وكالات تابعة للتنظيمات الإرهابية تعرض 7 آلاف يورو راتبًا شهريًا للقتال فى سوريا ما زال تنظيم «داعش» الإرهابى يحتل صدارة المشهد فى البلدان العربية، إلا أن أعداد المقاتلين الأجانب فى صفوف التنظيم باتت تطرح تساؤلات أخرى حول مدى إمكانية عودة هؤلاء الجهاديين إلى بلادهم مرة أخرى، أو إثارة ما يعرف ب«الخلايا النائمة» فى هذه الدول بعد أن تمكن التنظيم من التغلغل والتمكن من بعض الدول العربية فعليًا. وتعد القارة العجوز، أوروبا، صاحبة النسبة الأكبر بالنسبة للمقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى التنظيم الإرهابى فى سوريا والعراق، على مدار السنوات الماضية، حسب عدد كبير من التقارير الأمنية والاستخباراتية والصحفية التى نشرت فى الآونة الأخيرة، حيث جاءت فرنسا فى الصدارة بنحو 1500 مقاتل تم رصدهم بالفعل، علما بأن هناك عددًا كبيرًا لم يتم تسجيله. وجاءت بريطانياوألمانيا فى المرتبة الثانية والثالثة، حيث وصل من كل منهما ما يقرب من 1300 مقاتل، فيما أشارت تقارير أخرى إلى أن روسيا بلغ عدد مقاتليها فى «داعش» نحو 800 مقاتل. وجاءت تركيا فى المركز الرابع بنحو 500 مقاتل، رغم تأكيدات بأن العدد أكثر من ذلك بكثير. وتأتى السويد بأكثر من 100 مقاتل، وكذلك أسبانيا والدنمارك والسويد التى تتراوح أعداد مواطنيهم الذين يقاتلون مع «داعش» بين 100 إلى 200 مقاتل من كل منهما. ووفقًا للمركز الدولى لدراسة التطرف والعنف السياسى (ICSR)، فإن عدد المقاتلين الأجانب وصلوا لأكثر من 20 ألف مقاتل، علمًا بأن الإحصائية السابقة فى 2014 كانت تقدر بنحو 15 ألفًا فقط من الدول الأجنبية. وشهدت الفترة الأخيرة تجاوز مرحلة التوقعات بشأن ظهور تنظيم «داعش» فى دول أوربا حيث أصبح الأمر واقعًا حقيقيًا، بعد تهديدات متتالية من التنظيم بأنه سيتجه فعليًا إلى دول أوروبا. فقد ظهرت فى الأيام الماضية رايات التنظيم السوداء فى روما. كما شوهدت كتابة بعض العبارات المؤيدة لها مثل «دولة الإسلام باقية- باقية- روما». وكانت حادث مجلة «شارلى إيبدو» الذى استهدف الصحيفة يوم 7 يناير مطلع العام الجارى، وكذلك حادث مصنع الغاز الذى وقع الشهر الماضى، دلالات قيام فرع للتنظيم فى فرنسا، رغم أن بعض التقارير استبعدت أن تكون عناصر داعشية وراء الأمر، إلا أن التنظيم سيستغل الأمر بالطبع لاستقطاب الشباب وإنشاء فرع مزدهر للتنظيم هناك. وتسعى عناصر التنظيم فى الفترة الحالية إلى تحريك العناصر المتشددة داخل الدول الأوربية لتكوين خلايا وانتشارها فى هذه الدول استعدادًا للإعلان عن وجودها بعد الوصول إلى العدد الذى يمكنه فرض سيطرته على أماكن بعينها، أو القيام بعمليات نوعية. ليبيا معبر الإرهابيين. تعد ليبيا التى استقر بها التنظيم منذ فترة معبر العناصر الارهابية إلى دول أوروبا حيث يتم نقل تلك العناصر فى القوارب ضمن رحلات الهجرة غير الشرعية التى ما زالت تمثل خطرًا كبيرًا على دول أوروبا. وكان وزير الإعلام الليبى عمر القويرى قد حذر من ذلك الأمر منذ فترة وأكد أن عناصر التنظيم الإرهابى يذهبون إلى أوروبا مندسين وسط المهاجرين غير الشرعيين، بقصد تأسيس خلايا هناك واستقطاب المزيد من أبناء تلك الدول. كما حذر أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرج من احتمال وجود عناصر من «داعش» بين المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط فى طريقهم إلى أوروبا. فيما أكد مصدر عسكرى ليبى أن هناك الكثير من العناصر قد فرت إلى دول أوروبا فى الفترات الماضية بمساعدة الميليشيات المسحة التى تنتمى إلى فجر ليبيا.
خبراء وقال الدكتور كمال حبيب، خبير الجماعات الإرهابية، إن عددًا كبيرًا من تنظيم «داعش» الإرهابى، قادم من دول أوروبية على رأسها فرنسابريطانياوألمانيا وإيطاليا، ومناطق تابعة لروسيا، أبرزها القوقاز والشيشان وألبانيا، مؤكدًا أن هناك علاقة طردية بين وجود جاليات إسلامية بهذه الدول، وبين أعداد المنضمين إلى التنظيم الإرهابى. وأشار خبير الجماعات الإرهابية إلى أن هناك 5 أفراد من دول أوروبية ينضمون إلى تنظيم داعش كل أسبوع، والمعروفون ب«حاملى الجوازات»، مؤكدًا أن ذلك يفسر العمليات الإرهابية التى تحدث بهذه الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا. من جانبه، كشف الخبير الأمنى اللواء مجاهد الزيات أن الاحصائيات الرسمية لأجهزة الاستخبارات الأوروبية تؤكد أن هناك ما يزيد على 3 آلاف فرد انضموا للتنظيم الإرهابى، منهم1500 من فرنسا، منهم 80 امرأة، و800 من دولة ألمانيا، مؤكدا أن الأعداد المنضمة أكثر من ذلك بكثير، خاصة أنه لا أحد يتحدث عن المنضمين إلى جبهة النصرة بسوريا، والتى ينضم العديد من أعضائها إلى «داعش» بين الحين والآخر. ووفقًا لصحيفة «جلاس سبرسكي» البوسنية، تبذل العديد من المنظمات المتطرفة فى البوسنة جهودًا مكثفة لجذب الشباب للقتال مع داعش فى سوريا، وصلت إلى عرض ما يصل إلى 7000 يورو لتحفيز من يرغب بالذهاب للقتال فى سوريا، مؤكدة على رصد وكالات يعمل معها 250 شخصًا فى 12 خلية إرهابية لديها علاقات مباشرة مع تنظيم داعش، ينتشرون فى عشرات المدن بالبوسنة والهرسك.
وتفيد الكثير من التقارير عن حالات وأوضاع مشابهة فى العديد من الدول الأوروبية الأخرى، الأمر الذى دفع الكثير من أجهزة الأمن الأوروبية إلى إعلان حالة الطوارئ وتكثيف عمليات الاشتباه والمراقبة لمنع عمليات إرهابية منتظرة، ينفذها البعض هناك باسم «الجهاد» والانتقام من «الصليبيين».