كانت استثماراته الناجحة فى مجال العمل الإعلامى، والتى بدأت بإنشاء «قناة دريم» فى فترة لم يكن أحد يعرف فيها شيئا عن الاستثمار الفضائى، سببا فى دخوله حقل الأشواك الذى أثر سلبا على استثماراته الصناعية، ولكنه لم يخضع لأى ابتزاز أو تهديد، واستمر فى طريقه برغم الحروب التى قامت ضده فى عهد نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، واستمرت خلال حكم الإخوان، فرجل الأعمال والصناعة، أحمد بهجت، كشف فى حواره مع الإعلامى يوسف الحسينى خلال برنامجه «السادة المحترمون» على قناة «أون تى فى»، كم الضغوط التى تعرض لها خلال حكمى «المخلوع» و«المعزول»، وتحدث عن تقييمه للوضع الاقتصادى وحال الصناعة المصرية، وعن دور رجال الأعمال فى النهوض بالاقتصاد الوطنى وتوفير فرص عمل للشباب.. وإلى الحوار: ما تقييمك لحكم الإخوان؟ فى مارس 2011 نجحوا فى كسب تعاطف الشعب المصرى معهم ومع التيار الدينى بشكل عام، نتيجة الإحساس الطبيعى بأنه تم قهرهم على مدار الأعوام الماضية، ومن هنا جاءت رؤية بعض الشعب المصرى بأحقيتهم فى أخذ فرصة ليثبتوا كفاءتهم التى يتحدثون عنها أمام الشعب، إلا أن الانتخابات الرئاسية لم تكن هينة عليهم، بل جاءت بمعارضة شعبية شرسة، ونجحوا فيها بالكاد، فأنا من الناس التى لم تنتخبهم، ولكن حقيقة الأمر أن الشعب تقبلهم، وتقبل محمد مرسى كأول رئيس شرعى منتخب، فى ظل توقف عجلة الإنتاج على مدار عام كامل، من سياحة وتجارة وصناعة، بالإضافة إلى انخفاض معدلات الاستثمارات الأجنبية بشكل كبير، كل ذلك كان يوجب على المصريين منحه الفرصة كاملة، وأن يحظى بدعم كامل. وبدأ مرسى مشواره الرئاسى بدون أى عواقب، حتى بعد فشله فى تحقيق وعوده بالمائة يوم الأولى، لم يحدث شىء يستدعى الخروج ضده، ولكنه فى النهاية فاجأنا بإعلان دستورى يقضى بتحصين كل قراراته الماضية والحاضرة والمستقبلية، وهذا لم يحدث حتى فى العصور الملكية، وكان هناك نوع من «الخضّة» للشعب المصرى بأكمله، وكانت بداية النهاية للمجموعة الحاكمة فى تلك الفترة، التى تناست أن الشعب المصرى خارج من ثورة كبيرة، وأنه ليس من الممكن أن يتقبل بهذه البساطة خطفهم للبلد بتلك الطريقة. • وماذا عن رد فعل الإعلام؟ كإعلام واجهنا مشكلة كبيرة، وأنا بشكل شخصى، طوال عمرى عندى العديد من المشاكل، وخاصة منذ عام 2002 عندما نصح محمد حسنين هيكل الرئيس الأسبق مبارك بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية مرة أخرى، ووقف مشروع التوريث، وهنا بدأت الغضبة الكبرى على استثمارات «بهجت»، وبعد 3 أيام استدعانى محافظ البنك المركزى الأسبق الدكتور محمود أبو العيون، وقيل لى: «أمامك بعض الأوراق ستعرض عليك لتوقع عليها وتذهب إلى البيت، وإلا ستذهب إلى طرة». • وما حقيقة هذه الأوراق؟ تنازل عن كل ما أملك، وأنا بصفتى ضامنا لكل ديون أى شركة داخل المجموعة حتى لو أملك فيها أقل نسبة، حينها شعر أبو العيون بالحرج، وقال «مش عارف أقول لك إيه؟» فقلت له: أنا أعلم كل شىء وأعطنى الورق لأوقع عليه. • مرت مرحلة كان يقال فيها إن الدكتور أحمد بهجت من الرجال المحظوظين فى هذا الوطن، وعنده امتيازات كبيرة لمصانعه وكل ممتلكاته ولكن بعد عام 2002 وجدنا حالة من الغضب ضدك.. هل كانت قناة «دريم» وراء ذلك؟ بالفعل قناة دريم كانت السبب الرئيسى وراء اختلال علاقتى بنظام مبارك بأكمله، وما حدث ببساطة أننا عشنا فى الدولة العميقة، وقرارات الأنظمة السابقة مستمرة طوال نظام الإخوان وحتى اليوم، وخلافاتى لم تكن مع أشخاص إلا فى الفترة الأخيرة، عندما كانت مع فاروق العقدة محافظ البنك المركزى السابق، الذى أقسم أنه سيدمر شركاتى لخلاف شخصى معه، ولكننا بفضل الله وبفضل إعلامنا تجاوزنا تلك المرحلة وفتحنا أبواب الحرية بشكل غير مسبوق. هل تعتبر ذلك تجاوزا أم حرية من وجهة نظرك؟ الحرية فى دول الشرق الأوسط محدودة جدا، فكنا محظوظون برئيس يمتلك الصبر إلا أنه لا يمتلك روح الانتقام، فكان يوجهك «بخبطة» بسيطة فى الكتف دون أن تكسرك، وهذا هو الفرق بين نظام مبارك ونظام مرسى الذى لم يستطع الصبر 3 شهور فقط، حيث بدأت التهديدات، التى انتهت بغلق وتصفية القناة، وبالفعل كانت خطتهم وضع رجال الأعمال والإعلام بالسجن، وكان هناك نوع من الغلّ، تمثل فى خطابات تذهب إلى وزير المالية بأسماء رجال الأعمال لتصفيتهم، بأسلوب حاقد غير منطقى، فمشكلة الجماعة الرئيسية فى رأيى الشخصى أنهم كانو يفكرون فى الماضى وليس فى المستقبل. فكان النظام السابق يعتبر حرية الإعلام تجاوزا واضحا، ورغم ذلك استمرت قنوات دريم فى رفع سقف الحريات، برغم عدم تدخلى بأى شكل فى مهنية القناة وما زلت، ولا يمكن أحد أن يصدق أننى أوجه مذيعًا أو صحفيا، ولم يحدث أن تصدت القناة للدفاع عنى أمام السلطة الغاشمة التى كادت تدمر ممتلكاتى وقت مرورى بالعديد من المشاكل أثناء نظام مبارك. • بمعنى؟ هل تتذكر عندما همس مرشدهم «القصاص القصاص» فى أذن الرئيس المعزول محمد مرسى.. ما أقصده أنه كان عليهم التفكير بمنطق «قل لى بكرة فيه إيه، متقوليش امبارح حصل إيه»، فمصر بها من الخيرات الكثير وغير مستخدمة، وتحتاج لرؤية مستقبلية لاستغلالها. فالعديد من الشعب المصرى اليوم أصبح لديه حالة من اللامبالاة فى نظرته المستقبلية، وخاصة فى عملية توظيف الشباب التى تعلن عنها الشركات للمساهمة فى القضاء على البطالة، فلدينا مشكلتان حقيقيتان، أولاهما أن الشباب المصرى لا يريد أن يعمل أو لا يجيد القدرة على العمل، فعندما يأتى ويتعلم، يذهب للعمل فى مكان آخر، وهذه تمثل خطورة فى حد ذاتها. وثانيهما، أن المواطن المصرى لا يدرك قيمة العمل ذاته، وليس هناك أى إتقان فى العمل، وهى تعد إحدى المشاكل الرئيسة التى نعانى منها فى كل شىء، فالدين الإسلامى يحث على الإخلاص