قديس للصداع وآخر للسرطان وثالث لأمراض العيون فلتاؤوس السريانى «شفيع المستحيلات».. البابا كيرلس يساعد الطلبة.. والقديس شنودة يرصد الحشرات الضارة عاطف: المعجزة تتكرر مع نفس المرض أو المشكلة.. سالى: ليسوا آلهة.. وريتا: ربنا حى وهم أموات يؤمن المصريون جميعًا - مسلمين وأقباطًا- بقدرة الأولياء والقديسين على اجتراح المعجزات.. لكن الأمر يختلف فى الحالة القبطية حيث يؤمن الأقباط بتخصص كل قديس فى مجال معين فأحد القديسين لديه القدرة على الشفاء من مرض الصداع.. والآخر يعالج من السرطان، والثالث لديه القدرة على مساعدة الطلبة فى الامتحانات. «الصباح» ترصد، عبر هذا الموضوع، تفاصيل المعتقدات الشعبية لدى الأقباط حول معجزات القديسين، كل حسب التخصص الذى يعتقده الناس. القديسة أبولونيا -التى تعرضت لتعذيب شديد من الرومان، وصل لنزع الأسنان بكماشة ما أصابها بصداع قاتل، فصَّلت إلى الله أن يزيل آلام كل من يعانى من أسنانه أو من الصداع - يراها البعض شفيعة من أمراض الصداع وآلام الأسنان. وهناك قديس خصصه الناس فى أمراض العيون، وهو «مار نوهرا» واسمه «لوقيوس» وفى السريانية «نوهرا» أى النور، ولذلك فهو شفيع وجع العيون، وتوجد بئر مار نوهرا قرب القلعة، ويقال إن القديس نوهرا ألقى فى داخله، ولا تزال أصابعه محفورة على فوهة البئر، ويأتى الأهالى من كل الأنحاء ليتباركوا من مياهه ويغسلوا عيونهم بها أملًا فى الشفاء، وهذا القديس ليس مصريًا ولكنه من بلاد الشام. والقديس «ونس» فى الأقصر، شفيع الأشياء الضائعة، فكثير من الأقباط، عندما تضيع منهم أشياء مهمة أو نقود، يطلبونها من القديس ونس، بعد النذر لكنيسة القديس ببعض الأموال الضائعة، أو ما يقابل الأشياء، بعد العثور عليها بشفاعته. ويروى أقباط الصعيد، حكايات بقدرات أسطورية، للقديس الأنبا شنودة، رئيس المتوحدين الذى يوجد ديره فى سوهاج، فى رصد الحشرات الضارة مثل العقارب، التى تزداد فى الصعيد، وعليه يأخذون رمالا من ديره «الدير الأبيض» ويرشون بها منازلهم وحقولهم حتى يتجنبون لدغات هذه الحشرات الضارة. ويقول ميخائيل شنودة، مواطن قبطى من سوهاج، «نجد العقارب أمامنا بقوة شفاعة القديس الأنبا شنودة عندما نرش رمال ديره فى المنازل، وهذا أمر حقيقى يعرفه الجميع فى محافظات الصعيد، فالقديس مشهور لدينا بهذا الأمر». البابا كيرلس السادس، بطريرك الكنيسة المرقسية الأسبق، يأتى فى مرتبة القديس المتخصص فى إعانة الطلبة والطالبات فى الامتحانات، فمعظم الطلبة المسيحيين يتذكرون البابا كيرلس ويحملون صوره مع أوراقهم وهم يذهبون إلى الامتحانات، بل ويسمون المواد الصعبة باسم مادة البابا كيرلس حتى يساعدهم فى إتمام الامتحان والمساعدة على المذاكرة. وللراحل المنياوى القمص يسى ميخائيل، قدرات خاصة فى الشفاء من أمراض الكلى، بحسب ما يعتقده كثير من الأقباط، حيث يأخذ المريض رمالًا من مزاره فى كنيسته بالمنيا، ويضعها فى الماء ويشربها طالبًًا شفاعة هذا القديس، فى إزالة ما به من أمراض الجهاز البولى. وفى منطقة فم الخليج بالقاهرة، توجد كنيسة القديس بشنونة، حيث ترقد رفاته، ويعتقد الكثيرون أنه شفيع للتداوى من أمراض السرطان، ويبدو أن قرب الكنيسة من معهد السرطان هو المبرر الوحيد لهذا الاعتقاد، فمن يذهب إلى معهد الأورام فى فم الخليج يذهب إلى هذه الكنيسة ليتبارك بجسد القديس بشنونة ويتشفع به لإزالة المرض الخبيث. «شفيع المستحيلات» لقب أطلقه بعض الأقباط على القمص فلتاؤوس السريانى، المدفون فى دير السريان بوادى النطرون، حيث يطلبون من الرب شفاعته فى نيل المستحيلات وتذليل الصعاب، مهما كانت. «الصباح» استطلعت آراء متباينة لأقباط فى هذه الظاهرة، حيث يعلق عاطف زكى «هذه تخصصات مثل الدكاترة بالضبط، هل شطارة الدكتور تلغى عمل الله فى الأمر؟، كذلك هم يشفعون فينا ويخدمونا، ويمتاز القديس فى التخصص فى نوع واحد من الأمراض، لتكرار المعجزة فى هذا النوع من المرض، أو فى حل مشكلة معينة». ويقول إبرام حسنى «أؤمن بهذه التخصصات للقديسين، لكن ليس معناه أن نعتمد على المعجزة فى كل أمور حياتنا، وإلا أصبحنا متواكلين لا نعمل وننتظر المعجزة أن تحدث لنا». فتقول سالى جبرائيل «كرعية لكنيسة أرثوذكسية فإننا نؤمن بالشفاعة، لكن تخصيص كل قديس بشفاعة محددة، فهو ما اعترض عليه بشدة، وجميع القديسين نطلب منهم الشفاعة من الله من أجل أمر ما حسب تدبيره، وربنا قال: (أكرم الذين يكرمونى) فهم أكرموا ربنا بحياتهم وشهادتهم، ويتقبل ربنا طلبهم من أجلنا، كرامة لهم، وشفيعى أبو سيفين، إلا أننى أدرك تمامًا أن القديسين مش آلهة، ربنا بيسمع طلبتهم من أجلنا وأحنا ننظر لنهاية سيرتهم ونتمثل بهم، بس ربنا هو الكل فى الكل، ضابط الكل، وشفاعتهم تكون معانا كلنا». رأى مختلف، تمثله ريتا دانيال، وتقول «يسوع قال فى الإنجيل (لو طلبتم أى شئ باسمى يكون لكم)، مع كامل احترامى لتعاليم الكنيسة، بس الإنجيل لم يقل أى شىء عن قدرات القديسين فى شفاء الأمراض بعد ما يموتون، هم أموات لكن إلهنا حى وسامع الصلاة، وهو اللى بيشفى المرضى وكلنا قديسين».