الزوجة: كرهنا فى عيشتنا وجعلنا نتمنى الموت ولست نادمة على قتله «كرهنا فى الحياة وجعلنا نتمنى الموت كل لحظة بسبب بخله الشديد، وقسوته فى التعامل معنا، قتلته حتى أنقذ أولادى من الجنون بسبب أفعال والدهم»، هذه الكلمات كانت جزءًا من الاعترافات التفصيلية التى أدلت بها المتهمة بقتل زوجها بسبب خلافات عائلية أمام المستشار محمد أبو المعالى رئيس نيابة حوادث غرب القاهرة الكلية. تعترف المتهمة فى أقوالها: عشت مع زوجى أسوأ وأقسى أيام حياتى أذاقنى فيها الأمرين بسبب بخله الشديد معى وامتناعه عن الإنفاق على المنزل، وصل بى الحال إلى التسول من أصدقائى وأقاربى قوت يومنا، كانت حياتى معه مأساوية، تحملته سنوات طويلة وكنت أقول لنفسى بأنه قد يتغير بعد إنجابنا لطفلنا الأول ولكن ما حدث كان أسوأ مما توقعت فبعد أن أنجبت ازدادت معاناتنا وازداد هو فى بخله معنا. تضيف قائلة: لم أجد أمامى حلًا سوى البحث عن أى عمل حتى أستطيع الإنفاق على أولادى وأوفر لهم احتياجاتهم البسيطة ولكنه كان لا يرحمنا وكان يستولى على أموالى عنوة ويمنعنى من الإنفاق على أولادى فضلًا عن اتهامه لى بالتبذير، حاولت إقناعه أكثر من مرة بأن يتركنى أنفق على أولادى حتى يعيشوا حياة طبيعية خالية من المشاكل النفسية التى قد تصيبهم نتيجة الحرمان ولكنه لم يتفهم واستمر فى إيذائه الشديد لنا. تؤكد الزوجة أن سوء حالة أولادها النفسية كانت دافعها لقتل لزوجها، وتقول: عندما كبر أولادنا ساءت طباعهم وحالتهم النفسية نتيجة بخل والدهم ومعاملته القاسية ورفضه الإنفاق عليهم فى المدرسة وعندما كنت أحاول تعويضهم بإعطائهم أموالًا دون علمه لشراء ما يحتاجونه كان يكتشف الأمر ويضربنى ويهيننى، كنت أرى أولادى دائمًا والحزن يسيطر عليهم وكرههم للحياة فخشيت إصابتهم بالجنون، كما حاولت ابنتى أكثر من مرة الانتحار للتخلص من الحياة معه. تختتم الزوجة حديثها قائلة: أصبحت لا أطيق العيش معه فهو رجل لا يعرف الرحمة، لا يفرق معه الحالة النفسية التى يعيشها أولاده أو تفكيرهم فى الانتحار كل ما يشغل باله هو عدم إنفاق الأموال، تحولت حياتنا معه إلى جحيم، أردت التخلص منه كنت أدعى الله أن يخلصنا منه حتى نستطيع أن نعيش ولكنه كان يحكم علينا الخناق كل يوم حتى جعلنى أفكر فى قتله لعلنا نستشعر السعادة وبالفعل انتظرت عودته من العمل فى أحد الأيام ووقعت بيننا مشادة كلامية كنت لا أتحمل النظر فى وجهه أو سماع صوته وفجأة وجدت نفسى أثناء مشاجرتى معه أهرول إلى المطبخ وأحضرت سكينًا وقمت بضربه بها عدة طعنات فى بطنه وظهره ثم طعنته برقبته لأتأكد من موته وعندما سقط أمامى غارقًا فى دمائه شعرت بنشوة النصر وبأن الحياة فتحت لى أبوابها، قتلته من أجل بخله وقسوته وإنقاذًا لأولادى وحتى يعيشوا فى السعادة التى حرمنى منها طوال عمرى. وكشفت تحقيقات المستشارين سعد أبو العز وأحمد هانى أعضاء نيابة حوادث غرب القاهرة، أن المجنى عليه يعمل سائق تاكسى، ويوم الحادث وصل ابنته للجامعة، وعقب عودته للمنزل نشبت مشادات كلامية بينه وبين زوجته، فتوجه للمطبخ لإحضار سكين للاعتداء عليها، ونشبت بينهما مشاجرة، وعندما وقعت السكين من يده ضربته عدة طعنات فى ظهره وفى بطنه، ثم اتصلت بأخواتها الذين نقولوه لمستشفى السيد جلال، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة هناك.
