ماجد جورج: البعض يترصد للبابا.. وملاك كمال: يعارضون من باب خالف تعرف انقسام قبطى على موقف البابا.. ونشطاء: السكرتارية وراء إلغاء طقس الأسئلة فى زياره البابا تواضروس للولايات المتحدةالأمريكية تداول بعض نشطاء الأقباط صورًا له، وهو فى ضيافة بعض الأسر والكهنة، حيث حدد منظمو الزيارة 100 دولار للقاء البابا ولحضور العشاء مع البابا فى لوس أنجلوس. وفى زيارته إلى محافظة الأقصر، التى تمت الشهر الماضى، تعالت شكاوى البعض من أن حضور اجتماعات البابا كانت لأصحاب «الكرافتات» فقط، فحُرم منها كثير من الأقباط من أبناء محافظة معظمها من الفلاحين، حيث إن الحضور كان بدعاوى وجهت من المطرانية لأشخاص بعينهم. وأخيرًا انتشرت صور للبابا تواضروس فى زيارة لمنزل أحد رجال الأعمال الأقباط وهو يتناول العشاء معه، ما أثار حفيظة البعض. ويستدعى اختصاص البابا لأفراد بعينهم لزياراته، مواقف البابا فرنسيس الأول، بابا الكاثوليك بالفاتيكان، ومواقفه الإنسانية الرائعة مع الفقراء ومقابلته لهم وتوقفه فى مواكبه للحديث معهم، وتمنى عدد من الأقباط الأرثوذكس أن يروا بطريركهم يقوم بذلك، حتى تزيد مكانته فى قلوب الناس، وأن يتخلص من مستشاريه وسكرتاريته التى تمنعه من ذلك. وتعليقًا على هذه الصور، كتب وحيد شنودة، الناشط القبطى المعارض للكنيسة، على صفحته على (فيس بوك)، «على ما يبدو أن البابا تواضروس هو بابا الأغنياء وبابا القصور وحفلات الخمس نجوم، هؤلاء هم رعاة الكنيسة القبطية الذين يرعون أنفسهم، وبما أن هؤلاء الرعاة كانوا غير أمناء لوديعتهم فإن الرب نفسه سيتعامل معهم، إنه لاحظ جميع طرقهم، ورأى كيف رعوا أنفسهم وتركوا الشعب يموتون جوعًا، ولذلك أعلن أنه ضد هؤلاء الرعاة وسيطلب غنمه من أيديهم، ويا له من حساب عسير سيخضعون له عندما يتوجب عليهم أن يجاوبوا أمام منصة قضائه تعالى عن عدم إنجازهم للمسئوليات التى كلفهم إياها.. وسيخلص غنمه من أيديهم، ويجازيهم على أعمالهم». ويعلق إسحق خليل أحد أقباط الأقصر، على زيارة البابا للمحافظة «البابا عندما زار مدينة الأقصر كان الحضور لأشخاص بعينهم حددتهم المطرانية سلفا بدعاوى لعلية القوم ولأصحاب المال والنفوذ فى المدينة وحرم منها البسطاء الأكثر إيمانا وحبة للكنيسة، ومثل هذه التصرفات تحدث تباعدًا بين الناس وبين الكنيسة والقادة الروحيين، عندما يجد الناس المعاملة الجافة، وأرجو من المسئولين على التنظيم فى الكنائس، وعلى البابا أن يضعوا فى اعتبارهم السواد الأعظم من الشعب القبطى، فلا يتم قهره حتى يستمر فى مساندة كنيسته، وليس البابا فقط من يفعل ذلك بل الأساقفة والكهنة يجاملون الأغنياء على حساب الفقراء». ويقول تادرس يعقوب «شاهدت كثيرًا من الأساقفة والبابا نفسه يقومون بالصلاة فى إكليل لكثير من الأغنياء، ولو قام شخص بسيط بدعوة أسقف فسوف يرفض الحضور، وهذا الأمر متعارف عليه لدى الأقباط جميعًا، فلا عجب من أن البابا يختص بزياراته الأغنياء فقط، فمن يقوم بالإشراف على هذه الزيارات هم الأساقفة والكهنة الذين يفرقون فى المعاملة بين الأقباط، فملايين من الأقباط عاشت عشرات السنين على أن تنال شرف مصافحة البابا شنودة ولم يحدث ذلك، ومازالت تعيش على أمل مصافحة البابا تواضروس فقط، وأعتقد أنه لن يحدث أيضًا». وعلى الجانب الآخر، يدافع ماجد جورج عن البابا قائلًا «من يدعى هذا على البابا والآباء الأساقفة فهو مغرض، فجميع الأساقفة والبابا ينظمون اجتماعات أسبوعية لعامة الناس، والجميع يحضر فيها ويأخذ بركتهم والبابا نفسه له رقم تليفون معروف يكلمه الناس عليه ويرد عليهم، فهل يوجد أكثر من ذلك مشاركة للشعب أن يقوم قداسة البابا بتقديم برنامج للأطفال الصغار؟!، لابد من عدم الترصد للبابا فى كل كبيرة وصغيرة». وينتقد ملاك كمال حركات المعارضة للكنيسة، وقال «تلك المعارضة تضم الحركات العلمانية والحركات التى تطلق على نفسها مسمى الحقوقية والنشطاء السياسيين المنتسبين لبعض التيارات السياسية الذين يحاولون تطبيق العلمانية على الكنيسة، فهم يراقبون أين تذهب دفة الأمور ليقفوا ضدها بمبدأ خالف تعرف، ومنذ ثورة 2011 نلاحظ انتقال الروح الثورية من الشارع للكنيسة، لكن الكنيسة ليست مؤسسة سياسية، الكنيسة مؤسسة روحية والاعتراضات على البابا والأساقفة دائما تبوء بالفشل، والمعارضة الدائمة طبعًا مرفوضة، ومن المفترض أن روح التواضع وإنكار الذات هى التى تسود داخل الكنيسة ولا تعلو فيها روح الأنا وفرض الرأى حتى لو كان خطأ». من جهة أخرى اعتاد الأقباط على مدار سنوات طويلة من الراحل البابا الراحل شنودة الثالث، الإجابة عن أسئلة الناس التى ترسل إليه فى العظات المختلفة، ولذا تم تجميع الأسئلة فى سلسلة من المطبوعات أطلق عليها «سنوات مع أسئلة الناس». ولكن هذه العادة انقطعت بوفاة البابا شنودة وتولى البابا تواضروس مقاليد الرعاية البابوية، الذى لا يستقبل أسئلة واستفسارات الناس، رغم أنه من أساسيات التعليم الكنسى، وعندما كثرت الاستفسارات عن هذا الأمر، اتجه البابا إلى تسجيل حلقات على القنوات القبطية التابعة للكنيسة، للإجابة عن أسئلة معدة مسبقًا، حتى لا يقع فى حرج عدم السير على طريق سلفه. ويعلق إسحق فرنسيس، مؤسس رابطة الصرخة للأحوال الشخصية الأرثوذكسية ل«الصباح» على سلوك البابا: «هو الذى اختار أن يكون فى عزلة، بعيدًا عن الناس، فأين الحوار المتبادل بين البابا والناس؟ وهل يحتقر البابا ناسه فلا يتواصل معه؟، فعلى مدار خدمة البابا شنودة لم يحدث مثل هذا المنع، على الرغم من أن البابا شنودة واجه أزمات كثيرة وصعبة جدة، لكنه كان متواصلًا دائمًا مع ناسه، حتى فى شدة مرضه». ويجيب الناشط القبطى مينا إبراهيم على بعض الاستفسارات السابقة قائلًا «البابا يقوم بذلك بناء على توصية ورغبة من المقربين إليه، ومن السكرتارية التى تعزله عن ناسه نهائيًا، ليتحكموا هم فقط فى كل الأمور، وليكونوا الوسطاء بين البطريرك والناس، فالبابا شنودة الثالث على مدار أكثر من 40 سنة، وهو يجيب عن أسئلة ناسه بكل محبة ومرح»، ويتابع «إذا أراد البابا تواضروس استكمال مسيرة الراحل سلفه، فعليه أن يقوم باستكمال كل ما أسسه البابا شنودة ويعود إلى تلقى أسئلة ناسه فى العظات التى يلقيها». ويستدرك إبراهيم «تظل دائما المقارنة بين البابا شنودة وبين البابا تواضروس، فى كل مجالات الحديث عن الرجلين، ولكن قد تكون المقارنة ظالمة للبابا تواضروس، إذا التفتنا إلى الأحداث الجسام التى تمت فى عهده، إضافة إلى الموهبة الشخصية للبابا شنودة فى الوعظ، لكن الناس لا تدرك الأمور بهذه الحسابات وتريد من يدخل قلبها ويؤثر فيها». وعلى الجانب المقابل، يقول الناشط القبطى الدكتور ميشيل فهمى «البابا تواضروس ألغى طقس تلقى الأسئلة لكى يُركز الناس فى العِظة فقط، ويقطع الطريق على تفاهات الأسئلة التى ليس مكانها الكنيسة المخصصة للصلاة فقط، والأسئلة بجديتها وتفاهاتها مكانها قاعات المؤتمرات والمحاضرات، لأن البابا تواضروس حول لقاء الأربعاء من محاضرات إلى عظات وشرح آيات من الإنجيل المقدس، وهذا تقليد محمود». ويتابع فهمى «الأسئلة التى كانت ترد للبابا شنودة غالبيتها كانت (هايفة) مثل: أسافر للهجرة ولا لأ؟ وبنات يسألن: هل يوافقن على خطبة هذا أو ذاك؟.. وطلبات مساعدة كان البابا يرفضها بذكاء، بحجة أن الطالب لم يكتب عنوانه، ومثل هذا كثير مما كان يشكل مضيعة كبيرة للوقت». يذكر أن معظم الكهنة والأساقفة الذين كانوا قد اتخذوا موقفًا مشابهًا للبابا شنودة فى تلقى أسئلة الناس فى عظاتهم، ألغوها تدريجيًا عقب وفاته، ليتواكب مع السمة الحديثة للبابا الجديد، بينما مازال الأنبا روفائيل سكرتير المجمع المقدس يتلقى الأسئلة فى اجتماعه الذى ينظمه كل اثنين من كل أسبوع، فى البطريركية.