أبو كلل : الطعن في عروبة العراق يؤرق الشعب بكل طوائفه هناك أهداف خفية وراء تصدير مشهد الصراع بين السنة والشيعة
تمر العراق الفترة الراهنة بمرحلة قد تبدو مصيرية خاصة بعد النجاحات التي قدمتها القوات العسكرية العراقية ضد تنظيم داعش الإرهابي وتحرير عدد كبير من المدن التي كان يسيطر عليها التنظيم واقتراب تحرير الموصل أخر معاقل التنظيم الإرهابي في العراق. على الرغم من كل هذه النجاحات العسكرية على الارض إلا أن بعض من الصور الذهنية لا زالت تؤرق المواطن العراقي العربي، وقد تكون أبرز هذه الصور ما يثار بشأن دور إيران أو سلطتها وتواجدها في العراق، نظرا للتناول الدائم في وسائل الإعلام بهذا النمط. عدد من هذه الأسئلة طرحت على مائدة جلسة حوارية مع عدد من الصحفيين وبعض المسؤولين العراقيينبالقاهرة بشأن التناول الإعلامية للقضية العراقية والسير قدما خلف محاولة نزع عروبة العراق من أذهان المجتمعات العربية. في البداية قال الدكتور محمد أبو كلل ممثل كتلة المواطن في البرلمان العراقي إن العراق هو الدولة الوحيدة، التي ترفض إقامة أي علاقات مع إسرائيل، ولم يتخذ أي خطوات ضد عروبته، في ظل إقامة العديد من الدول العربية علاقات مع هذا الكيان المحتل، وأن ما يثار بشأن التشيع وربطه بإيران دائما أمر مغلوط خاصة أن عملية التشيع كانت في النجف والنجف عراقية وعربية. وشدد أبو كلل على أن الشعب العراقي قد يقبل أن يقتل والا يشكيك أحد في عروبته، ويعتبر ذلك طعنًا غير مقبول في هويته وشرفه، وأن هذا الأمر يؤرق الشعب العراقي بشكل كامل، ملمحا إلى أن الداخل العراقي لا يقوم على هذه التفرقة الطائفية التي تصدرها وسائل الإعلام في الخارج، وان الأهداف من وراءها هي تمزقه العراق لا نصرة الشيعة أو السنة، خاصة ,ان اهل العراق يريدون أن يبقى العراق لكل العراقيين لا لطائفة على حساب الأخرى. سؤوال اخر طرح على مائدة النقاش متعلق بوجود جنود إيرانيين في الحرب ضد داعش على أرض العراق، وهو ما نفاه أبو كلل مؤكدا ان الأمر يقتصر على المستشارين مثل ما هو من معظم دول العالم، وأن الهدف من تصوير الأمر بهذا الشكل هو فقد الثقة بين الشعب وحكومته في العراق ، وكذلك بين العراق والدول العربية التي لم تلبي نداء العراق حين طلب المساعدة اللوجستية في حربه ضد داعش، مؤكدا على أن العراق رحب بالضربة الجوية الإماراتية والأردنية بعد استشهاد الطيار الاردني معاذ الكساسبة، ومشددا على أن الحشد الشعبي عراقي، ولا يقتصر على طائفة بعينها ويضم سنة ومسيحيين وأكراد، وأن نداء المرجعية العليا بالجهاد ضد داعش جاء طلبا من العراقيين ككل ولم تطلب من الشيعة فقط، إلا أن بعض الدول التيتسعى لتمزقة العراق تلعب دائما على وتر الطائفية.
وفيما يتعلق باستجواب وزير الدفاع في البرلمان العراقي وتوجيهه اتهامات بالفساد للنواب بمن فيهم رئيس البرلمان، وصفه بأنه ينبئ عن أن هناك دولة حقيقية عكس ما يحاول ان يصورها البعض خاصة أنه عقب الاستجواب خرج الجميع إلى بيته آمنا مطمئنًا، ولم يحدث تحرك عسكري ولا قلاقل، وأن هناك قانون يحكم الجميع، وأن هذا المشهد يشير إلى ضرورة مراجعة بعض الدول أو وسائل الإعلام بشأن تعاملها مع العراق
وشدد "أبوكلل" على اهمية تعزيز العلاقات بين مصر وبغداد، وأن القاهرة تعد الوجهة الأفضل لدى كافة العراقيين سنة كانوا أو شيعة، كما ان الدور المصري تجاه العراق لا يمكن إغفاله مشيدا بنتائج زيارة وزير الخارجية سامح شكري الاخيرة للعراق، معتبرا أن العلاقة بين مصر والعراق من القضايا تمثل مفتاحا لحل أزمات المنطقة، وأن القاهرة نادت بضرورة الحرب على الإرهاب كما نادت بغداد في بادئ الأمر ، مؤكدا على أن العراق طلب من مصر خبراء عسكريين لتطوير الصناعات العسكرية في العراق، وأن هناك تدريبات تجرى لعسكريين عراقيين بمصر. وشدد على أن القوات العراقية ستقوم بالقضاء على داعش في الفترة المقبلة إلا أنها قدمت آلاف الشهداء الذي قضوا نحبهم إثر العمليات الإرهابية التي نفذها التنظيم الوحي الذي بات يهدد العالم أجمع. وفي النهاية شدد أبو كلل على أن العراق دولة عربية تسعى لتخليص أراضيها من الجماعات الإرهابية والتعايش بسلام وأمن بين كل الطوائف وانه لا يوجد أي تفرقة عنصرية أو طائفية كما تصدر الصورة في الخارج.