شكلت زيارة الرئيس الإريترى الأخيرة، حلقة جديدة فى مسيرة العلاقات المتميزة بين مصر وإريتريا، فى ضوء الروابط التاريخية التى تجمع البلدين، ففى وقت تشهد فيه عودة مصرية قوية إلى الساحة الإفريقية، خاصة وأن الرئيس الإريترى كان أول رئيس إفريقى يزور القاهرة عقب حفل تنصيب الرئيس السيسى فى يونيو 2014. من جانبها قالت هبة البشبيشى، الخبيرة فى العلاقات الإفريقية: إن زيارة الرئيس الإريترى أسياس أفورقى إلى مصر، أكبر دليل على نشاط واهتمام القيادة المصرية بالقارة الإفريقية، خاصة وأن إريتريا تعد دولة داخل الأمن القومى المصرى، إذ لها جزر داخل البحر الأحمر، فضلًا عن أنها من دول الجوار لإثيوبيا، ولها دور كبير فى أزمة سد النهضة، وقد تقوم بشرح وجهة النظر المصرية حول هذا الملف، وهو الوقت الذى تتوجه فيه مصر إلى إقرار سياسة الأحلاف السياسية فى إفريقيا، وإريتريا تمتلك من المقومات ما يؤهلها لعقد تحالف مع مصر. فيما أكد السفير إبراهيم الشويمى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة الرئيس الإريترى لمصر استهدفت بحث الشئون الإفريقية بشكل عام وقضية الإرهاب بشكل خاص، فضلًا عن التطورات الموجودة فى البحر الأحمر، حيثُ إن إريتريا لديها ميناءين على البحر الأحمر، وقد عانت عانت من الإرهاب فى التسعينيات، وبالتالى لها تجربة مع الإرهاب وتعلم أنه يمس كل الدول الإفريقية، ويستطيع الرئيس «أفورقى» أن ينسق مع مصر فى مجال مكافحة الإرهاب لأنها محاصرة منه، مع العلم أن الرئيس أفورقى له خبرة كبيرة فى مجال مكافحة الإرهاب. فيما شدد السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الإفريقية، على أهمية زيارة رئيس إريتريا، لأنها تأتى فى وقت تشهد فيه القارة الإفريقية العديد من الملفات والقضايا المهمة، مثل قضايا حوض النيل وأمن البحر الأحمر، خاصة وأن «أسمرة» من دول حوض النيل، ولها تأثير كبير فى محيطها الإقليمى، ومن غير المرجح استعمال تلك العلاقة القوية فى أزمة سد النهضة. وقال النائب ماجد أبو الخير وكيل لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب، إن زيارة الرئيس الإريترى الأخيرة إلى مصر تأتى فى إطار خطة الدولة نحو تعميق العلاقات بين الدولتين، والنابعة من أهمية الموقع الجغرافى لدولة إريتريا والتى تعد صمام الأمان للأمن القومى المصرى بسبب موقعها الجغرافى على مدخل البحر الأحمر، والذى يمكنها من المساهمة بشكل كبير فى تأمينه من المخاطر، مضيفًا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يعمل جاهدًا منذ توليه الحكم فى عودة مصر بقوة للعب دور الزعامة فى القارة الإفريقية. يذكر أن إريتريا عاصمتها «أسمرة»، ويتحدث أغلبية سكانها باللغة العربية، وتتجاوز مساحتها 118٫000 كم²، ويبلغ عدد سكانها 4 ملايين نسمة، يحدها البحر الأحمر شرقًا، والسودان غربًا، وفى الجنوب إثيوبيا، وجيبوتى من الجنوب الشرقى، ويمتد الجزء الشمالى الشرقى للبلاد على ساحل البحر الأحمر، مباشرة فى مواجهة سواحل السعودية واليمن.
عادات الزواج للإريتريين عادات مميزة ومختلفة فى الزواج، تميل إلى الغرابة بعض الشىء، فالمعروف احتوائها على 9 قوميات، لكل واحدة منها عاداتها وتقاليدها التى تميزها عن الأخرى رغم التشابه الكبير بينها. ففى قومية التجرى مثلاً، يرتدى العريس يوم الفرح جلبابًا وسروالاً طويلاً وسديرى وعليها ما يسمى ب«سماديت» وتعنى كوفية، ويضع العمامة على رأسه، ويأخذ سيفًا وسوطًا، وبعض الأشياء القديمة من والدته كالسوميت وهى عبارة عن قلادة، أما العروس، فترتدى الفستان وتلتفّ بالثوب الذى لا يظهر منها شيئًا وتخرج وسط أقاربها وصديقاتها، وبعد ثلاثة أشهر من إتمام الزواج، تعود العروس إلى بيت أهلها وتبقى هناك 40 يومًا لإعداد بعض العادات الخاصة. كما أصدر مفتى إريتريا مؤخرًا فتوى أقرتها الحكومة لاحقًا، بضرورة الزواج بأكثر من امرأة «اثنتان على الأقل»، وإلا يتعرض الزوج وزوجته إلى السجن مدى الحياة، وجاءت تلك الفتوى بسبب التراجع الهائل فى أعداد الرجال فى إريتريا بسبب الحرب الطويلة مع إثيوبيا.
الديانات فى إريتريا تتميز إريتريا كغيرها من الدول الإفريقية بتعدد الأديان وكثرة المعتقدات، ويعد الإسلام إحدى الديانات الرئيسية فى إريتريا حيث يعتنق حوالى 48 فى المائة من سكانها الإسلام، فى حين تمثل المسيحية الأرثوذكسية الديانة السائدة لبقية السكان الذين يتبعون كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإريترية، وكانت أول إشارة لتواجد المسلمين كانت فى زمن الدولة الأموية بعدما وضعت جزر «دهلك» تحت سيطرتها وتنامى العدد وازداد بشكل كبير فى فترة الدولة العثمانية من القرن 16 حتى بداية القرن 20، ويتواجد المسلمون فى إريتريا بشكل رئيسى فى المنخفضات الشرقية والغربية والجنوبية للبلاد بينما يعيش السكان المسيحيون بالهضاب والمرتفعات.
اللغات فى أسمرة يتحدث الإريتريون تسع لغات مختلفة تتوزع على تسع قوميات ينتشرون فى طول البلاد وعرضها، من هذه القوميات: التجراى والتيجرينية التى ينتمى إليها الرئيس إسياس أفورقى ومعظم أعضاء حكومته، والعفر والسامو والنارا والحضارب والرشايدة العربية الأصل والبلين والكوناسا، إلا أن اللغتين الأكثر انتشارًا هما التيجرية والعربية، وتتشابه التيجرية إلى حد بعيد فى جذورها مع العربية؛ حيث انحدرت من أصول سامية من شبه الجزيرة العربية، إلا أن الغالبية العظمى من السكان تفضل استخدام اللغة العربية؛ لارتباطها بالدين والتراث الإسلامى، حيث إن أغلب سكان إريتريا مسلمين، كما أنها لا تزال اللغة الرسمية فى دواوين الدولة والإذاعة والتلفزيون والصحيفة الرسمية الناطقة باسم الدولة، وهى صحيفة إريتريا الحديثة.