- «الاسكينى.. والبندانة.. وسلسلة الروشنة».. علامات مميزة للذكور.. و«بوز البطة» أبرز هواياتهم - أحد شباب الفيمس: «مفيش شغل ولا فيه حاجة.. أهو أى شىء يملا وقت فراغنا ويحسسنا أننا بنعمل حاجة» - « سونيك دياب وبلبل وزين « أشهر روادها.. وشرطة من أجل الفيمس تكافح الظاهرة على الفيسبوك - خبير أمنى: لابد من تكاتف الأزهر والإعلام والأوقاف لمنع انتشارها ظاهرة جديدة أخذت طريقها فى الانتشار بين الشباب فى الآونة الأخيرة والمعروفة باسم الفيمس«famous »، وتتلخص الظاهرة فى سعى الشباب إلى تحقيق الشهرة عبر مواقع التواصل الاجتماعى والحصول على آلاف الإعجابات والزيارات لصفحاته وصوره وما يقوم بكتابته أو نشره. ولم تتوقف حدود الظاهرة عند التصوير، بل قاموا بابتداع قصات جديدة للشعر وطرق مختلفة للملابس بأسلوب شاذ عن عادات المجتمع المصرى والعربى، فيرتدى الأولاد ملابس أميل إلى الأنوثة فضلًا عن ارتداء السلاسل والبنطلونات الضيقة «skinny» ذات الألوان الغريبة، إضافة إلى طبع الوشم على مناطق متفرقة من الجسم. على الجانب الآخر لم تفلت الفتيات من الظاهرة،إذ يتجهن بعضهن إلى ارتداء ملابس تظهرهن بشكل ذكورى، من حيث الملبس والمظهر، أو يلجأن إلى إظهار مفاتنهن لتحصل على عدد كبير من المعجبين والمعجبات باعتبار أنهن «موديلز» عارضات أزياء. وتعد صورة «بوز البطة» أو «duck face» من أشهر هوايات هؤلاء الشباب، بطريقة أقرب إلى الهوس لجمع الإعجابات. وبعد أن كانت شخصية «لوسى ابن طنط فكيهة» التى قدمها الفنان «جمال رمسيس» فى فيلم «إشاعة حب»، والتى اعتبرها المجتمع غريبة وشاذة عن أفكار الرجل الشرقى الجد الملتزم، وكان أقصى ما يفعله «لوسى» أنه كان يرتدى القمصان المزركشة ويقوم بفتح الأزرار كنوع من الموضة ويذهب إلى صالات الرقص ويتحدث بطريقة «دلوعة»، إلا أن مواقع التواصل الاجتماعى فى وقتنا هذا أفرزت العديد من هذه الشخصيات التى فاقت لوسى بمراحل، وعلى الرغم من فصل البعض مفهوم الشاب «الفرفور» عن مفهوم «الفايمس» أو المشهور، تظل الفكرة مرتبطة فى أذهان الغالبية بأن كليهما سيان باعتبارهما ظواهر خارجة عن المجتمع.
سونيك دياب وبلبل مشاهير الفيس
أما عن من بدأوا تلك الظاهرة فى مصر، فيقول مصطفى جمعة وهو مسئول صفحة «famous models in the world» أنه أصبح معروفًا بالصدفة، ولم يكن يقصد ذلك، ولكنه كان يجلس بالساعات على الفيس بوك فأصبح يحصل على الإعجابات بكثرة مما شجعه للسعى للحصول على المزيد منها.
ويضيف جمعة، أن من أوائل الذين نشروا هذه الظاهرة فى مصر هم «سونيك دياب، بلبل، زين» والذين تخطوا أقصى حد من الأصدقاء على حساباتهم الشخصية على «الفيس بوك» ولديهم آلاف المعجبين والمتابعين. الجدير بالذكر، أنه عند مطالعة صفحاتهم على الفيس بوك، ستجد من امتلأ جسده بالأوشام الضخمة والشعر المضفر الطويل، مثل سونيك، ومن يعمل كعارض أزياء مثل زين والذى امتلأ حسابه بالصور بعدد لا حصر له كما هو الحال بالإعجابات، أما عن بلبل فهو يشبه كثيرًا الدور الذى قام به الفنان أحمد حلمى فى فيلم «بلبل حيران» من حيث الشكل، أما عن صوره فقد حصدت آلاف الإعجابات ويظهر فى معظمها مع فتيات، حيث يتبًعهم الكثير من الشباب ويسيرون على خطاهم كقدوة ومثل أعلى فى كل شىء. ومن الفتيات المشهورات بذلك دونا الفقى، والتى تخرج جزءًا من شعرها من أسفل الحجاب فى معظم صورها.
وحول موقع «ask.fm» الشهير للأسئلة والأجوبة، فقد حصل «محمود أحمد شفيق» الذى لم يتخط 16 عامًا، على أكثر من 2 مليون إعجاب بإجاباته على الموقع، رغم أن كثيرًا من إجاباته تضمنت ألفاظًا بذيئة وردود غير لائقة وبعضها سخرية من أصحاب الأسئلة. يُذكر أن «شفيق» يعمل كموديل، وظهر فى إعلانات أكبر شركات المياه الغازية. ويليه فى الترتيب من حيث أكثر الحاصلين على إعجابات على نفس الموقع « خالد يحيى»، والذى تجاوز معجبيه المليون شخص، ومختار يوسف الذى تجاوز أيضًا المليون، وتليهم فتيات من المعروفات على نفس الموقع ومنهما دونا نوبرت، وفيروز الجندى. مؤامرة غربية ويختلف مؤسسو صفحات «الفيمس» حول أهداف صفحاتهم وفكرة هوس الشهرة، ويعترف محمود حسن 20 عامًا، وهو مدير لصفحة « famous photography» والتى تضم أكثر من 5 آلاف إعجاب، أن فكرة هوس الشباب بالشهرة مقابل التنازل عن الدين والعادات، ما هى إلا فكرة قادمة من الغرب لا محالة، وهى مؤامرة على الشباب العربى لتدمير فكره وإبداعه، وشغله بأمر غير مهم ولن يجدى نفعًا بل تضيع به الأخلاق والقيم والمبادئ التى تربى عليها فى المجتمع العربى.
ويضيف، أنه غير راضٍ عن مظهر غالبية الشباب «الفايمس»، وأنه على الرغم من ذلك أنشأ الصفحة على أمل أن يجد من هم مظهرهم جيد، فليس شرطًا أن يصبح الشاب أو الفتاة مشهورًا بسبب هوسه بالتصوير أو لمظهره الشاذ عن المجتمع وأصوله، ولكن هناك من هم معروفون ومظهرهم جيد فى مصر والعالم، ولكنه فوجئ أن كل ما يتم إرساله على الصفحة هم من اعترض دائما على مظهرهم.
ويتفق معه، أدهم محمد 25 عامًا وهو أحد شباب «الفيمس»، فى فكرة أن لجوء الشباب للبحث عن الشهرة سببه انتشار البطالة والفقر، قائلًا: « واحنا هنعمل إيه يعنى ؟ ماهو مفيش شغل ولا فيه حاجة.. أهو أى شىء يملأ وقت فراغنا ويحسسنا أننا بنعمل حاجة».
ويخالفه الرأى محمود حسن، كما أسمى نفسه وهو مسئول صفحة « famous of Egypt «، فهو يرى أن الهدف من الصفحة، أن يُظهر للعالم أن هناك شبابًا «شيك» على حد قوله فى مصر، فضلًا عن تنمية موهبة التصوير لدى الشباب المصرى.
حفلات صاخبة للفيمس
على مواقع التواصل الاجتماعى لن يخلو محرك بحث منهم، سواء بظهور صفحة أو مجموعة أو حساب شخصى للفيمس، فتجد بعض الصفحات والمجموعات تحمل عنوان « محبى شفيق أو سونيك لافرز» ممن هم مغرمون بتلك الشخصيات المشهورة، وتطور الأمر إلى وجود مجموعات وصفحات لأشهر «الفيمس» فى كل منطقة أو حى فيوجد « فيمس فيصل « و« فيمس مدينة السلام » و« فيمس الهرم»، والتى تقوم بمتابعة أخبارهم ونشر صورهم وحث الناس على الدخول إلى تلك الصفحات والمجموعات لتعريف الناس بهم.
لم يكتف الشباب الباحث عن الشهرة بصفحات ومجموعات مواقع التواصل الاجتماعى، بل نقلوا أنشطتهم إلى أرض الواقع حيث نشرت صفحة «فيمس السلام سيتى» على « الفيس بوك» والمتخصصة فى نشر صور وأخبار الفيمس من منطقة مدينة السلام، صور حفلة لهم تجمعوا فيها وكتب عليها مسئول الصفحة «الشباب كله مظبط نفسه وعامل سويت» مما جعل أغلب تعليقات الصورة بل والصفحة بأكملها سبابًا وشتائم لهم، هذا بجانب نشرها صور بعض الشباب المتشبهين بالفتيات مما جعل البعض يتهمهم بالشذوذ، ومن هذا القبيل الفيديوهات المنشورة عبر اليوتيوب والتى تهاجم هؤلاء الشباب ومنها حلقة برنامج «رخامة على الهوا» والذى هاجم بشدة فيمس مصر، وأيضا برنامج «من الآخر كده» والذى وصف «الفيمس» بالمرض الذى انتشر فى المجتمع، عارضًا صورًا وفيديوهات تتضمن أغرب « تقاليعهم »، كما انتشرت صفحات تعارض بشدة هذه الظاهرة منها صفحة «مكافحة الفيمس» وصفحة «شرطة مكافحة الفيمس» و «ضد الفيمس».
دورهم فى المجتمع تقول داليا عادل 20 عامًا، أن تقليد الفتى للفتاة والعكس ومحاولاتهم بشتى الطرق الوصول للشهرة ماهو إلا اضطراب نفسى وشعور بالنقص.
