التنظيم يخطط لإعلان مصر والسودان إمارة إسلامية يبدو أن تنظيم داعش الإرهابى لا يزال رغم الضربات الأمنية والعسكرية له فى مصر، على أرض سيناء، يحاول بكل ما أوتى من قوة، أن يعيد تكوين نفسه ولملمة أعضائه من جديد للتخطيط لضربة إرهابية جديدة خلال الفترة المقبلة، لاستكمال مخططه فى تكوين أطراف دولته المزعومة. وقد نشر تنظيم «داعش»، عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعى، خريطة لما يسمى ب«الخلافة الإسلامية»، تضم 13 إقليمًا، تظهر دولة مترامية الأطراف تطال ثلاث قارات، انطلاقا من آسيا التى تضم ولايات العراق والشام والحجاز واليمن وخوراسان والأناضول وكردستان، ثم ولاية الأندلس وولاية أوربا التى تضم دول البلقان وما حولها ودولًا من أوربا الشرقية. ثم إلى القارة الأفريقية حيث ولايات أرض الحبشة وأرض الكنانة وولاية المغرب، التى تبدو أكبر الولايات، وهنا جمع وضم التنظيم شمال السودان مع مصر تحت مسمى إقليم «أرض الكنانة». وفى سبيل الضربات الأمنية الاستباقية لوئد مخططات هذا التنظيم، فقد تداولت على منتدياتهم الجهادية (فداء الإسلام، منبر الإعلام الجهادى) التى تنقل عنهم أن أكبر خلية فى التنظيم قد سقطت عناصرها خلال تخطيطهم لعملية إرهابية جديدة بين أيدى قوات الأمن المصرية، بعدما تخلوا عن مسماهم «ولاية سيناء» إلى مسمى جديد (ولاية أرض الكنانة)، والتى كانت خليتهم مكونة من 500 جهادى، معظمهم من عناصر أجنبية وبدوية. وحصلت «الصباح» على نص وصور مراسلات التنظيم الإرهابى على مواقع التواصل فيس بوك، والتى استطاعت جهات أمنية اختراقها. وأشار المصدر إلى أن أجهزة الأمن اخترقت حسابات العناصر الإرهابية، وحددت مواقعهم، وتم القبض عليهم، أحدهم كان يقيم فى إحدى مناطق حلوان، وعن طريق رسائله عرف اسمه أبوالبراء المصرى، والذى كان يراسل بانتظام أحد الأشخاص ويدعى «أبو معاذ المصرى»، والذى عرف نفسه له بأنه كان يخدم مع مسئول أمنى يدعى «فارس الشامى» والذى كان أميرًا لكتائب الاغتيالات، وكان من أسوان، كما تبادلوا الحديث عن شخصين يدعى الأول ب«خطاب» والثانى يدعى «حبيسو»، وأكد له أنهم متواجدون بمعسكر التدريب وصحتهم وأحوالهم جيدة. خلال المراسلات التى حصلنا على نسخة منها، أكد أبو معاذ لأبو البراء أن هذين الشخصين سيخرجان من المعسكر بعد شهر واحد فقط، كما تحدث عن شخص آخر يدعى «مالك» مؤكدًا أنهم مراقبون وأن الأمن يبحث عنهم، فرد عليه بأنه يجب ألا يتحدث فى الموبايل كى لا يتم تتبعه، وأن قوات الأمن داهمت منزل شقيقته بحلوان وسألوا عنه زوج أخته. فى الرسالة الثالثة يتحدث «أبومعاذ المصرى» مع شخص يدعى «عزام الأنصارى الشامى» والذى يسأله عن تفجير المنصورة وعدد القتلى الناتج عنه، فرد عليه أبو معاذ بأنه يجب أن يدخل فى المجموعة ويضيف أصدقائه، وعاود الأنصارى سؤاله «هل توجد صولات وجولات اليوم من قبل الإخوة المجاهدين؟» فرد عليه «أبومعاذ قائلًا «نعم فى سيناء كل يوم». تلك الرسائل كشفت أن مواقع التواصل الاجتماعى مثل «فيس بوك» و«تويتر» أصبحت مرتعًا للإرهابيين ووسيلة توصيل معلومات وجمع بيانات كاملة عن أهدافهم المستقبلية، والتخطيط المشترك لعملياتهم الدامية، وهو المجال الذى تم تدريبهم عليه بتقنية شديدة، وتعودوا على استخدام حساباتهم سواء من هواتف محمولة أو من أجهزة الكمبيوتر «لاب توب». من جديد عاود «أبومعاذ» الحديث مع شخص يدعى «إسلام اليسر» كى يؤكد له أن صديقهم الجهادى «خطاب» لم يُقتل، لأنه وصل ساحة المعركة فى سوريا بالأمس وحدثه تليفونيًا، لكن لأن الخطوط كانت مقطوعة اضطر للتواصل معه عبر «فيس بوك» من حسابه المسمى «جندى الدولة»، كما تداولوا خبرًا عن استشهاد شخص يدعى «محمد المهد» فى عملية تدعى «الصهوات» فى مالى، والذى طلب عدم إقامة عزاء له خوفًا من الأمن، لكن الثانى رد عليه بأنه لن يخبر والده أو والدته بهذا الخبر حتى لا يحدث لهم شىء. «الصباح» علمت أنه تم القبض على قيادى بالتنظيم يدعى «أبو حاتى الكبابجى»، وأن حسابه الشخصى مفتوح، حيث تم التواصل من خلاله مع «داعشى» آخر كنيته «أبو عطوة الفكهانى»، حتى تم اعتقاله وإجباره على التعاون مع أمن الدولة، وأن جهادى يدعى «أبو فرقان» مؤسس صفحة «مجتمع الخلافة»، تم القبض على كل مديريها. «أرض الكنانة» بعض الإيقاع بأعضائه اتضح أنه كان يخطط لضرب جهات أمنية، وأماكن استراتيجية حساسة، تحدث ضجة كبرى، وقام بتغيير اسمه من أنصار بيت المقدس وولاية سيناء إلى «أرض الكنانة» ليستقطب أعضاء جدد بحجة ضم السودان مع مصر فى إمارة إسلامية واحدة. جدير بالذكر أن تحليلات ودراسات غربية حول الجماعات الإرهابية فى سيناء أشارت إلى أن العمليات المصرية التى تنفذ فى سيناء حاليًا تستهدف فى المقام الأول القبض على الإرهابيين أحياء للحصول على معلومات عن بقية العناصر، كما أن القوات المصرية تركز على توجيه ضربات مؤلمة وسريعة لأماكن تمركز الإرهابيين بما يؤدى إلى انهيار التنظيم الإرهابى من الداخل، وهى السياسة التى تثبت نجاحًا حتى الآن، ودفع هذا النجاح قيادات داعش إلى التفكير فى جدوى استمرار عملياتهم فى سيناء فى ظل الخسائر اليومية التى يتكبدوها جراء العمليات النوعية التى تنفذها القوات المصرية فى سيناء. ولفتت تلك الدراسات إلى أن القبض على القيادات الإرهابية فى سيناء أصاب قيادات داعش على المستوى المركزى بالذعر، خاصة أن عددًا كبيرًا من قيادات داعش فى سورياوالعراق يرفضون تولى أية مسئوليات فى سيناء ويفضلون الاستمرار فى العراق أو سوريا، مؤكدة على أنهم يتخوفون من أن تؤدى المعلومات التى تحصل عليها السلطات المصرية من القيادات المقبوض عليها فى سيناء إلى الكشف عن تفاصيل التنظيم الإرهابى فى وخططه فى سوريا، تحديدًا وأن بعض القيادات التى قُبض عليها مؤخرًا فى سيناء كانت حتى وقت قريب مسئولة ميدانيًا عن مفاصل مؤثرة للغاية للتنظيم فى سوريا، وتحاول قيادات داعش فى سوريا بسرعة البحث عن المصادر التى تمد الأجهزة المصرية بالمعلومات عن داعش فى سيناء، لافتة إلى أن الاتجاه حاليًا من جانب داعش هو العمل على إجراء تغييرات كاملة فيما يتعلق بتواجد التنظيم فى سيناء، وإعادة تقييم نتائج عملياتهم. وجدير بالذكر أن القوات المسلحة، قد نشرت حصاد 15 يومًا من حملة «حق الشهيد» فى سيناء، لاقتلاع جذور الإرهاب من سيناء، وكذلك تصفية 526 تكفيريًا وضبط 618 آخرين، بالإضافة لتدمير شبكة الملاجئ ومخازن الأسلحة والذخائر، وتفجير 332 عبوة ناسفة، وفى المقابل استشهد وأصيب 13 ضابطًا ومجندًا.