انتشر فى الآونة الأخيرة عدد كبير من الدعوات والمبادرات النسوية، التى تبحث عن حقوق المرأة المسلوبة، حيث دعا بعضها للمساواة بين المرأة والرجل، ولكن المفاجأة كانت الدعوة للعيش بدون رجال، وهو ما نادت به مبادرة جديدة يستعد لتدشينها عدد من السيدات، جميعهن خضن تجارب مأساوية تجمعهن بالرجال، وانضم لهن عدد من الفتيات اللاتى لم يسبق لهن الزواج، لكنهن تأثرن كثيرًا بقرائنهن من النساء المظلومات، فقررن جميعًا الاستغناء عن الرجال، واعتبرن الزوج عبئًا عليهن، لا سند لهن. سناء محمد 35 عامًا، صاحبة فكرة المبادرة، والتى قررت أن تلجأ لها بعد طلاقها من زوجها، الذى استمر 7 سنوات، ولم يثمر عن أطفال، حيث قالت إنها تعلمت خلال تلك السنوات أن تكره جميع الرجال، خاصة أن زوجها كان يعتمد عليها فى مصروفات المنزل بشكل كامل، بدعوة أنه سمح لها بالعمل، وعليها أن تدفع ضريبة ذلك، ففى بداية الزواج كانت تساهم بمبلغ مادى بسيط، إلا أنه أجبرها على تقديم راتبها كله، بحجة أنه وضع دخله كله فى أقساط السيارة الحديثة، التى اشتراها مؤخرًا وحرّم عليها ركوبها. لم تكن تعلم «سناء» على الإطلاق أن التنازل يبدأ بخطوة، فبعد استغنائها عن راتبها، أجبرها على بيع شبكتها، للدخول فى مشروع استثمارى كبير، ثم حاول إقناعها بالعمل معه فى المشروع فترة مسائية ليتحسن دخل الأسرة، وبعد أن وافقت ونزلت للعمل معه، رفض أن يعطى لها راتبًا خاصًا مثل باقى العاملين بحجة أنها زوجته، وكل الأموال فى النهاية ملك لها. لم تستطع «سناء» أن تتحمل هذا الوضع السخيف، وطلبت منه الطلاق، والمفاجأة بالنسبة لها أنه لم يتردد فى الموافقة، فطلقها فى نفس الأسبوع الذى طلبته فيه، لتدخل فى حالة اكتئاب شديد، ثم قررت أن تطرد من حياتها جميع الرجال، وتدشن حملة «لا للرجال». أما نادية صاحبة ال 28 عامًا، التى تنتظر الطلاق من زوجها، فأكدت أنها لا تعلم إلى الآن ما الفائدة من الارتباط بطرف آخر لا يقدم للأنثى سوى الإهانة وعدم التقدير، موضحة أنها تزوجت منذ 6 أشهر، ومن وقت زواجها إلى الآن وهى ما زالت تعانى أشد المعاناة من رجل لا يعتبرها إنسانة من الأساس، فعصبيته المفرطة دفعته للتعدى عليها بالضرب ذات مرة، فى أول شهر لزواجهما، فقط لأنها خرجت دون إذنه. وأضافت أن والدتها نصحتها بتحمل الوضع، قائلة لها إن زوجك عصبى، وتلك هى صفته السيئة ولكل إنسان صفة سيئة، فلا يوجد إنسان خالٍ من العيوب مهما كان، وطالبتها بأن تتحمله، حتى لا يلومها أحد إذا فكرت بالانفصال عنه، وهى بهذه السن الصغيرة. وأوضحت أنها استمعت لحديث والدتها لكنها لم تقتنع به على الإطلاق، خاصة أن عصبية زوجها جعلتها تشعر بالنفور تجاهه، وقد تطور الأمر بينهما حتى بدأ يتعدى عليها بالضرب أمام أى ضيف يأتى لزيارتهما، كما يتعمد سبها بألفاظ خارجة على أتفه الأسباب، لدرجة أننى اكتئبت منه مما أصاب حياتنا بالجفاف والفتور. وتابعت: «قررت أن أضرب بكلام والدتى عرض الحائط، وألجأ للمحكمة لطلب الخلع بعد أن رفض تطليقى، ولا تزال الأمور معلقة بينى وبينه، وهو يحاول أن يستخدم كل المحيطين بى للتأثير عليه وإجبارى على الاستمرار فى الزواج». وأشارت إلى أنها سعيدة جدًا بحملة «لا للرجال»، خاصة أنها تعتبر حالتها ليست الوحيدة، وأن الفتاة التى تقول «لا للرجال» لا تقولها أبدًا بدافع واقعة شخصية، إنما الأمر يتعلق بجميع أو معظم الرجال، فكل النماذج التى تعاملت معها كانت تقلل من شأن المرأة وعلى رأسهم والدها الذى يتعمد ضرب والدتها إلى الآن. الحال تكرر مع «عبير»، التى لم تتردد لحظة واحدة فى خلع زوجها أيمن بعد عامين من الزواج، عقب مشاجرة عنيفة نشبت بينها وبين والدته بسبب إحدى أخواته البنات، ورغم عدم تكرار الحدث إلا أنها قررت عدم البقاء مع هذا الرجل، الذى لم يحفظ كرامة زوجته، ولم يقتص لها من أهله، بل شتمها حتى يرضى والدته، ورغم وجود طفلة بينهما إلا أنها تفضل أن تربى طفلتها بعيدًا عن هذا العالم الملوث. وعلى الفور قررت «عبير» الانضمام لهاشتاج «لا للرجال»، ونصحت جميع البنات بعدم الارتباط بأى رجل، مهما كان يظهر فى البداية من ذوق وأدب فى التعامل، فالنهاية واحدة وجميعهم يكرهون زوجاتهم ويفضلون أمهاتهم. فيما تلقى منظمو حملة «لا للرجال» عددًا من الانتقادات، من المجتمع الصغير المحيط بهن، كان منها توجيه بعض عبارات السخرية لهن من القريبين منهن، حيث قال أحدهم: «لو سبب الحملة أن ست اتطلقت من زوجها يبقى كل يوم هنصحى الصبح نعمل حملة جديدة»، كما اتهمهم البعض بالعقد النفسية، وأنهن مجرد مجموعة من المعقدات، مؤكدين أنه لا حياة لسيدة بدون رجل، مهما بلغ درجة جمالها وذكائها ومستواها الاجتماعى، فالرجل هو سند المرأة الوحيد، خاصة داخل المجتمعات الشرقية.