تأكيدا لما انفردنا به فى عددنا قبل الماضى عن اجتماعات الإخوان وممثلى الإدارة الأمريكية ومندوبى تنظيم القاعدة فى منزل أبو أنس الليبى فى طرابلس قبل اعتقاله للاتفاق حول الخروج الآمن للقوات الأمريكية من أفغانستان مقابل تسهيل نقل مقر تنظيم القاعدة من أفغانستان إلى سيناء.. أكد الدكتور محمد حمزة، رئيس منتدى الشرق الأوسط والخبير الاستراتيجى، فى حواره مع الإعلامى محمود الوروارى ببرنامج «الحدث المصرى» المذاع على قناة العربية، أن السفير رفاعة الطهطاوى كان همزة الوصل بين أمريكا وتنظيم القاعدة من أجل تأمين الخروج الآمن للقوات الأمريكية من أفغانستان فى عام 2014، وتم هذا الأمر بمباركة من قيادات جماعة الإخوان، كما أن الرئيس المعزول أجرى اتصالا هاتفيا مع أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، من أجل بحث الخروج الآمن للقوات الأمريكية، وهذا ما انفردت «الصباح» بنشر تفاصيله كاملة منذ أسبوعين. ونوه إلى أن هناك اجتماعا جرى بين الإدارة الأمريكية وعصام الحداد، القيادى الإخوانى، من أجل بحث أمور ترتيبية لخروج القوات الأمريكية من أفغانستان، ثم تم عرض الأمر على مكتب الإرشاد ولاقى ترحيبا من المكتب، وأرسل وفداً من قيادات الجماعة للقاء مع قيادات تنظيم القاعدة فى ليبيا، وعلى رأسها أبو أنس الليبى من أجل التواصل مع باقى قيادات تنظيم القاعدة. وأوضح فى حواره أن هناك خطرا قادما على مصر من ليبيا هو الإرهابى ثروت صلاح الذى كان محكوما عليه بالإعدام مرتين، وكان تابعا للقاعدة فى ليبيا وأصبح أميرا لها هناك ويدرب أعضاء التنظيم، وأيضا حامد محمد على مشعل، وهما صاحبا اليد الأولى فى رعاية الإرهاب بمصر. وثروت صلاح شحاتة صلاح هو واحد من أهم كوادر تنظيم الجهاد المصرى، وكان عضواً فى مجلس شورى الجهاد، قبل أن يتحالف تنظيم الجهاد مع تنظيم القاعدة عام 1998. وقضى ثروت ثلاث سنوات فى السجون المصرية فى (قضية الجهاد الكبرى)، وصدر عليه حكمان غيابيان بالإعدام من محاكم عسكرية، الحكم الأول فى قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقى عام 1994، والثانى فى قضية «العائدون من ألبانيا» عام 1999، ووصل شحاتة إلى ليبيا فى أكتوبر 2012 بعد انتهاء العقوبة التى صدرت بحقه فى تركيا، بتهمة دخول الأراضى التركية بدون الحصول على تأشيرة قادمًا من إيران، التى أمضى فيها عدة سنوات بعد سقوط حكم حركة طالبان فى أفغانستان، ويذكر أن ثروت أصدر بيانا فى 2012 يدعم فيه محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة الماضية، وطالب كل التيارات الإسلامية فى مصر أن تدعم مرسى وجماعة الإخوان للوصول إلى حكم مصر، وهذا ما يؤكد العلاقة القوية التى تجمع بين الإخوان وتنظيم القاعدة. وأفادت مصادرنا داخل إحدى الجهات السيادية أن صلاح شحاتة أصبح مسئولا رسميا عن تنظيم القاعدة فى ليبيا، بعد القبض على أبو أنس الليبى منذ شهور، وأنه يقوم الآن بتدريب الميليشيات المسلحة هناك من أجل تنفيذ عدة عمليات كبرى فى مصر وسوريا وتونس، وأن ميليشياته تستعد خلال الفترة القليلة المقبلة لتنفيذ عمليات إرهابية ضد سفارات الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا فى دول الربيع العربى، وأن ثروت يقود أهم التنظيمات المسلحة الموجودة فى ليبيا والتابعة للقاعدة بالقرب من الحدود المصرية الليبية، ويمتلك ثروت وميليشياته أسلحة عديدة ومتطورة استطاعوا سرقتها من مخازن السلاح الخاصة بجيش القذافى بعد الثورة الليبية والانفلات الأمنى الذى تبع الثورة، وأن عددا كبيرا من الأسلحة