة باختلاف أشكالها.