حملات من وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع الداخلية لغلق مراكز الدروس الخصوصية رفعت الأسر المصرية «حالة الطوارئ» استعدادًا لامتحانات منتصف العام، كما تستعد أيضًا وزارة التعليم للامتحانات، لتفادى حدوث أزمات أو مشاكل خلال سير الامتحانات، «الصباح» علمت من مصادر مطلعة بوزارة التربية والتعليم عن وجود تنسيق بين الوزارة « «إدارة الشئون القانونية»، وبين وزارة الداخلية للقيام بحملات موسعة على مستوى الجمهورية لضبط مراكز الدروس الخصوصية غير المرخصة، وأخرى متهربة من الضرائب، وتنفيذ الضبطية القضائية ضد بعضهم، وغلقها وإحالة أصحابها للنيابة الإدارية أو الغرامة، يأتى بالتزامن مع تصريحات وزير التربية والتعليم د. طارق شوقى، والذى وصف فيها الدروس الخصوصية بالسرطان الذى يتفشى فى المجتمع، ولابد من مواجهتها قانونيًا، مطالبًا البرلمان بالموافقة على تشريع يجرم الدروس الخصوصية. فى هذا السياق، أكد مصدر بمكتب الوزير، أنه تم إرسال منشور من المكتب الفنى لوزير التربية والتعليم للمديريات، يفيد بضرورة شن حملات على سناتر الدروس الخصوصية عن طريق موظفى الشئون القانونية، وعددهم داخل الوزارة60 موظفًا صدر لهم حق الضبطية القضائية بمعرفة وزارة العدل، وقد تقدمت الوزارة بطلب لوزير العدل ليوافق على منح 100 موظف آخر حق الضبطية القضائية ليتمكنوا من تغطية كل السناتر. وتابع المصدر، إن الوزارة قررت هذا العام التنسيق مع وزارة الداخلية لتأمين الحملات، بعد أن تم الاعتداء عليهم الأعوام الماضية، بجانب مشاركة وكلاء الوزارة فى بعضها، وقد أسفرت الجولات التى قامت بها مديرية التربية والتعليم بالجيزة والقاهرة عن ضبط 50 سنتر، وقامت بغلقها بالشمع الأحمر، حيث يقوم موظف الشئون القانونية والذى يتمتع بالضبطية القضائية بإحالة صاحب السنتر لمباحث التهرب الضريبى، وتتنوع المخالفة وتبدأ بخصم جزء من الراتب الحكومى، وتنتهى بالإحالة للنيابة العامة فى حالة التهرب الضريبى، وهو الحال مع 90فى المائة من أصحاب السناتر. من جانبه أكد رجب الزناتى نقيب المعلمين، أن الدروس الخصوصية ظاهرة خطيرة بالفعل ولا نستطيع تجاهلها لأنها تهمش دور المدرسة وتفسد العملية التعليمية، مضيفًا أن تطوير المناهج والابتعاد عن الحفظ والتلقين قد يؤدى لمحاصرة تلك الظاهرة، ومن حق الوزارة أن تقوم بعمل حملات دورية لرصد المخالفين. فيما رحب «محمد بيومى» عضو نقابة المعلمين بالجيزة، بالحملات المزمع القيام بها، قائلًا: حتى نقضى على الدروس الخصوصية لابد أن يكون هناك تشريع يجرم هذه العملية خاصة أن بعض الأباطرة ليست لهم علاقة بالتربية والتعليم، فالمسألة لم تعد محصورة على معلمى الوزارة، فهناك دخلاء على مهنة التدريس، وعندما تقوم الوزارة بوضع الشمع الأحمر يتم إزالته بمعرفة صاحب السنتر ودفع غرامة 50 جنيهًا للمحافظة، ويعود لممارسة نشاطه، وهو ما ينبغى أن تلتفت إليه الوزارة بالمستقبل القريب حتى تنجح حملاتها. وعن ميزانية الدروس الخصوصية، أكد د. جلال عمر الباحث بشئون التعليم، بعد إلغاء الشهادة الابتدائية انخفضت ميزانية الدروس الخصوصية لتلك المرحلة، لكن على أقل تقدير تتكبد الأسر المصرية سنويًا بالنسبة لمرحلة الثانوى العام 30 مليار جنيه، مضيفًا أن وزير التربية والتعليم د. طارق شوقى أكد أن هذا الرقم أقل بكثير من الرقم الحقيقى، على اعتبار أن متوسط دخل المدرس بالمرحلة الثانوية من الدروس الخصوصية لا يقل عن 50 ألف جنيه. بورصة المراجعة النهائية على الجانب الآخر وبعيدًا عن حملات الوزارة، رصدت «الصباح» تعاقد مئات المدرسين مع أصحاب قاعات أفراح لتأجير القاعات نهارًا لاستيعاب الطلبة بحصص المراجعة النهائية والتى يختلف سعرها عن الحصص العادية، وتتراوح من 100 إلى 300 جنيه على اختلاف المنطقة الجغرافية. أحمد عبدالرحمن «مدير قاعة ليلة العمر بشبرا الخيمة» قال: «تعودنا منذ خمس سنوات على قيام بعض المدرسين بالمنطقة بتأجير قاعات الأفراح لمدة أسبوع، وذلك لضم كل المجاميع فى مكان واحد ومن ثم إعطاؤهم حصة المراجعة النهائية، وذلك مقابل 1500 جنيه من الساعة 8 صباحًا وحتى 5 مساءً. مصطفى عبدالتواب مدير مدرسة الشعراوى بمنطقة شبرا الخيمة، أكد أن بعض المعلمين فى هذا الوقت يحصلون على إجازة مرضية من المدرسة للتفرغ فقط للدروس الخصوصية، وآخرون يعتذرون عن المراقبة فى الامتحانات لانشغالهم بتحصيل الفلوس من جيوب أولياء الأمور. أحدث طرق الغش تتعدد طرق الغش التى يبتكرها الطلاب كل عام، وتختلف عن العام الذى يسبقه، والغش لم يعد مقتصرًا على طلبة المدارس فقط، بل امتد الأمر إلى الجامعات، تعد سماعات البلوتوث وسيلة خاصة بالبنات تستخدمها للغش كما تقول «ياسمين محمد» طالبة الفرقة الرابعة بكلية الآداب، حيث أوضحت أن البنات خاصة المحجبات، هم الأكثر استخدامًا لها، نظرًا لصغر حجمها. وهناك التليفونات الذكية على رأسها «البلاك بيرى»، فرغم أنه جهاز باهظ الثمن، إلا أن معظم طلاب الجامعة يستخدمونه نظرًا لقدرته الفائقة على استقبال تطبيقات معينة تمكن الطلاب من التواصل الفعال داخل لجان الامتحان، حيث يمكن للطالب إرسال السؤال بواسطة المحادثات النصية القصيرة، ويتم إرسال الإجابة فى وقتها. أما البرشام داخل الورق فهو الطريقة المثلى والسحرية فى الغش، وهى آمنة لدرجة كبيرة، يلجأ لها معظم الطلاب من مراحل المدرسة وتمتد معهم إلى الجامعة.