هذه هى معركة الأيام الأخيرة بين الإخوان والدولة قبيل الاستفتاء على الدستور، المقرر له 14 و15 يناير الجارى، فالجماعة تحشد أنصارها لإفشال عملية الاستفتاء على الرغم من محاصرتها أمنيًا، بينما عمليات القبض على القيادات مستمرة، خاصة بعد اكتشاف أن بعض أبناء قيادات بالتنظيم منضمون لجماعة «أنصار بيت المقدس»، واعترافهم بارتكاب عمليات إرهابية، ولعل تلك كانت ضربة قاصمة للجماعة فى الداخل والخارج. مصادر من داخل جماعة «الإخوان» أكدت أن هناك نسبة من الشباب والنساء سيقومون بالتصويت ب«لا» على الدستور، فى محاولة للتأثير على عملية التصويت، فيما تعلن الجماعة وقيادات «تحالف دعم الشرعية» الإخوانى، رفضها القاطع للمشاركة فى الاستفتاء بدعوى «رفض كل ما بنى وما تحاول أجهزة الدولة بناءه بعد 30 يونيو.» وكشفت مصادر أمنية ل«الصباح» أن الإخوان سيتبعون طرقًا كثيرة لمحاولة إفشال التصويت، منها الاتفاق مع بعض البلطجية والخارجين عن القانون فى مناطق عشوائية بمحافظة الغربية لتعكير صفو عُرس الاستفتاء مقابل 10 آلاف جنيه للواحد، كل فى منطقته خلال يومى الإدلاء بالتصويت، على أن يكون دور البلطجى ومعاونيه هو إثارة البلبلة أو افتعال المشاجرات أمام لجان الاستفتاء خاصة اللجان التى تصوّت فيها النساء. وأكدت المصادر أن الأجهزة الأمنية رصدت خططًا للتنظيم منها انتشار مكثف للأطفال تابعين للجماعة وفتيات للوقوف فى الطوابير من أجل تعطيل التصويت، ومن المقرر أن تتنازل فتيات جماعة الإخوان عن زيهن المعروف، وهو الخمار ليرتدين ملابس عادية ويظهرن بالحجاب أو بالملابس «المودرن»، وذلك ليبعدن الأنظار عنهن لاستكمال مخططهن. وهذا ما كن يفعلنه فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى أثناء مشاركاتهن فى انتخابات مجلس الشعب الماضية. ومن جانبه، قال الدكتور سامح عيد الخبير فى شئون الجماعات الاسلامية إن جماعة الإخوان تعانى هذه الأيام من نقص شديد فى قياداتها، وهذا ماسيحول من مخططاتها لإفشال عملية الاستفتاء، لافتًا إلى أن حوالى 8 آلاف من قيادات الإخوان داخل السجون وأسرهم يتم الانفاق عليهم من قبل الجماعة، كما تنفق الجماعة على حوالى 10 آلاف أسرة أخرى لقيادات الإخوان الباقين الهاربين. وأضاف عيد أن شباب الجماعة «ينتحر سياسيًا» وسيواصل العنف أثناء الاستفتاء على الدستور، وكذلك خلال احتفالات الشعب المصرى بثورة 25 يناير، موضحًا أن الفترة المقبلة ستشهد آخر أيام عنف الاخوان، بعد موافقة الشعب على الدستور. وتابع: التنظيم الدولى ربما يخطط لتفجيرات بالتعاون مع الأذرع المسلحة أمثال جماعة أنصار بيت المقدس، والجماعات التكفيرية الأخرى بدعم من دول مثل قطر وتركيا. ومن جانبه أكد طارق أبو السعد القيادى المنشق عن جماعة الإخوان أن نهاية العنف بالنسبة لجماعة الإخوان فى فبراير المقبل، مؤكدًا أن الجماعة لم يبق معها إلا بعض طلاب المدارس والجامعات. وأوضح «أبو السعد» أن الإخوان لم يبق أمامها إلا أيام 14 و15 و25 يناير، وكذلك 11 فبراير، مشيرًا إلى أن شباب الجماعة سيصدمون بواقع مؤلم عندما يكتشفون أن قياداتهم باعوه. وشدد «أبو السعد» على أن فرص المصالحة مع النظام تنتهى عندما يغادر كل من عمرو دراج ومحمد على بشر وجمال حشمت مطار القاهرة، متوقعًا انضمام شباب جماعة الإخوان إلى العناصر المسلحة بعد ضياع حلم عودة رئيسهم «مرسى»، منوهًا إلى أن مجموعة منهم ربما «تفيق من غفلتها وتعود إلى الشارع المصرى مرة أخرى بعد أن تعلن تنصلها من كل ماضٍ يربطها بالجماعة الإرهابية».