بينما عبرت سوزى مصطفى 32 عاما، عن استيائها الشديد من مظهر الشارع المصرى بسبب ارتداء الشباب والفتيات ملابس غريبة المظهر، حيث ترى أن هذه الظاهرة تنتشر بكثرة فى الأعياد والمناسبات مما جعلها ترفض النزول إلى الشارع فى تلك الأوقات. وتضيف ماهيتاب الجندى 19 عامًا، أن ظاهرة الفيمس تقليد للغرب حيث ترى أن الشباب فى البلاد الغربية لا يرتدون مثل هذه الأذواق الركيكة.
أما محمد محمود 30 عامًا، فأكد أن فتيات الفيمس يخسرون احترامهم وتقديرهم، خاصة أن بعضهن يرتدين ملابس مثيرة أو لافتة.
وتساءلت منى أحمد 40 عامًا، قائلة: « ما الذى جعل كل هؤلاء مشهورين ؟ ما الذى قدموه للمجتمع ؟ فهل اخترعوا جهازًا يشفى مرضى أو يخدم الناس أم قاموا بتأليف كتاب أفادنا وأضاف لمعلوماتنا، أم مثلوا حتى دورًا أثرت فينا وغيرت من مفاهيمنا؟ ». وتضيف: « هيقولوا إيه لولادهم لما يكبروا ويخلفوا ؟ هيقولولهم كانوا مشهورين ليه ؟ عشان كانت صورهم بتجيب إعجابات كتير ؟!». امتداد لتقاليد «البيتلز» و«الهيبز»
بالعودة للوراء إلى أواخر القرن الماضى انتشر وصف «خنفس »، والذى أطلق على الشباب أصحاب «التقاليع» الغريبة كارتدائهم البناطيل من نوعية «الشارلستون» وعمل قصات الشعر مختلفة، ويعود هذا التقليد إلى فريق الخنافس أو «البيتلز» وهو فريق الروك الذى ظهر فى بريطانيا عام 1960، حيث كان أعضاؤه يرتدون تلك البناطيل، كما كان لهم طرق خاصة فى عمل قصات الشعر، حيث لاقوا رواجًا هائلًا فى العالم كله، مما أدى إلى دخولهم كتاب غينيس للأرقام القياسية من خلال المبيعات الأكثر حول العالم حتى بعد سنوات طويلة من توقفهم عن الغناء ببليون و600 مليون دولار، فى حين جاوزت مبيعات ملك الروك إلفيس بريسلى، ملك البوب مايكل جاكسون، وقد ساعد هذا الفريق على انتشار ظاهرة «الهيبيز» والتى بدأت من الولاياتالمتحدة على يد «ألن جينسبرج»، ويهدف فكر «الهيبيز» إلى رفض العادات والتقاليد وأنماط الحياة فى المجتمع، ومحاولة إيجاد نمط للحياة على نقيض ما هو معروف.
ويشير «جون ال إيزوبوتو» الذى يعد من كبار المستشرقين المنصفين للإسلام فى هذا العصر، فى كتابه «الحرب غير المقدسة..الإرهاب باسم الإسلام»، إلى أن أوضاع المجتمعات الإسلامية حاليًا، تشبه أوضاع القارة الأوروبية فى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، فقد خرجت دول القارة محطمة تمامًا، وانخرط الشباب فى تنظيمات إرهابية مثل الألوية الحمراء فى إيطاليا أو بادر مانهوف فى ألمانيا، وفى بريطانيا اندفع مئات الألوف من الشباب إلى حركات عدمية مثل الهيبز أو الخنافس، وسادت حركات عشوائية فى الموسيقى والفن، إذ أن البطالة صادرت أحلام الشباب فى الفوز بفرصة عمل تتيح له بدء حياة أسرية لائقة بعيدًا عن أجواء بؤر المخدرات والرذيلة. ويعلق على ذلك د. فرج الكامل، أستاذ علم النفس الإعلامى بكلية الإعلام جامعة القاهرة، بأن هؤلاء الشباب الذين يقومون بأفعال غير مألوفة وارتداء ما هو غير مستساغ بالنسبة للمجتمع، ما هو إلا تقليد للمجتمعات الأخرى وهى ظاهرة منتشرة بالعالم كله وليس فى مجتمعنا العربى فقط، أما فى جمع الإعجابات واهتمامهم بها، فأكد على أنه لابد من وجود ما جذب معجبيهم لهم وهؤلاء من أصبحوا « فيمس» استغلوا تلك الإمكانيات فى الحصول على المعجبين خاصة مع انتشار صفحات تدعمهم وتؤيد فكرهم سواء اختلفنا أو اتفقنا معهم فى هذا الأسلوب.
وعلى الجانب الأمنى، صرح اللواء فؤاد علام وكيل جهاز أمن الدولة السابق ل الصباح»، أنه سواء أكانت المسألة الخاصة بالشباب مؤامرة داخلية أو خارجية، يتوجب على مؤسسات الأزهر والإعلام والأوقاف التكاتف لصد هذه الظاهرة بالمعالجات الثقافية والاجتماعية».