جروب سرى للدعوة يكشف ازدواجية فتاوى الشيخ السلفى بدأ د. ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية فى دفع ضريبة ازدواجية آرائه، وتغييرها من وقت لآخر بما يتناسب مع الأجواء العامة، حيث أثارت فتوى «سرية» أطلقها «برهامى» بتحريم أكل الكبدة المستوردة من دول بعينها، سخط السلفيين، مع وجود فتوى معلنة ومكتوبة له أباح فيها تناول الكبدة والمتاجرة فيها طالما تم استيرادها من دول كتابية، يدين مواطنوها بالديانات السماوية الثلاث. الأزمة بدأت بمحادثة دارت بين أعضاء الدعوة السلفية وشباب حزب النور على الجروب السرى الخاص بهم على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، حيث تحدث أحد أعضاء الدعوة ومسئول أمانة الشباب بالحزب عن اللحوم المستوردة باعتباره أحد المستوردين لها، وأكد أن الكبدة المستوردة التى تقوم عليها معظم المطاعم هى فى الأساس حرام، وذلك وفقًا لفتوى ل«برهامى»، مشيرًا إلى أنه تحدث مع الأخير بشكل مفصل حول هذا الأمر لأنه يدخل فى نطاق عمله، إلا أن الشيخ حرم أكل اللحوم والكبدة التى تأتى من الولاياتالمتحدةالأمريكية ودولة كندا لعدم وجود مجازر تصدير إسلامية فى تلك الدول، فالذبيحة، فيما أكد أن تناول الكبدة البرازيلى حلال لوجود مجازر إسلامية بها. وأضاف عضو الدعوة أنه اقتصر تعاملاته على البرازيل رغم ارتفاع سعر منتجاتها، فاكتشف أن الكبدة المستوردة التى تأتى وعليها شعار البرازيل هى فى الحقيقة مستوردة من الولاياتالمتحدةالأمريكية أيضًا، ويتم تزوير التكيت الخاص بها لرفع سعرها وسرعة تداولها، الأمر الذى أكده له أحد كبار المستوردين وأخبره أن الفارق يصل إلى 30 جنيهًا فى الكيلو مما يعد خسارة كبيرة. ومرت دقائق على بدء المحادثة، ليبدأ الجدل بين أبناء الدعوة الذين يعملون فى استيراد مثل تلك اللحوم معتمدين على فتوى «برهامى» أيضًا حول إجازة استيرادها من الدول الكتابية، وبدأت التعليقات تشجب وتدين ما جاء على لسان عضو الحزب والدعوة، حيث أكد أحد شباب الحزب أن هذا الكلام «قديم» وتم تغييره مع تغيير الموقع «فى إشارة منه لتعديل الفتاوى الخاصة بالشيخ ياسر برهامى، والتى أثارت جدل حوله، ولم تعد تناسب الوقت الراهن وذلك على موقع صوت السلف وأنا السلفى»، وطلب من صاحب المنشور عدم الخوض فى ««الشروحات القديمة» حتى لا يثير الجدل وحتى لا يعلم الشيخ بهذا الأمر فيعرضه لمشكلة. وأكد الشاب السلفى أن «برهامى» سبق وأباح استيراد الفراخ من ثلاث شركات بالبرازيل وذلك منذ عامين، وأنه حصل على فتوى من الشيخ وجهًا لوجه بأن لحوم البرازيل حلال. بينما أكد أحد شباب الدعوة العاملين بالاستيراد أيضًا أنه سوف يتوجه إلى أمريكا خلال شهرين للاتفاق على شحنة لحوم، وسوف يذهب للمجازر بنفسه وسيقوم بتصوير ما يرى على أن يتم عرضه على الشيخ «برهامى» للبت فى الأمر بشكل نهائى. فيما دافع أحد الشباب عن «برهامى» محاولًا تهدئة الأزمة، مؤكدًا أن الشيخ أحل الكبدة البرازيلى وقام بتحريم الأمريكية بعدما وردت إليه معلومات بأنها يتم ذبحها بطرق غير شرعية، ولو تم إثبات عكس ذلك فسوف يبيح تناولها، وأن بعض المجازر تطلق على الذبيحة حقنة للتخدير ثم يتم ذبحها بطرق شرعية، مما يعطى انطباعًا أنها قتيلة، مشددًا على أن «برهامى» يأكل الكبدة البرازيلى، ولا يجب أن يقلق الإخوة من تناولها أو المتاجرة فيها، ولا يجب إثارة مثل تلك الموضوعات دون التأكد. واستمر الجدل حتى انتهى باتفاق بين عدد من شباب الدعوة والحزب بالتوجه إلى «برهامى» ومواجهته بما قال، حتى يتم قطع الشك باليقين، رافضين أن يعدل الشيخ فى فتواه بشكل سرى، ويبيح لهم ما يراه محرمًا بشكل معلن، نتيجة لعدم رغبته فى إثارة الجدل، لأن الأمر يتعلق بالدين وليس السياسة.