إستضافت جمعية دريم لاند للثقافة والتنمية برئاسة لونا بهجت ندوة للدكتور أحمد عمارة أستشاري الصحة النفسية بالطاقة الحيوية، الإثنين الماضى، بعنوان "كيف تتغلب علي ضغوط الحياة "، وتحدث فيها عن كيفية إطلاق الطاقة الإيجابية وعدم السماح للأحداث التى تمر بها البلاد بالتأثير على الشباب وأحلامهم، وكيفية تحويل الطاقة السلبية إلى إيجابية وسعادة. وكانت المحاضرة مجانية للشباب وحضر فيها أكتر من 2000 شاب وفتاة، واستهلت لونا بهجت فى كلمة افتتاحية للندوة قالت فيها أن المجتمع يمر بضغوط كثيرة خاصة فى الأسرة والعمل، وأنه لا داعى لتعقيد الحياة وحل المشاكل بشكل بسيط، بدلا من الهروب منها، كذلك علينا تنظيم الوقت وتحويل تقاليدنا المعتادة إلى أمور منطقية ومقبولة.
وتساءلت بهجت، لماذا لا نتغير؟ هل بسبب الكسل أم خوفاً من التغيير، منوهة أن الإنسان هو نفسه أهم سبب من أسبباب مشكلاته، ثم يحزن ويشكو دون النظر لنفسه قبل أى شىء، مؤكدة على أن الكثيرين منا يجيدون اللعب على "الفيس بوك" لكن لا يستطيعون إدارة الحياة. وبدأ الدكتور أحمد عمارة ندوته قائلا "كلنا جايين نحول الضغط لروقان"، مشيراً إلى أن الإنسان مكون من جسد ونفس، وأن جسم الانسان به المئات من المخلوقات وكل مخلوق له عقل يفكر به بخلاف الأخر كالعين والجلد والشعر، فيما قسم عمارة العقل لنوعين، الأول وهو العقل البدائى وعرفه بأنه يعرف أن كل مثير يؤدى إلى إستجابه، أما النوع الثانى من العقل فهو "المتطور" وعرفه بأنه الذى يدخل معلومات كثيرة للحصول على نتيجة، ويسميه علماء النفس "العقل الواعى". وأوضح عمارة، أن الضغوط الحياتيه تأتى لنا لأننا اعتمدنا على تسمية كل ما نراه أو نشعر به، فلا يمكن أن يؤثر شىء فى الكون علينا إلا وسميناه، فالاسم اصبح يفرض علينا المشاعر وليس الحدث نفسه وهذا أكبر خطأ فى البشرية، منوهاً بأن ما نسمية "ضغط" يضغط على عقولنا نحن، والدليل على ذلك هواختلاف اصدقائك فى الشعور والاحساس معك، مستطردا : "من يقول أن الحياة صعبة، ستكون حياته صعبة، أما عندما تجدها سهلة ستصل وتشعر بالسهولة والجمال"، قائلا "خالق الكون لم يخلق ظرف إلا وخلق له مخرج"، وأنه لابد أن نأخذ الحياة كلعبة game لكى ننسف مقولة الطبع يغلب التطبع.
وضرب عمارة مثلا لفك الضغوط اليومية التى نتعرض لها، إن حدث لك حادث سيارة فلا تحزن وتضيق على نفسك بل كن سعيدا وشجع نفسك لشراء سيارة جديدة، فعلينا عيش الدنيا كغرباء كى لا نضيق على انفسنا.
وأوضح عمارة للحضور بأن الضغوط اليومية هي إشارات تنبيه أنك تسير في الطريق الخاطئ، مؤكداً بأننا في الدنيا من أجل السعي نحو ما نريد وليس للسعي بعيدا عن ما لا نريد، والأعمال كلها تتحقق بحسب النيات، ناقداً معظم الناس الذين يسعون "بعيدا عن" ما لا يريدون، لذا نجد حياتهم دائما فيها معاناة وضغوط كثيرة – بحسب قوله. وأضاف بعض النصائح للتخلص من ضغوط الحياة وتحويلها لطاقة إيجابية، قائلاً "إن حددت ما تريد وبدأت في التخطيط والسعي نحوه ستفاجأ بأن كل الظروف تخدمك، أما إن حددت مالا تريد وبدأت في السعي بعيدا عنه، ستفاجأ بأن كل الظروف تهاجمك وتضغط عليك"، لذا فالضغوط إشارات رحمة من الله كي تفيق مما تسير فيه مشيراً إلى أن العلم الآن اكتشف أن الضغوط تفجر طاقة هائلة في الجسم إذا ما تم الانتباه لها وتوجيهها توجيها صحيحا، وأن هناك قوة خفية إلى الآن لا يدرك العلم مداها، قد أودعها الله داخلك يطلق عليها العلماء العقل اللاواعي أو العقل الباطن ، ويسمونه في بعض الأحيان "المارد الداخلي" به طاقة تكفي لإيصالك إلى أي مكان، يتم تنشيطها بالتحدي والحماس، أو بالضغوط والشدة.
وقال أكرر: "إن لم يتم تنشيطها بالتحدي والحماس ، فسيجعلك الله تنشطها بالضغوط والشدة ، فإن استخدمتها بصورة صحيحة نحو ما تريد تصل إليه بسهولة قد تذهلك ، وإن استخدمتها بصورة غير صحيحة بعيدا عن ما لا تريد تجد الظروف تكالبت عليك وأعاقتك بصورة أيضا قد تذهلك"، وذلك لأن الطاقة تنطلق من داخلك باتجاه الشيء الذي تركز عليه فيزداد قربا منك، وتبدأ الظروف عندها بتنفيذ هذه الأوامر لأنها مأمورة من الله أن تنفذ لك نيتك ومنهجك وطريقة تفكيرك .
وأكد الدكتور عمارة، أن الضغوط هي إشارات رحمة لإفاقتك، تماما كما تضغط على شخص نائم كي توقظه ، فإن لم يستيقظ تضغط بقوة أكثر، فإن لم يستيقذ تستمر في الضغط عليه أو تهزه هزا عنيفا كي يفيق من نومه، قائلا "هكذا الحياة، ضغطة خفيفة، لم تستقيظ، تزداد، فإن لم تستيقظ، ستهزك الظروف هزا عنيفا، فإن لم تستيقظ فأنت السبب فيما سيأتي لاحقا"، وأن الضغوط هي مفتاح إدارة قوة اللاوعي الرهيبة، فعلينا أن نحسن استخدامها دائما . واعطى مثال أخر للتخلص من الضغوط وهو "عندما تصاب بالزكام وتشعر أن الأنف مسدود تماما ولا تستطيع التنفس منه، في الغالب يسعى الناس نحو التخلص من الزكام وانسداد الأنف، هذا منهج بعيدا عن، لذا يزداد ويستمر حتى يتم تدخل دواء خارجي مثلا.