*التنظيم يدرب الشباب على العمليات الانتحارية ويستعد لمهاجمة مصر الحديث عن تنظيم «داعش» الإرهابى، أمر بات ضمن محتوى كل النشرات والإصدارات الصحفية والتلفزيونية بعد أن تمكن التنظيم من التمدد فى عدد من الدول العربية، وربما أن تواجده فى الأراضى الليبية قد يصبح مؤثرا بشكل كبير على الأوضاع فى مصر، خاصة بعد انضمام عدد من الشباب المصرى الموجود فى ليبيا إلى التنظيم فى درنة وفى مدينة سرت التى سيطر عليها داعش الأسبوع الماضى، وهى الخطوة التى باتت تشكل التطور الأخطر نظرًا للمعدات العسكرية التى بات يمتلكها التنظيم فى ليبيا فوق مساحات جغرافية لا يستهان بها، وهو ما قد يؤدى إلى تكرار المشهد السورى مرة أخرى، وفى هذه الحالة ستكون الحدود المصرية أكثر عرضة للخطر، فضلًا عن أن عمليات التواصل بين «أنصار بيت المقدس» الإرهابى و«داعش» سيصبح أسهل من تواصله مع القيادة فى العراقوسوريا. مصادر مطلعة فى ليبيا أكدت أن هناك عشرات الشباب المصرى انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابى فى درنة وسرت تحت زعم البحث عن العمل وهى الحجة التى قالها من تم القبض عليهم من قبل الجيش الليبى. وحسب المعلومات التى أكدها أكثر من طرف من الجانب الليبى، أنشأ تنظيم داعش بليبيا وحدة خاصة بالمصريين هناك، وأسماها «المهاجرين والأنصار» فى معسكرات منطقة الفتائح والظهر الحمر، والغابة بجوار درنة، وأن الشخص الذى يشرف عليها هو سفيان بن قمو أحد قيادات القاعدة سابقًا والقيادى بتنظيم داعش حاليًا. تضم الوحدة عشرات الشباب المصرى الذى انضم إلى ليبيا فى وقت سابق للقتال فى صفوف «فجر ليبيا»، ثم اتجه البعض منهم لتنظيم داعش، وكان يقوم بتدريبهم عدد من العائدين من سوريا حتى تولى تلك المهمة مصرى يدعى محمد خالد محمد ويلقب ب«أبوالأشبال» مصرى الجنسية، وهو من جزيرة الدهب بالجيزة، وسافر إلى ليبيا أثناء فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، عن طريق بعض السماسرة الذين هربوه إلى ليبيا هو وبعض الشباب المنتمى للجماعات الجهادية وجماعة الإخوان، وأن عددهم يفوق 100 شاب من مختلف محافظات مصر. وجاءت هذه الاعترافات على لسان أبوالأشبال بعد القبض عليه وإيداعه السجون الليبية الأسبوع الماضى، الذى أوضح أن الهدف من عمليات الانضمام والتدريب داخل تلك الوحدة، التى تضم شبابًا من تونس والجزائر أيضًا الاستعداد لمهاجمة الأراضى المصرية فيما بعد.
الوحدة ومهامها المعلومات التى حصلت عليها «الصباح» أكدها اللواء عبدالرازق الناظورى، رئيس أركان القوات المسلحة العربية الليبية، الذى قال إن هناك عددا كبيرا من الشباب المصرى، انضم لصفوف تنظيم داعش الإرهابى فى درنة وفى سرت، وأن ذلك تحت زعم العمل هناك، وأكد الناظورى أن التنظيم يستقطب شبابًا من دول الجوار الليبى بهدف إنشاء وحدات يمكنها دخول البلاد التابعة لها فيما بعد بهدف التواجد داخل البلاد، لكنه أكد فى الوقت نفسه الجيش الليبى يسعى لطرد التنظيم والقضاء على عناصره فى درنة وسرت خلال الأيام المقبلة. وأكد الناظورى أن هناك 5 مصريين تم القبض عليهم الأيام الماضية، وكانوا ضمن تنظيم داعش الإرهابى فى درنة ويجرى التحقيق معهم الآن، وأنه سيتم كشف كل التفاصيل بعد انتهاء التحقيقات. أشار إلى أن هؤلاء الخمسة تورطوا فى عمليات الاغتيال وتصفية عدد من العناصر الإعلامية فى ليبيا، منهم طاقم قناة برقة وعدد آخر من الصحفيين الليبيين فى وقت سابق. المعلومات كشفت عن وجود شخص يدعى مجدى النمر من الجيزة أيضًا، وسعد محمد من الصعيد، و«أبوالقاسم» وهو شخص يدعى محمد خالد، ضمن صفوف تلك الوحدة أيضًا، وأنهم من القيادات التى تولت مهمة التدريب فى الوقت الراهن للعناصر المتواجدة على الأراضى الليبية، والتى لم تقتصر على المصريين فحسب، لكن أغلبيتهم مصريون. ومن ضمن العمليات التى قامت بها الوحدة، والتى تهدف إلى تصفية الإعلاميين والصحفيين، عملية خطف وقتل طاقم قناة برقة والصحفيين التونسيين اللذين اختطفا صيف العام الماضى، وهى المعلومات التى أكدها رئيس الأركان الليبى. صبرة القاسمى، الخبير فى الحركات الجهادية، أكد ل«الصباح» أن العناصر المتواجدة فى ليبيا يتم تدريبها واحتواؤها من عناصر داعش بهدف إرسالهم إلى مصر وتهيئة البيئة لتواجدهم فى الداخل المصرى، وأن التنظيم يتبع هذه الاستراتيجية بحيث يتمكن من التحرك فى المساحة الجغرافية وهو على علم بها بشكل جيد من خلال عناصر الدولة، وهو الأمر الذى فعله فى ليبيا وفى العراق، أى أنه كان يقوم بضم وتدريب عناصر من المنطقة التى يريد دخولها، ومن ثم يهاجمها أو يتواجد فيها بشكل تدريجى.