حالة من التردى والإهمال يعانيها قطاع الآثار فى مصر، حيث أثبت وزير الآثار محمد إبراهيم فشله فى حماية آثار مصر، التى أصبحت مباحة للصوص، ووصل الأمر إلى قيام بعثات الترميم الإيطالية بسرقة قطع من تلك الآثار وتهريبها إلى الخارج بحجة تعليم طلاب كليات الآثار. مدينة «ماضى » بالفيوم، هى الساحة التى شهدت إحدى وقائع النهب المنظم للآثار المصرية، حيث اتهم متخصصون فى الشأن الأثرى، أعضاء البعثات الإيطالية بسرقة عدد من القطع الأثرية، وهو ما نفاه مسئولو الوزارة لاحقاً، مؤكدين أن ما حدث لم يكن سرقة بل إعارة بهدف تعليم المهتمين بالآثار المصرية، ما فتح الباب على مصراعيه لكثير من الأسئلة يدور معظمها حول طرق التهريب والمشاركين فيها ودور الدولة تجاه الحفاظ على الآثار، وهو ما حاولت «الصباح » كشفه فى السطور التالية. عدد من مفتشى الآثار الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، قالوا إن البعثات الإيطالية التى ترأستها «إدا إبرشانى »، قامت بنقل الآثار إلى خارج مصر فى السنوات الأخيرة، مؤكدين أن جرائم البعثات الإيطالية فى مصر لها تاريخ طويل، فلم يقتصر الأمر على الفيوم فقط، وإنما امتد للأقصر، حيث يتم التهريب من خال شركة «ألينا » التى قامت بنقل العديد من الآثار إلى إيطاليا أثناء ثورة 25 يناير 2011 . كما أشار مفتشو الآثار، إلى قيام مديرة البعثة الإيطالية «إدا برشانى »، بعرض قطع أثرية قامت بجمعها من أنحاء متفرقة من مصر، للبيع، وأن بعضها يعرض فى متحف ميلانوبإيطاليا منذ عام 1992 ، مؤكدين أن ما ساهم فى كشفها مجلة «إيجيبتياكا إيه كوبتيكا »، فى عددها الصادر عام 2011 ، حيث نشرت صورا ومعلومات عن 13 قطعة مهربة، بخلاف عشراتالسرقات والمخازن الكاملة والتى كانت تحت سيطرتها فى سقارة والفيوم. وفى خطوة تظهر مدى سوء المرحلة التى تمر بها وزارة الآثار، نشرت صحيفة «هفنجتون بوست » الأمريكية، تقريرا حول ما تتعرض له الآثار المصرية نتيجة لسوء الأوضاع الأمنية والاضطرابات السياسية فى البلاد، حيث أكدت أن منطقة منشية ناصر أحد الأحياء الفقيرة تشهد اندثار مقابر أنشئت قبل 15 قرنا. مشيرة إلى أن القاهرة القديمة تضم أكثر من 600 موقع تاريخى، وجميعها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمى منذ عام 1979 ، لكنها تقع فى أحياء فقيرة تهدد بقاءها. وأشارت الصحيفة، إلى أن القطع الأثرية التى لا تقدر بثمن تنهب منذ ثورة 2011 ، كما لفتت الصحيفة إلى أن الإدارة الحالية فى المواقع الأثرية المختلفة تعانى عدم المعرفة بقيمة الآثار المصرية، كما تعانى إهمالا شديدا يجعل الآثار عرضة للسرقة والتدمير، محذرة من استمرار الوضع بهذا النهج، ما سيؤدى إلى تدمير معظم الآثار المصرية.