محلب يحرص على مشاهدة «ليلة من ألف ليلة» بدون حرس لم يختلف حال المسرح كثيرًا عن حال السينما خلال السنوات القليلة الماضية لكن الفرق أن عجلة الإنتاج السينمائى لم تتوقف بشكل كامل على العكس مما حدث للمسرح، فيما كانت محاولات عودة المسرح على استحياء من جانب بعض المخرجين مثل جلال الشرقاوى وطلعت زكريا من خلال تقديم مسرحيات سياسية كوميدية ساخرة، وعلى الرغم من محاولات دعم المسرح من خلال عرض أكثر من مسرحية أمثال «دنيا حبيبتى» للمخرج جلال الشرقاوى، و«تحيا مصر» للمخرج عاصم نجاتى، و«رئيس جمهورية نفسه» بطولة محمد رمضان، و«بعد الليل» للمخرج خالد جلال، وذلك من أجل جذب الجمهور له مرة أخرى خلال العام الماضى إلا أنها لم تكن عودة قوية رغم وجود هذا الكم من المسرحيات بجانب المسرحيات الشبابية، كما أن غياب النجوم مازال يؤثر على عودة المسرح بقوة نظرًا لارتفاع أجورهم وهو ما يتسبب فى ابتعاد النجوم عن المسرح. البحث عن عودة «الابن الضال»، وهو المسرح كان الهدف لمعظم المهتمين بشأنه هذا العام خاصة أن الكثير كان يبحث عن فرصة لعودة الجمهور فى ظل نجاح ما قدمه أشرف عبد الباقى العامين الماضيين من خلال «تياترو مصر» قبل أن تحدث بينه وبين الشركة المنتجة أزمة لينفصل عنهم، ويقدم « مسرح مصر» بنفس الأبطال، ومن خلالها استطاع أن يجذب الجمهور مرة أخرى إلى المسرح. ليشهد المسرح هذا العام عودة قوية كما تمناها الكثيرون، وما يؤكد ذلك عودة الجمهور والإيرادات التى تحققها المسرحيات، ليصبح هناك صراع فى القطاع الخاص بعد تقديم « مسرح مصر» مع mbc واستمرار شركة فيردى تقديم «تياترو مصر» من خلال أحمد فتحى، ليستمر الصراع بينهم، ويصبح الشعار الصالة كاملة العدد. القطاع الخاص لم يكن وحده الذى مثل عودة المسرح لكن أيضا المسرح الحكومى ساهم بقوة فى عودته هذا العام وهى المفاجأة التى لم يتوقعها الكثيرون، حيث حققت مسرحية « ليلة من ألف ليلة» للفنان الكبير يحيى الفخرانى إيرادات تخطت النصف مليون جنيه وحققت الخميس الماضى أعلى إيراد فى تاريخ البيت الفنى للمسرح، والتى وصلت إلى 28 ألف جنيه ونصف، لتمثل عودة النجم يحيى الفخرانى عاملًا قويًا فى عودة المسرح خلال الأيام الماضية ليشهد انتعاشًا جماهيريًا، وشهد خلال الأسبوع الماضى زيارة رئيس الوزراء إبراهيم محلب إلى المسرحية دون الإبلاغ من أجل مشاركة الجمهور المسرحية هو وحرمه، وهو ما يؤكد مساندة الدولة متمثلة فى رئيس الحكومة لعودة المسرح إلى سابق عهده من جديد. كما يقدم الفنان محمد نجم مسرحية «البريمو»، والتى يتم عرضها فى الإسكندرية وتحقق نجاحًا أيضا خلال عرضها هناك، وعاد الفنان يوسف شعبان لتقديم مسرحية «باب الفتوح» مع المخرج فهمى الخولى بعد أن تم تقديمها خلال العام الفترة الماضية، وتوقفت وعادت مرة أخرى، وعاد أيضا الفنان طلعت زكريا لتقديم مسرحية «بابا جاب موز» بعد أن قدمها العام الماضى، ويشاركه البطولة رانيا فريد شوقى، ومن إخراج أشرف زكى، وكذلك الفنان سامح حسين يستمر فى تقديم عروض مسرحية «أنا الرئيس» مع المخرج محسن رزق، وتشاركه البطولة حنان مطاوع خاصة أنه يقوم بعرضها فى أكثر من محافظة آخرها مدن القناة. ويقول فتوح أحمد رئيس البيت الفنى للمسرح أن الإقبال على المسارح كبير منذ عيد الفطر الماضى، فهى كاملة العدد، وهو ما يدل على عودة المسرح بقوة، وأوضح أن مسرحية «ليلة من ألف ليلة» للفنان يحيى الفخرانى محجوزة لمدة أسبوعين فهى تحقق بمعدل 25 ألف جنيه أسبوعيًا، وحققت الأسبوع الماضى 8 آلاف و500 جنيه، وهو أعلى دخل منذ إنشاء البيت الفنى للمسرح، لدرجة أن رئيس الوزراء إبراهيم محلب حرص على مشاهدة العرض، وكان حريصًا كل الحرص على عدم التميز عن الجمهور العادى، وأضاف النجوم على استعداد للعودة إلى المسرح لكن المسألة تحتاج لميزانية من أجل الانتاج، وكذلك اختيار التوقيت الصحيح، خاصة أن سقف الأجور هو بمثابة أجر مساعد النجم، وتابع: نعمل على زيارة محافظات مصر كلها بالمسرحيات، وأشار أن المسرحيين هم من ساعدوا على هروب الجمهور خاصة أنه لم تكن هناك جدية فى العروض المسرحية. ويتفق معه المؤلف نادر صلاح الدين مؤلف عروض «مسرح مصر» الذى أكد أن الإقبال الجماهيرى يؤكد نجاح المسرح وعودته بقوة فى ظل تنوع المسرحيات وموضوعاتها، وأصبح الجمهور يشاهد مختلف الأنواع، وأوضح أن تخفيض سعر التذكرة فى القطاع الخاص ساهم بقوة فى عودة الجمهور خاصة أنه إذا كان سعره مختلفًا لم يشاهده أحد، ويهتم فقط بالعرض التليفزيونى خاصة أن الجمهور يهتم بمشاهدة النجوم مباشرة أمامهم، وتابع «مسرح مصر» محجوز لمدة شهر كامل. ويختلف معهم الناقد المسرحى حسن عطية، والذى أشار أن المسرح انفصل بموضوعاته عن التعبير بما يحدث فى الشارع، وقال عرض المسرحيات فى صالات مغلقة لم تساهم فى عودة الجمهور بقوة خاصة أنه لا يقدم للجمهور العام، وأوضح أنه ليس من المفترض أن نقيس الأمر بتجربة يحيى الفخرانى لأن باقى العروض لا تجذب الجمهور، وغير قادرة على ملامسة الواقع من خلال الموضوعات والصياغات، وأشار أن المسرح لم يشهد حتى الآن عودة قوية، ونحتاج لمؤلفين جادين، ووصف عروض « مسرح مصر» التى يقدمها أشرف عبد الباقى بأنها أشبه بفواصل باسم يوسف، ولا يوجد بها رسالة أو نص، لكنه يهتم فقط بالسخرية من كُتّابنا الكبار والافلام العظيمة لذلك لا يصلح أن نطلق عليه عرضًا مسرحيًا، ومشكلة أشرف عبد الباقى أنه لا يحترم النص الدرامى، وأكد أننا فى حاجة لعودة نجوم السينما للمسرح مرة أخرى.