مذيع «الجزيرة» قدم معلومات عن قادة فى «النصرة» و«داعش» مقابل عدم تسليمه لمصر قطر تمنح جنسيتها ل«منصور» و300 من أعضاء «الإخوان» والعاملين المصريين بالقناة لم يكن مفاجئًا لأحد قرار السلطات الألمانية بعدم تسليم أحمد منصور، الإعلامى الإخوانى بقناة الجزيرة القطرية، إلى مصر، ليس فقط لأن ألمانيا لا تسلم مطلوبين لدول تطبق أحكام الإعدام، ولا حتى فى ضوء الضغوط التى مارستها قطر باستخدام خزائنها من جهة، والضغوط التى مارسها التنظيم الدولى لجماعة الإخوان من جهة أخرى. فقد كشفت كواليس الإفراج عن أحمد منصور عن إبرام صفقة «وشاية» بين مذيع الجزيرة وجهاز الاستخبارات الألمانية. وكشفت العديد من التقارير الدولية أنه تم الاتفاق على أن يتم الإفراج عن منصور مقابل تقديمه كل المعلومات التى يعرفها عن قادة من جبهة النصرة وتنظيم داعش فى سوريا، والذين التقاهم منصور مؤخرًا، وكذلك معلومات عن أماكن تواجدهم والمناطق التى يسيطر عليها التنظيمان فى سوريا. وقد وافق منصور على تقديم تلك المعلومات للاستخبارات الألمانية بعد أن لوحت السلطات الألمانية بإمكانية تسليمه للسلطات المصرية، خاصة أنه مطلوب على ما يعرف باسم «قوائم النشرات الحمراء» التى يصدرها الإنتربول الدولى لكل دول العالم. وكشفت مصادر ألمانية أن جلسة أحمد منصور مع مسئول الاستخبارات الألمانية استغرقت حوالى 4 ساعات، أدلى خلالها منصور بكل المعلومات التى بحوزته عن قادة «النصرة» و«داعش». وقامت السلطات الألمانية بعد ذلك بنقل هذه المعلومات إلى الأجهزة الغربية الأخرى، خاصة الاستخبارات المركزية الأمريكية المتحالفة معها. وكان لافتًا ترحيب صحف ووسائل إعلام ألمانية، مقربة من اللوبى الصهيونى فى ألمانيا، مثل مجلة «شتيرن»، بخبر إطلاق سراح منصور. وكشفت مصادر مقربة من ملف التحقيق مع أحمد منصور فى ألمانيا، أن قطر مارست ضغوطًا «مالية» من أجل إطلاق سراح منصور الذى يحمل الجنسية القطرية. وكانت قطر قد أصدرت جوازات سفر قطرية لحوالى 300 من عناصر جماعة «الإخوان» لمنصور وغيره من المذيعين والعاملين فى قناة الجزيرة من المصريين، مثل إبراهيم هلال رئيس تحرير أخبار الجزيرة، وعبد الفتاح فايد مدير مكتب القناة فى القاهرة والذى يقيم فى الدوحة الآن، وهو من العناصر الإعلامية الإخوانية المعروفة. وتضم قائمة حاملى الجنسية القطرية أيضًا أيمن جاب الله مدير قناة «الجزيرة مباشر»، والذى ورد اسمه فى القضية الأخيرة الخاصة بتنفيذ عمليات اغتيال فى مصر، ويوسف القرضاوى رئيس ما يسمى باتحاد علماء المسلمين ومستشار أمير قطر للشئون الإسلامية، ووائل قنديل رئيس تحرير صحيفة «الشروق» المصرية سابقًا، والذى يتولى الآن رئاسة تحرير صحيفة «العربى الجديد»، التى تمولها قطر. كما تضم القائمة أيضًا محمد القدوسى، الصحفى بجريدة «الشعب»، ومحمد ماهر عقل، المذيع بقناة «الجزيرة مباشر» ونجل القيادى الإخوانى ماهر عقل، وزين العابدين توفيق المذيع بقناة «الجزيرة مباشر»، وسالم المحروقى المذيع بنفس القناة والصحفى السابق بجريدة «الأسبوع» المصرية. بينما كشفت مصادر ل«الصباح»: أن حزب المساواة الاشتراكى الألمانى كان له دور كبير ولاعب أساسى فى عملية الإفراج عن أحمد منصور مذيع قناة الجزيرة. وتابع المصدر: «بدأ صدام الحزب مع السيسى مبكرًا أثناء زيارته لألمانيا حيث تولى مهمة حشد بعض السياسيين والتواصل مع دوائر صنع القرار لإلغاء الزيارة من الأساس، نظرًا لوجود أعمال مشتركة بين الحزب وبين القيادى بالتنظيم الدولى الدكتور إبراهيم الزيات الذى شغل منصبًا من قبل داخل الحزب قبل أن ينتقل منه إلى حزب الاتحاد المسيحى الألمانى الحاكم. كما لعب الحزب دورًا كبيرًا فى عملية الإفراج من خلال الضغط على بعض المسئولين بوزارة العدل الألمانية والتقى بعضهم المدعى العام لإقناعه بأن القضية سياسية فى المقام الأول، كما تواصل بعض أفراد الهيئة العليا للحزب مع مسئولين بوزارة الخارجية الألمانية.