ربما لم يترك أحدا إلا وانتقده.. قد يراه البعض شخصية عادية لا تستطيع التأثير فى الآخرين لكنه دون منازع كان الشخص الأكثر قدرة على الحشد وتوجيه المواطنين للنزول فى تظاهرات مليونية خلال الشهور الأولى لحكم مرسى وحتى عزله يوم الثالث من يوليو 2013. توفيق عكاشة الإعلامى المصرى القادر على تحريك حزب الكنبة وإقحامه فى الحياة السياسية خلال 2013 ليكون شرارة ثورة 30 يونيو.. فمن خلال قناة الفراعين استطاع عكاشة رغم الاختلاف على توجهاته وعدم الاقتناع بموهبته الإعلامية أن يقدم رسالة تحريضية على التظاهر ضد الإخوان.. واعتقد بعد نجاح 30 يونيو أنه سيكون صاحب دور فى المنظومة السياسية، وأنه سيصعد بقوة ليزامل المقربين من السلطة.. لكنه فوجئ بعدم وجود اسمه فى لجنة الخمسين لكتابة الدستور فهاجمها وتحدث عن عيوبها عبر شاشة الفراعين.. عكاشة لم يترك شخصًا إلا وعاداه خاصة هؤلاء المقربين من النظام والمؤسسة العسكرية وربما يكون ذلك نابعًا من تجاهله.. لكن إحقاقًا للحق فمعظم نبوءاته تحققت ورؤيته السياسية للأحداث لم تخطئ فى معظم الأوقات فضلًا عن أنه توعد بفضح مخططات من وصفهم بالطابور الخامس قبل إغلاق قناته الفراعين بسبب ديون عليه للدولة، وهو ما تم ربطه بحلقة أذاعها لمرتضى منصور سب فيها الأخير إعلاميين ووزراء وشخصيات عامة. توفيق عكاشة المولود فى الرابع والعشرين من يناير عام 1967 بدأ مشواره الإعلامى عام 1991 كما أن نشاطه السياسى برز بعد ثورة 25 يناير من خلال قناة الفراعين وتأسيس حزب مصر القومى. وكانت أبرز طموحاته عضوية مجلس الشعب وهو ما تحقق له عام 2010 مرشحًا عن الحزب الوطنى فى نبروه. وفى انتخابات مجلس شعب الإخوان لم يستطع عكاشة حصد مقعد فى البرلمان رغم ترشحه على رأس القائمة عن حزب مصر القومى. توفيق عكاشة خلال 2013 ربما يكون محركًا للتظاهرات ضد الإخوان، لكنه اكتسب شهرة أوسع من خلال برنامجه مصر اليوم بعفويته وكلامه باللهجة الفلاحية واعتماده على طبقة واسعة من المهمشين فى ريف مصر ممن يؤمنون أن الرجل مدعوم من جهة سيادية لذلك يعلم ما لا يعلمه آخرون. عكاشة الذى اتهم السيسى بأنه إخوان لعمله تحت قيادة مرسى ثم عاد ليمجده فى ثورة الثلاثين من يونيو.. ثم انقلب على الرجل بعد تجاهله يقلب مواقفه وفقًا لأهدافه، ولا ينسى له خلال 2013 إشارته للشعب الذى سيوافق على دستور لجنة عمرو موسى بقوله : «اشربوه».. بعد غلق قناة الفراعين فى 2012 عادت للنور مجددًا فى التاسع من مارس 2013 بعد توقف استمر 7 أشهر، ولم يكن نظام الإخوان ومرسى يعلم وقتها أن عكاشة سيكون أحد محركات مظاهرات 30 يونيو وداعمًا لفكرة تحريك حزب الكنبة من مكانه. لقطة العام بالنسبة لتوفيق عكاشة قراره يوم السابع عشر من يوليو 2013 باعتزال الإعلام ووقف برنامجه مصر اليوم مؤكدًا أن هذه آخر حلقات برنامجه، وأنه لن يعود إلا لو استشعر أن مصر تواجه خطرًا حقيقيًا لكنه عاد مجددًا وانتظم فى إذاعة حلقات برنامجه قبل الخروج بخريطة جديدة بعد فترة توقف استمرت نحو 50 يومًا أغلقت فيها قناته بحكم قضائى.. وعاد باعتذار شهير للمشاهدين على ما قاله مرتضى منصور عبر شاشته وسب شخصيات ذات ثقل فى الدولة. ربما تكون عفويته وتلقائيته سببًا فى اعتباره كوميديان الإعلام المصرى.. لكن لا أحد يستطيع إنكار أن عكاشة يقدم عبر شاشته رسالة إعلامية مهمة تحمل رسائل ضمنية ومعظم رسائله تحمل توجهات مرحلة شديدة الخطورة.