كشف مصدر خاص ل«الصباح» أن أعضاء التنظيم الدولى للإخوان اجتمعوا سرًا هذا الأسبوع فى العاصمة التونسية (تونس) للتصديق على دعم مرشحهم لانتخابات الرئاسة من بين المرشحين الذين تدعمهم الولاياتالمتحدة، بحضور الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب «الوطن»، الذى توجه لتونس فى تكتم شديد، مندوبًا عن السلفيين، واتفق المجتمعون على دعم الفريق سامى عنان رئيس الأركان السابق. وأوضح المصدر أنه تم خلال الاجتماع التوصية بالتزام «خطة مزدوجة» لتفتيت أصوات المؤيدين لحكم أحد القادة العسكريين السابقين عن طريق الإساءة للمشير عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، القائد العام للقوات المسلحة، ودعم عنان، بمساعدة تكتل القوى السلفية ومن بينها حزبا «النور» و«الوطن». وكشف المصدر عن اجتماع آخر عُقد مؤخرًا بمنزل الدكتور أيمن السيد أحمد على، رئيس لجنة الشئون الخارجية السابق برئاسة الجمهورية، جمع بين «عنان» وأحد قيادات الإخوان للاتفاق على دعم الإخوان له، من خلال عقد لقاءات مع كبرى الصحف والفضائيات الدولية، وعلى رأسها «سى إن إن» و«بى بى سى»، والعديد من الصحف الكبرى. مقابل ضمان «العودة الآمنة» للجماعة إلى الحياة السياسية حال فوزه بمقعد الرئاسة. وأشار المصدر إلى الإخوان أجلت الإعلان عن حملة تأييد ترشح عنان منذ أسبوعين، لحين موافقة جميع القيادات، مؤكدًا أن الجماعة ستدعمه ب«مبلغ كبير» من خلال مكتب إنجليزى متخصص لحملات الإعلامية للرؤساء، وسيبدأ المكتب عمله خلال الأيام المقبلة. الخطة بات تظهر معالمها بالفعل بإعلان صفحات «دعم الشرعية» التابعة للإخوان عن دعمها لترشح عنان، مؤكدة أنه «ساند الإسلاميين من قبل»، وأن عودته لسدة الحكم بعيدًا عن طنطاوى وتلميذه السيسى كفيلة بدعم عودة الإخوان للحياة السياسية، بعد إعادة تغيير جلدهم بتقديم استقالات رسمية من حزب «الحرية والعدالة»، ومن جماعة الإخوان بمحاضر موثقة فى أقسام الشرطة، تكفل لقيادات الصف الثانى وأفراد عائلاتهم الترشح للبرلمان الجديد كمستقلين. ولأنهم يعولون على عدم وجود تكتل حزبى منظم منافس لهم، فإن فرصهم فى الفوز بأغلبية فى المجلس الجديد ستكون «كبيرة جدًا»، على حد قولهم. و فى مقابل انتشار الدعاية الانتخابية للمشير السيسى، واستعداده لخوض الانتخابات الرئاسة، يلعب عنان جاهدًا على كل الجبهات، وسط شبه الإجماع الذى يحظى به السيسى، من أجل اكتساب قواعد شعبية جديدة له خاصة فى الجماعات الإسلامية وأنصارها الذين يتهمون السيسى بتدبير «الانقلاب على الشرعية» فى 30 يونيو الماضى. من جهة أخرى، كشفت مصادر عن لقاء جمع مؤخرًا بين عنان والدكتور «عبد الغفور»، المساعد السابق للرئيس المعزول محمد مرسى لشئون التواصل المجتمعى ، لمحاولة إقناعه بدعمه فى الانتخابات الرئاسية القادمة. واللافت أن الجبهة السلفية بدأت بالفعل تشير إلى ضرورة إعلان السيسى قبل ترشحه للرئاسة عن تفاصيل فض اعتصامى «النهضة» و«رابعة»، موضحة فى تصريح على لسان ياسر برهامى نائب رئيس جماعة «الدعوة السلفية» أن «نسبة 10% على الأقل من السلفيين يعتبرون السيسى مسئولًا عن فض الاعتصام ومقتل الآلاف»، حسب قوله، وهو ما يشير إلى تغيير جوهرى فى موقف «الدعوة» بعد ادعاء الجبهات السلفية وحزب النور عن دعم الدستور الجديد وخريطة الطريق. وعلى الجانب الآخر، يتحرك عنان لاستغلال نفوذه وانتمائه ل«السجادة العنانية»، وهى طريقة صوفية متفرعة من إحدى طرق المتصوفة، حيث أكدت حملة «كن رئيسى» المطالبة بعنان رئيسًا للجمهورية، أن «عنان» قادر على حشد أصوات من داخل الصف الصوفى تحديدًا، باعتباره منتميًا للسجادة العنانية، وأشارت على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، إلى أنه يدرك مدى نفوذ السيسى، ورغم ذلك فهو قادر على تحقيق نسب قوية، خاصة أن عائلة «عنان» ستعطى أصواتها له بالتأكيد، مع ضمان باقى أصوات أتباعها. إلا أن أحدًا لا يستطيع أن يراهن على أصوات الصوفية نظرًا للمكانة الكبيرة التى يكنها قادة الصوفيين للمشير السيسى ابن حى الحسين الذى كان والده أحد رجال الأعمال الذين يتولون رعاية وخدمة اجتماعات المتصوفة واحتفالاتهم الدينية فى مولد النبى (ص) ومولد الحسين وغيرها. وأضافت المصادر أن عنان يمثل طوق النجاة لجماعة الإخوان، ووسيلتها الوحيدة للعودة إلى الحياة السياسية مرة أخرى بعد الرفض الشعبى الكاسح لها، ولجوئها لأعمال العنف، مشيرة إلى أن الفريق عنان المعروف بصلاته القوية مع الإدارة الأمريكية والإخوان معًا يمكن أن يضمن «العودة الآمنة» للجماعة مرة أخرى للحياة السياسية، بمباركة أمريكية، فى إطار مبادرة يتم الترويج لها بقوة تتضمن وقف جميع أعمال العنف وتغييرات واسعة فى صفوف قيادات الصف الأول بالجماعة التى يرفضها المصريون، بالإضافة إلى حزمة من الدعم الاقتصادى بضمانات أمريكية . وقالت المصادر إن التنظيم الدولى لجماعة الإخوان رصد دعمًا ماليًا لحملة عنان خلال انتخابات الرئاسة المقبلة، مشيرًا إلى أن الجماعة كانت قد بادرت بالاختيار بين ثلاثة مرشحين أساسيين تم طرح أسمائهم، وهم الفريق سامى عنان، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، والدكتور سليم العوا، وبعد النظر إلى طريقة عمل كل مرشح منهم على الأرض تم التوافق على تأييد عنان ودعمه من خلف الكواليس دون الإعلان عنه مرشحًا رسميًا للجماعة. وكشفت المصادر أن الحملة ستبدأ فى تدشين شبكة مقار لها بمختلف المحافظات، بهدف الترويج للفريق عنان، فضلاً عن جمع توكيلات له، مشيرة إلى أن شراء وتأجير المقار سيتزامن مع تدشين عدة صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى.