الكاثوليك يفتحون كنائسهم ولأول مرة البروتستانت يحتفلون شموع وتسابيح وروائح بخور .. ترانيم بأصوات ملائكية وفرح .. 15 يومًا فى ضيافة أم النور وكرم أهل أسيوط.. نصف مليون زائر ل“العدرا” ألمان وطليان وروس وأمريكان وأفارقة.. يا بركة “أم النور” فى صيامها. عند تلك البقعة المباركة استراحت مريم مع وليدها داخل مغارة بالجبل الغربى ومن هذا المكان خرجت آمنة عائدة إلى أرض فلسطين. دير السيدة العذراء في قرية درنكة بجبل أسيوط الغربى، استقبل هذا العام أحباءها - رغم الإجراءات الأمنية المشددة- للاحتفال ب”صوم العدرا” يستمر المولد ل 15 يومًا، يعقبها عيد العذراء فى 22 أغسطس الجارى، توافد على الدير آلاف من محبى “أم النور” من أقباط ومسلمين ومن مختلف الطوائف المسيحية. احتفالات هذا العام شهدت مشاركة الطائفة الكاثوليكية، الأنبا كيرلس وليم مطران الأقباط الكاثوليك بأسيوط قال إن كنيسة الأقباط الكاثوليك بأسفل دير العذراء بأسيوط ستستقبل الزوار من كل مصر ودول العالم، هناك فندق فاخر داخل الكنيسة لاستقبالهم. مفاجأة هذا العام كانت مشاركة الطائفة البروتستانتية، ووفود أجنبية أخرى من مختلف دول العالم، القس صموئيل باقى صدقة شيخ الكنيسة الإنجيلية الأولى بمحافظة أسيوط، قال إن الاحتفالات ستشهد مشاركة من الوفد الألمانى ووفود أخرى ستحرص على حضور الليلة الختامية من الكنائس الإثيوبية والأوغندية والإفريقية التابعة للكنيسة الأرثوذكسية الأم. تتضمن الاحتفالات تعميد قرابة 1500 طفل وذبح آلاف الذبائح والنزور ابتهاجًا. مشاعر من البهجة تتدفق كالشرايين على عنق الجبل بمشاركة الآلاف وفى إطار وحدة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية ومشاركتها من كنائس أمريكا وألمانيا وإيطاليا ومختلف دول أوروبا وآسيا. الدير التاريخى يقع فوق صدر جبل أسيوط الغربى ويطل على الوادى الأخضر الممتد شرقًا حتى مجرى نهر النيل، تحت الجبل قرية درنكة التابعة لمركز أسيوط والتى يزيد عدد سكانها عن 100 ألف نسمة أغلبيتهم يعيشون فى سلام، فالقرية الصغيرة لم تشهد أى حادث فتنة طائفية. دير السيدة العذراء يبلغ ارتفاعه بالجبل الغربى 120 مترًا عن مستوى سطح الأرض الزراعية، ويبعد عن أسيوطالمدينة بمسافة أكثر من 9 كيلو مترات، ولا تزيد المدة الزمنية للوصول من المدينة إلى الدير بالسيارة عن 15 دقيقة. آلاف الزوار يفضلون الذهاب للزيارة سيرًا على الأقدام ليلًا ويقطع الزائر مسافة ال 3 كيلومترات من غرب المدينة ليتوجه إلى قرية درنكة، ومنها يتجه نحو الطريق الصاعد إلى الجبل مسافة كيلو متر واحد، هناك تتوقف جميع السيارات أمام البوابات والحواجز الأمنية للتفتيش وتبقى فى جراجات تم تخصيصها لذلك، ليمشى الزوار على أقدامهم أو يستخدمون أكثر من 20 سيارة ميكروباص تم تخصيصها لنقلهم بالمجان إلى أمام بوابة الدير. بالدير مجموعة كنائس، أقدمها “المغارة” التى يبلغ طول واجهتها 160 مترًا وعمقها 60 مترًا، تأسست منذ نهاية القرن الأول المسيحى، ويعد القديس يوحنا الأسيوطى من أشهر الذين عاشوا بدير العذراء، منذ أن بدأت حركة الرهبنة فى القرن الرابع المسيحى. توصف الاحتفالات على جبل درنكة بأنها واحدة من أشهر المناسبات المسيحية فى العالم وتجذب أكثر من 2 مليون زائر من المسيحيين والمسلمين العام الحالى ومع التشديدات الأمنية توقف عدد الزوار عند نصف مليون زائر . 1000شاب متطوع من الجنسين يقومون بخدمة زوار الدير ومرافقة كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة خلال زيارتهم. إضافة لعيادات طبية متخصصة، مدعومة بأطباء مقيمين ومزودة بالأدوية اللازمة لمواجهة أى مشكلات صحية طارئة قد تواجه الزائرين. المحافظ ياسر الدسوقى سخر أجهزة المحافظة فى خدمة الدير وزواره، وشكل غرفة عمليات تعمل على مدار 24 ساعة، وتكون على اتصال مستمر بغرفة العمليات المركزية بالمحافظة للإبلاغ عن أى أحداث أو شكاوى.
الأنبا يؤنس: منع الاحتفالات خارج أسوار الدير لضرورات أمنية الأنبا يؤنس مطران الأقباط الأرثوذكس بأسيوط، قال إن الاحتفال هذا العام سيكون داخل أسوار الدير وبالكنائس الداخلية فقط، حيث تم إلغاء مظاهر الاحتفال الخارجية من ملاهى وبائعين وخيام، زوار الدير حريصون على حضور ومشاهدة “الدورة“ التى تعتبر من أهم مظاهر الاحتفالات هناك والتى تنطلق يوميًا فى الساعة السادسة مساءً، ويخرج فيها الشمامسة من كنيسة المغارة حاملين أيقونة كبيرة للسيدة العذراء. كما تم إقامة أسانسير لأول مرة فى تاريخ الدير لنقل كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة إلى أعلى الدير. وتتضمن الاحتفالات رفع الصلوات ونحر الذبائح، كما تنتشر مراسم دق الوشم وتعميد الأطفال وتقديم النزور وإطلاق الحمام رمزًا للتسامح ونشر رسالة السلام إلى جميع أنحاء العالم وسط جو من الفرحة والزغاريد.
مدير أمن أسيوط: أكمنة وبوابات إلكترونية لتأمين الدير اللواء جمال شكر مدير أمن أسيوط قال إن قوات الشرطة بأسيوط بمختلف قطاعاتها قادرة على حفظ الأمن وتأمين المنشآت والاحتفالات وردع أى خروج عن القانون، كما تم وضع خطط أمنية محكمة بمشاركة جميع القطاعات لتأمين جميع كنائس وأديرة وإيبارشيات المحافظة، ومداخل ومخارج المحافظة من خلال الأكمنة الثابتة والمتحركة والدوريات الأمنية. على الطرق المؤدية إلى الدير أكثر من 10 أكمنة أمنية على الطريق الغربى من مدينة أسيوط وحتى مدخل الدير، و17 بوابة إلكترونية مدعمة ب4 حواجز أمنية لقوات الشرطة وأمن الدير وشباب الكشافة من الجنسين والكلاب البوليسية وخبراء المتفجرات. ولأول مرة تم منع دخول الأهالى المسلمين نظرًا للزحام الشديد داخل أسوار الدير، والتدقيق على الدخول بالبطاقة الشخصية.