الليبية دخل مصر خلال عام 2012 عن طريق ثروت من خلال الحدود المصرية الليبية، وجزء منها ذهب إلى غزة لدعم ميليشيات ممتاز دغمش هناك، والجزء الآخر تم تخزينه فى مخازن السلاح التابعة لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر، وأشارت تقارير مخابراتية أن ثروت هو المسئول الآن عن استقبال العناصر التابعة للإخوان المسلمين، ومعظمهم من الشباب بعد هروبهم من مصر إلى ليبيا بعد ثورة 30 يونيو، وأنه يتكفل بهم وبتدريبهم وتسليحهم بأعلى أنواع الأسلحة الممكنة؛ استعدادا لتصديرهم مرة أخرى إلى مصر للقيام بعمليات إرهابية ضد سفارات ومنشآت عامة وتنفيذ اغتيالات ضد شخصيات سياسية وإعلامية معارضة لجماعة الإخوان. ومهمة ثروت خلال الفترة المقبلة تكمن فى سيطرة تنظيم القاعدة على أجزاء كبيرة من ليبيا، مستغلا الفوضى الموجودة هناك، وتصدير السلاح والجنود للدول المجاورة من أجل إحكام السيطرة على بعض الدول، استعدادا لنقل المقر الرئيسى للقاعدة من أفغانستان إلى اليمن ثم إلى سيناء. ومن أخطر ما توصلنا إليه من خلال بعض التقارير الأمنية التى وصلت إلينا أن ثروت ودغمش يستعدان الآن لتأسيس جبهة النصرة المصرية، على طريقة جبهة النصرة فى سوريا، والجبهة معروف عنها تبعيتها لتنظيم القاعدة، وأن دغمش وثروت يقومان الآن بتدريب عناصر مسلحة فى غزة وليبيا، استعدادا لتهريبهم إلى مصر عن طريق الأنفاق الحدودية بين مصر وغزة وعن طريق الحدود الليبية أيضا لبدء عملياتهم المسلحة على الأراضى المصرية ضد الجيش المصرى لإنهاكه فى سيناء، وأكدت التقارير أن جبهة النصرة ستتخذ من سيناءوالشرقية مقرين رئيسيين للجبهة، حيث إن معظم مخازن السلاح الذى تم تهريبه إلى مصر خلال حكم الإخوان موجودة فى محافظتى الشرقية -وتحديدا فى مركز فاقوس- وسيناء وأن عددا قليلا من المخازن موجود فى القاهرة وبعض قرى الجيزة وقرى محافظة البحيرة -وعلى رأسها دمنهور- وأسيوط. وأن هناك اتصالات مكثفة بين الجماعة الإسلامية فى مصر وعناصر القاعدة فى الداخل والخارج عن طريق محام شاب تابع للجماعات الإسلامية، ويعتبر حلقة الوصل بين الطرفين، ويقوم بتسهيل التكليفات التى يتلقاها من عناصر القاعدة فى ليبيا وغزة، وهو مسئول أيضا عن تتبع الموقف القانونى للمهاجرين المصريين إلى أفغانستان، من أجل تسهيل عودتهم إلى مصر خلال الفترة المقبلة، وأنه كان يقوم بنفس الدور إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، وأنه كان مسئولا عن دخول عدد كبير من المجاهدين إلى مصر خلال عامى 2011 و2012. وأشارت مصادرنا أن هناك اجتماعا تم بين محمد الظواهرى وقادة التنظيم فى عدد من الدول الإسلامية على رأسهم الوحيش، أمير التنظيم فى اليمن، وثروت صلاح، أمير ليبيا، طالب فيه الظواهرى معاونيه بتسهيل تأسيس جبهة النصرة فى مصر لتكون الخطوة الأولى نحو الدخول التاريخى لتنظيم القاعدة إلى مصر. وأفادت التقارير الأمنية خلال الأيام الماضية بأن تنظيم ثروت صلاح هو المسئول عن قتل جنود العريش يوم الأربعاء الماضى، وأنه مسئول عن مد الميليشيات الإرهابية فى سيناء بالسلاح الذى تستخدمه فى قتل الجنود، ومهاجمة المنشآت الحيوية، وأكدت التقارير أن المخابرات الأمريكية والبريطانية رصدت خلال الفترة الماضية مخططات إرهابية، يستعد ثروت وميليشياته لتنفيذها ضد سفارات أجنبية على الأراضى المصرية، وضد إسرائيل، وأن أجهزة المخابرات الأجنبية أرسلت ما يشبه التحذير للمخابرات المصرية من خطر هذه الجماعات المسلحة القابعة على الحدود المصرية الليبية والتى امتد نفوذها إلى داخل مصر.