* لا تجوز الصلاة خلف إمام سلفى.. ومن يكره «داعش » صومه غير مقبول لا يهل علينا شهر رمضان إلا وتظهر فتاوى تخرج عن المألوف تندرج تحت مسمى «الفتاوى الشاذة» بعض من يطلقون هذه الفتاوى يحرمون الصلاة خلف إمام سلفى وبعض الفتاوى تحرم خروج المرأة فى نهار رمضان، ولكن الأغرب هو ظهور فتاوى تجيز إفطار الإخوان المشاركين فى المظاهرات وكذلك فى السجون، وتثير هذه الفتاوى الكثير من الجدل بين علماء الدين بل الأخطر أن معظمها تنتشر بسرعة على صفحات التواصل الاجتماعى ويتناقلها عدد كبير من المواطنين، بعضها يتم نسبه لمشايخ وعلماء كبار وبعضها الآخر تم تحريفه من قبل الجماعات المتشددة. رصدت «الصباح» أغرب هذه الفتاوى فى رمضان التى يحتاج بعضها الرجوع لعلماء الدين للتأكد من صحتها ومدى توافقها مع صحيح الدين والشريعة الاسلامية. فتاوى الإخوان هى بالضبط نص الفتوى التى دعا لها عدد كبير من الإخوان وكان بداية ظهور تلك الفتوى ما أطلقه الشيخ «محمد عبد المقصود» أحد الدعاة الجدد والذى فسر فتواه بأنه لا يجوز الصلاة خلف إمام سلفى، ووصف عبدالمقصود شيوخ الدعوة السلفية بأنهم منافقون، وأفتى أن صلاة المسلمين فى منازلهم أفضل كثيرًا من أن يصلوا خلف هؤلاء المنافقين. أحد أكثر الفتاوى الغريبة أيضًا هى ما ذكره «أكرم الكساب» عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، حيث أوضح أنه يجوز إفطار جميع المشاركين فى تظاهرات الإخوان، وذلك على اعتبار أن التظاهر من أجل إثبات الحق هو عمل مقرب إلى الله عز وجل. ليس ذلك فحسب بل ظهرت فتوى بإجازة إفطار قيادات الإخوان داخل السجون وهو ما قاله «عصام تليمة» مدير مكتب الشيخ يوسف القرضاوى السابق عبر صفحته الخاصة عبر الفيس بوك، حيث تتيح هذه الفتوى لقيادات الإخوان الصادر ضدهم أحكام بالأشغال الشاقة، بأن يفطروا فى شهر رمضان المبارك، حيث فسر ذلك بأن من كانت مهنته عملًا شاقًا، يصعب معه الصوم، كمن يعمل فى أفران الخبز، أو محكومًا عليه بالأشغال الشاقة، رخص الشرع له بالفطر، والقضاء بعد رمضان، فإن عجز عن ذلك، فله الإطعام عن كل يوم مسكينًا، لقوله تعالى: «وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين». العمل حرام وهذه الدعاوى الغريبة صدرت من عدد من المشايخ المتشددين فى بعض المساجد، ولم يحرموا العمل طوال الشهر الكريم، ولكنهم قصدوا تحريم العمل خلال العشر الأواخر من رمضان حيث اعتبروا أن أى عمل فى هذه الأيام باطل وأن المرء عليه الالتزام بالاعتكاف والتواجد فى المسجد طوال العشر الأواخر من شهر رمضان، وقد تمت الدعوة لذلك عبر عدد من المساجد التى يسيطر عليها أئمة متشددون مثل مسجد «النور» بمنطقة المعادى، ومسجد «فلفل» بمنطقة أرض اللواء، وغيرها من المناطق التى ربما يعتلى منابرها أئمة يفتون بما لا يعلمون، فيصدقهم عدد كبير من المواطنين. أمور غير مفطرة ومن بين الأمور التى دار حولها جدل فى إبطال الصيام من عدمه هى «الاحتلام» حيث روج عدد كبير من المشايخ بأنه لا يفطر حتى وإن لم يغتسل منه صاحبه لليوم الثانى، وقد برروا ذلك استنادًا لكلام بعض المشايخ مثل «ابن عثيمين» و«ابن باز» حيث ورد أن «الاحتلام لا يبطل الصوم؛ لأنه ليس باختيار الصائم، وعليه أن يغتسل غسل الجنابة، ولو احتلم بعد صلاة الفجر وأخر الغسل إلى وقت صلاة الظهر فلا بأس. وكان الجدل أيضًا حول «المكياج» الذى تضعه المرأة وتخرج به حيث قال البعض إنه لا يُفطر، بالرغم من أن عددًا كبيرًا من الفقهاء اتفقوا على أن أى زينة تضعها المرأة من شأنها أن تفطرها، لأنها تبعث المفسدات للمجتمع، وتحث الرجال على النظر إليها، وهو ما قد يوقع بها الضررر وبمن يُفتن بها، وكان السواك والحقن بنوعيها «الوريد والعضل» حولهما جدل أكبر، واعتبر البعض أن ما يُفطر منها هو حقن التغذية والفيتامينات فقط. فتاوى داعش أما فتاوى داعش فقد وصفها عدد كبير من العلماء بأنها تثير الضحك فقد روجت داعش لفتوى خطيرة جدًا وهى بطلان صيام من يكره التنظيم وأن كل من يكره داعش يبطل صيامه وكل من يحب التنظيم يجوز صيامه، كذلك أجازت داعش قبول صوم المسلم دون صلاة، على اعتبار أن كل عمل يقوم به الإنسان يُحاسب عليه بشكل فرعى، ولا يرفع عمل وزر عمل آخر مهما كان على الإطلاق. ومن أكثر الفتاوى الغريبة لداعش هى الخاصة بالمرأة والتى دعت إلى عدم خروج المرأة تمامًا طوال فترة نهار رمضان على اعتبار أنها من المفطرات، ولكن لا بأس من خروجها ليلًا بعد أن يفطر الجميع، كما لا يجوز خروجها حتى بعد الإفطار إلا مع ولى ذكر بالغ. السمبوسة حرام تنظيم داعش ليس هو الوحيد الذى أصدر فتاوى متشددة فقط، فهناك عدد كبير من التنظيمات المتشددة تنشر مثل هذه الفتاوى منها مثلًا ما نشره تنظيم «الشباب المجاهدين» عام 2012، حيث ذكر أن هناك أكلات يحرم على المصريين تناولها فى رمضان منها مثلًا «السمبوسة» بحجة انها شكلها مثلث، وتحتوى على اضلاع مسيحية تُشبه أضلاع الثالوث المقدس. الأزهر يرد من جهته قال الدكتور سمير محمد الأستاذ بجامعة الازهر إن مثل هذه التصرفات متوقعة ولا داعى للتعجب منها خاصة أنها صادرة من تنظيم إرهابى، متسائلا: لماذا يجلس ويستمع الناس لمثل هذه الفتاوى الغريبة خاصة أن الجميع يعلم أن مثل هذه الفتاوى هى بالأساس لا تخرج إلا عن هؤلاء المتطرفين. وأضاف: يجب الأخذ فى الاعتبار أن المسئولين عن هذه الفتاوى المتطرفة يستغلون اسم علماء كبار من أجل أن يبرهنوا على صحة ما يقولون ومعظمها فتاوى محرفة لا تخرج إلا من فكر متطرف، وحتى إن كان بعضها عليه اختلاف من قبل الأئمة، فلا ينبغى أن يستمع له المواطنون من أفواه هؤلاء، مطالبًا بالرجوع لأهل العلم من المشايخ والعلماء.