*الإمام الأكبر يجهّز الأزهرى لتولى كرسى الوزارة بعد الإطاحة ب «جمعة»\ لم تتوقف الحرب الخفية بين الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، رغم تأكيد بعض قيادات الأزهر والأوقاف، وعلى رأسهم الدكتور محمد مهنا كبير مستشارى شيخ الأزهر، الذى يشدد على أنه ليس هناك أى توتر فى العلاقات بين المؤسستين، كما تزعم بعض وسائل الإعلام، وأنهما كيان متماسك ولا نزاعات بين أركانهما. وقال مسئول داخل مشيخة الأزهر إن الوزير مختار جمعة يتعمد حاليًا عرقلة مهام الشيخ، ما أشاع حالة من الاستياء والغضب بين قيادات الأزهر، التى اعتبرت أن الوزير يلعب مع الطيب لعبة «القط والفار»، حيث يقيد أعمال شيخ الأزهر ليعرقل مهامه، رغم أنه من المفترض أن يأخذ خطوة إلى الوراء فى مواجهة الإمام لينقذ مقعده. وأضاف أن الوزير يعانى ارتباكًا شديدًا ويواصل تمرده على الشيخ، وذهب خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى جامعة الأزهر دون علم رئيسها الدكتور عبدالحى عزب، «ويبدو أن الوزير اضطر لنط السور، بعد أن علم من أحد مستشاريه أن الإمام كان مجتمعًا بأعضاء من المجلس الأعلى للأزهر، وجمعة ليس عضوًا به». وناقش الاجتماع عددا من الأمور المهمة، التى تتعلق بالشأن الداخلى للأزهر الشريف، وقرر المجلس الموافقة على إنشاء معاهد لتدريس المقررات الأزهرية باللغات الأجنبية، تابعة لمشيخة الأزهر مباشرة بواقع معهد على الأقل فى كل محافظة، وتشكيل لجنة دائمة لمتابعة تنفيذ هذا المشروع. وقدم المجلس الأعلى للأزهر تقديره الكامل للرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث وجه المحافظين بتوفير الأرض اللازمة لمشروع المعاهد الأزهرية باللغات الأجنبية، باعتباره يمثل مزيدًا من الانطلاق العالمى لرسالة الأزهر الشريف فى الداخل والخارج. وأضاف المصدر أن الهدف من هذه المعاهد تخريج كوادر دعوة تتقن اللغات الأجنبية، لاعتمادها كمستشارين دينيين ضمن بعثات الأزهر الدبلوماسية إلى الخارج. أكد أنه «بمجرد علم مختار جمعة بذلك الاجتماع، انطلق مسرعًا إلى كلية اللغات والترجمة فى الجامعة، وقابل عميد الكلية الدكتور على شعبان، لدراسة توقيع بروتوكول مع وزارته يقضى بتدريب وتعليم بعض أئمة الوزارة الدعوة باللغة الإنجليزية، فدخل إلى الجامعة فجأة دون علم رئيسها». وقال: «عندما علم عزب بوجود جمعة، هرول إليه ليعاتبه على عدم إخباره بمجيئه، حتى يكون فى انتظاره، وبعد انتهاء زيارة الوزير رفع رئيس الجامعة تقريرًا مفصلًا إلى الإمام الأكبر، فوقف الإمام مذهولًا، وكان بصحبته مستشاره القانونى المدلل محمد عبدالسلام، ووكيله عباس شومان، وذراعه اليمنى الدكتور محمد مهنا». وعلى الجانب الآخر، أكد مصدر مقرب من وزير الأوقاف أن جمعة أصبح مهزوزًا وعصبيًا، ويحاول تثبيت أقدامه فى الوزارة، خاصة بعدما تأكد له أن شيخ الأزهر سيطيح به فى أقرب تعديل حكومى، وأنه يجهز بديله، ليتولى الوزارة، وهو الدكتور أسامة الأزهرى الأستاذ بكلية أصول الدين، والمستشار الدينى لرئيس الجمهورية، وهو ما فعله مع جمعة من قبله، حيث دعّمه لتولى الوزارة.