توصل الجيش السورى إلى اتفاق جديد مع المعارضة المسلحة، لإكمال عمليات إجلاء المواطنين عن المناطق المتبقية تحت سيطرة المعارضة فى شرق حلب، والتى تعثرت، أمس الأول، بسبب مطالبة الجيش السورى بإخلاء قريتين شيعيتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة. وقال مسؤولون من الحكومة والمعارضة إن الاتفاق يشمل إجلاء المواطنين من قريتى الفوعة وكفريا، اللتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة، وإجلاء المصابين من بلدتين تحاصرهما قوات الحكومة قرب الحدود اللبنانية، والإخلاء الكامل للجيوب المتبقية تحت سيطرة المعارضة فى شرق حلب. وقدر المبعوث الدولى الخاص إلى سوريا، ستيفان دى ميستورا، الخميس الماضى، أنه لا يزال نحو 40 ألف مدنى عالقين فى حلب وما بين 1500 و5 آلاف مقاتل مع عائلاتهم. ومنذ الخميس الماضى، تم إجلاء نحو 8500 شخص، بينهم 3 آلاف مقاتل. ويحاصر مقاتلو المعارضة قريتى الفوعة وكفريا فى محافظة إدلب، وتضم القريتان نحو 20 ألف مدنى و4500 مقاتل من الموالين للحكومة، فيما تحاصر قوات موالية للحكومة بلدتى مضايا والزبدانى. وأكد مصدر بالحكومة السورية أن عمليات إجلاء المواطنين استؤنفت بالتوازى مع إجلاء البعض من البلدات الأربع المحاصرة. وكشفت وسائل إعلام إيرانية أن مسؤول العمليات العسكرية الخارجية لإيران، الجنرال قاسم سليمانى، كان متواجدًا فى مدينة حلب شمال سوريا، أثناء عمليات إجلاء المواطنين، التى شهدت كثيرا من الفوضى، فى ظل ظروف مأساوية عاشها الباقون فى حلب، وهم ينتظرون دورهم فى الإجلاء، يقتاتون ببضع تمرات لمواجهة الجوع، بينما اختفى الماء وساد العطش، حسب تقارير مختلفة. واتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، رئيس المجلس الأوروبى، دونالد توسك، بالتضليل الممنهج، تعليقا على إعلانه أن الاتحاد الأوروبى هو أكبر مصدر للمساعدات الإنسانية لمدينة حلب السورية. وأكدت «زاخاروفا» أن الممرات الإنسانية فى حلب كانت ولا تزال مفتوحة، وتجرى عبرها عمليات إجلاء المواطنين وإيصال المساعدات إلى المتضررين، مشيرة إلى أن موسكو بالذات تقدم على مدى سنوات مساعدات إنسانية إلى المناطق المنكوبة داخل سوريا، ولاسيما مدينة حلب. وشددت «زاخاروفا» على أن روسيا ترحب بانضمام الأممالمتحدة، وتحث أيضا فريق المبعوث الأممى الخاص، ستيفان دى ميستورا، على العمل المشترك لتحسين الأوضاع فى سوريا. من ناحية أخرى، تفيد التقارير الميدانية من سوريا باستمرار دعم تركيا حركة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا، ذراع تنظيم القاعدة الإرهابى فى سوريا). وتؤكد التقارير الاستخباراتية، ومن بينها تقارير روسية، قيام تركيا بتوريد ذخائر وأسلحة خفيفة ومقذوفات وأجهزة اتصالات إلى مقاتلى حركة فتح الشام بصورة لم تتوقف منذ مايو 2016، ولاسيما خلال فترات التهدئة ووقف إطلاق النار الإنسانية الأخيرة فى سوريا. وأفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان (مقره لندن) بأن طائرات حربية شنت عدة غارات، أمس، على مناطق فى أطراف مدينة تدمر وبلدتى السخنة والطيبة بريف حمص الشرقى، وسط تجدد الاشتباكات بين الجيش السورى وتنظيم داعش، فى محيط مطار التيفور ومحاور أخرى بريفى حمص الشرقى والجنوبى الشرقى. وقصفت طائرات التحالف الدولى عدة محاور بريف الرقة الشمالى الغربى، خلال اشتباكات دارت بين «قوات سوريا الديمقراطية»، التى يدعمها التحالف، وتنظيم «داعش»، فيما تبادل الطرفان القصف بينهما، مع وقوع خسائر بشرية فى صفوفهما، دون أن يُرِد المرصد أى إحصاء عن القتلى أو الجرحى.