فى العمل والدقة فى الإنجاز، وهى تمثل قضية مخيفة فى حد ذاتها، ففى حرب 1967 عندما استنفر الشعب بأكمله من أجل التحضير لحرب أكتوبر المجيدة، كان الموظف يعمل بإخلاص، فكانت هناك حالة ثورة داخلية لعودة الكرامة للمصريين مرة أخرى، حتى تمت أبرع ملحمة فى تاريخ مصر الحديث، وقهر الجيش المصرى إسرائيل. • ولكن من الواضح أنكم دفعتم الفاتورة غالية جدا ثمنا للحرية التى تمتعتم بها فى قنوات دريم، كيف ذلك؟ بالفعل، أتذكر أنه عندما قامت منى الشاذلى بعمل لقاء مع مرشد الإخوان محمد بديع ودار الحوار بخلفية ولوجو الإخوان، فى عام 2010، بعدها قالت القيادات المصرية لفظا «اذبحوه» لأنه تجاوز كل الخطوط، بعدها قالت «منى الشاذلى» إنها لن تعتذر عن اللقاء، فأنا الذى دفعت الثمن وليست هى، فكانوا دائما ينكلون بصاحب القناة وليس بالمذيع. وأسوق لك العديد من الأمثلة فى هذا الإطار، أبرزها، عندما سدّدت كامل حقوق أرض «دريم لاند» فى عام 2007، وبعدها فوجئت بوزاة التعمير تطالبنى بمبلغ 580 مليون جنيه حق طريق فى شارع طريق الواحات، وهو ثمن نصف الطريق بالإضافة إلى ثمن المتر فى الهواء، وبعدها قام وزير الإسكان أحمد المغربى بعمل إعلانات فى الجرائد بحظر التعامل على أراضى «دريم لاند»، برغم أننى أمتلك المخالصات الكاملة وحتى اليوم لا تزال تلك القضية قائمة، فكل ذلك عبارة عن انتقام، فكان هناك نظام يتعامل بغل وانتقام، وعندما قام نظام الإخوان بقطع الإرسال من استديوهات دريم لاند، كان ذلك انتقاما أيضا، بأوامر الوزير الإخوانى «صلاح عبد المقصود»، ولكن حققنا مكاسب فى تلك القضية. • اسمح لى أن أسألك بشكل مختلف، أنت رجل وقع عليك الضرر بشكل كبير بسبب مشروعاتك الإعلامية.. «محرمتش»؟ فى اعتقادى الشخصى أننا لم نستخدم وسائل إعلامنا لتصفية حسابات، ولم يحدث أن اتهمنا أحدًا بما ليس فيه، ولكننا استخدمنا أسلوب الدفاع ضد المواقف الهجومية علينا، ولم ندع على أحد ظلما أو زورا، ولم ألجأ لهذا الأسلوب أبدا وكان عرضنا للحقائق فقط. • ما الدافع لرجل الأعمال لأن يدخل فى صناعة الرأى التى بالفعل تسبب له أضرارا؟ لم نكن نتصور بأن هناك ضررا، وإلا لم نقدم على ذلك، وكل ما فكرنا فيه، وكنا مجموعة من 15 رجل أعمال، هو إنشاء قناة واحدة، إلا أن روح العمل الجماعى فى مصر كانت فى حقيقة الأمر معدومة، ولم نتفق فى أول اجتماعاتنا، إلى أن خرجت فكرة قناة «دريم1» وانطلقت بعدها بشهرين قناة المحور، وانطلقت ببرامج منوعات وكليبات مزيكا، ونجحت بالفعل القناة الأولى، لتأتى فكرة قناة أخرى، تناقش الأمور الدينية والثقافية والاجتماعية، وتم بالفعل عمل قناة «دريم2» وبدأ معنا رحلة المذيعين النجوم، وارتفعت نبرات الحرية لديهم وتسابقوا فى النقد والحرية، وبدأت بالفعل ثورة حرية الإعلام، وأكبر دليل على ذلك ما قاله «صفوت الشريف» من محبسه فى سجن طرة «غلطتنا أننا تركنا قناة دريم وجريدة المصرى اليوم، لأنهما هما من صنعوا الثورة»، وبفضل الله ساعدتنا الظروف. • تضررت ماليا بسبب استثماراتك الإعلامية، وأثر ذلك على استثماراتك الصناعية، حتى قيل إن مجموعة «بهجت» انتهت، فما حقيقة ذلك؟ لا أحد ينكر أنه وقع علينا ضرر مالى كبير، ولم يكن ذلك يقلقنا، بقدر قلقى على العمالة التى كانت تعمل فى شركاتى، ف«العقدة» كان يسعى لتخريب شركاتى، وكان يفعل ذلك بسعادة بالغة دون أى تعليمات، فظل يضيق الخناق متعمدا على الشركات حتى أضر بمصالح العمالة بها وتسبب فى تهجيرها، فمنعنى أن أعمل مع أى بنك ورفض إعطائى أى تمويل، ومنذ 2008 نتعامل مع البنوك «كاش» بدون أى تسهيلات، مما أضر بالشركات وكانت نتيجته تقليل عدد العمالة، وارتفعت حدة البطالة، واقترحت حينها منح العمال معاشا مبكرا بمثابة شهرين عن كل عام وغلق المصانع حتى لا يكون هناك نزيف دائم للأموال، وخسرنا كفاءات عمالية كبيرة نتيجة ضغوط البنوك، فأنا بشخصى لم أخسر شيئا، ولكن الخسارة الأكبر كانت واقعة على العمال عندما تم غلق مجموعة من الشركات فى المرحلة الماضية، وفى الفترة القادمة هناك أيضا مجموعة من الشركات فى طريقها للغلق نتيجة الظروف الاقتصادية القاسية وعدم وجود تمويل، ولم يهتم أحد بأى شيء، ووجهت العديد من الشكاوى والاستغاثات للحكومة وكل المسئولين وحذرتهم بأن العمالة هى الخاسر الأخبر وليس أنا. نعود إلى الأصل لنقول بأن «قناة دريم» هى سبب نزيف استثماراتك.. فهل أنت نادم؟ على الإطلاق، وأحمد الله على أننا صنعنا أول تجربة إعلامية سيذكرها التاريخ، ونجحت مع غيرها فى دق ناقوس الخطر لنظام مبارك، ولكن لم يكن لى أى مشاكل شخصية مع مبارك نفسه، بل على العكس، هو له الفضل على رجال أعمال كثيرين حتى عام 2000 عندما بدأ دوره يتقلص تدريجيا فى متابعة تطورات الأحداث فى مصر. • كيف كان شعورك يوم 12 فبراير فى اليوم الأول بعد تنحى الرئيس الأسبق حسنى مبارك؟ كان دائما يقلقنى غموض المرحلة القادمة، وكان دعائى دائما «ربنا يستر ومايكنش القادم أسوأ من الماضى» وثبت مع الأيام أن ما حدث أضر بمصر عندما نجح تيار الإخوان المسلمين، وكنا وصلنا لمرحلة الاكتئاب الكامل فى مصر، حتى إن أدوية علاج الاكتئاب كانت الأكثر مبيعا خلال العام الماضى، حتى كان سقوطه معجزة كبيرة على يد العبقرية الشبابية المصرية. • كيف ترى وضع المجموعة الاقتصادية الوزارية حاليا، التى أصبحت توصف بالضعف الشديد فى ظل عدم قدرتها على إدارة الوضع الاقتصادى لمصر حاليا؟ نحن فى مرحلة اقتصادية حرجة مستمرة منذ 10 سنوات من المشاكل، ونحن قادرون على الاستمرار فى دعم العمال، رغم غلقنا للعديد من المشروعات تدريجيا، فنحن فى «دريم لاند» غير قادرين على الاستمرار فى البناء بسبب ضعف القرار الحكومى، ونعانى حاليا من العديد من المشاكل منذ 3 سنوات، ولا نستطيع التصرف فى الأراضى بالبيع أو غيره. • كيف ترى الحكومة الحالية وهل بالفعل هى حكومة مرتعشة؟ الله يكون فى عونهم، هم فى موقف لا يحسدون عليه، فمصر فى حالة اضطراب وليس هناك أى استقرار، وهم غير قادرين على أداء أدوراهم بسبب تلك الظروف. هل يتصرف البنك الأهلى فى أى شيء من ممتلكاتك؟ إطلاقا، وبرغم أن البنك الأهلى كسب حكم التحكيم الدولى إلا أنه لا ينفذ، فبعد توقيعى على عقد تنازلى بالكامل عن ممتلكاتى فى البنك المركزى، كان من ضمن المجموعة شركة واحدة فى البورصة أملك فيها 29% فقط وكانت مدينة ب750 مليون جنيه، وأنا من وقع على دفع المديونية كاملة، وهذا لم يحدث فى العالم، فتم منعى من السفر 4 مرات، فأحمد بهجت لم يكن على الإطلاق مدينا، ولكن تلك الديون كانت مقترنة بنصيبى فى رأس المال، وهذا أمر طبيعى، وفى عام 2004 عندما أكرهونى على عمل تسوية، بعد منعى من السفر عامين، مما كان له تأثير بالغ على علاجى فى الخارج وبالتالى طال التأثير حالتى الصحية التى تعرضت للخطر، خاصة بعد أن توقف القلب لمدة 6 دقائق ونصف، وفى النهاية وقعت اتفاقية ودفعت المديونية بالكامل ظلما، وكانت عبارة عن 1٫2 مليار جنيه فى عام 2002، وفى عام 2004 أضافوا إليها عليها فوائد وغرامات كانت تصل إلى 22% سنويا، حيث كان أصل الدين لا يتجاوز 700 مليون جنيه فقط، ووقتها كانت شركة «دريم لاند» غير مدينة، وكان البنك يملك معى 15% وأصر محافظ البنك المركزى أن تتحول النسبة للعكس لتكون 85% للبنك وأنا 15% فقط، وقامو بالاستيلاء على 7 شركات، وكانت عبارة عن رهن فقط لضمان حقوقهم، وبعد عام من تحولات الأسهم بأسمائهم طلبت من البنوك تمويلات إضافية لتنمية الشركات وقدم البنك المركزى اعتذارا بعدم رغبته فى التمويل حتى لا ترتفع المخاطر، برغم أن الاتفاق كان ينص على ذلك. وفى عام 2006 عندما بدأت مرحلة التحكيم الدولى بعد إخلال الحكومة بالاتفاقية معى تم منعى من السفر، رغم تعبى الشديد وكدت أموت، ولم يكتفوا، وأرسلوا لى جوابا فى المستشفى، وطلبو منى التوقيع على التنازل عن حقى فى «الأجريند» ورفضت توقيعه، ووقتها قال محافظ البنك المركزى لرئيس الجمهورية «أحمد بهجت بيمثل فى المستشفى» وقام رجل الأعمال صفوان ثابت بالاتصال بالرئيس المعزول محمد مرسى وقال له: «أنت عارف أن أحمد بهجت بيموت» وأبلغه بضرورة سفرى للعلاج، وبعد ساعتين أرسل لى أطباء وزارة الصحة، ووافق بالفعل على سفرى للخارج، وبعد 4 ساعات من وصولى أمريكا توقف قلبى لأكثر من 6 دقائق وبدأ جسدى يتدمر تدريجيا، وكان معى صديق عمرى أسامة عز الدين الذى كاد ينهار، وانخفض وزنى من 110 إلى 72 كيلو جرام، ولم يكن لدى أى عضلة تعمل، وجلست 45 دقيقة بدون أى دم يصل إلى المخ ودخلت فى غيبوبة 4 أيام بعدها، تم إبلاغى عبر تليفون من مصر أن ممتلكاتى يتم وضعها تحت الحراسة بالكامل بتعلميات فاروق العقدة، وفوجئت بعدها بعدة أيام بالسفير المصرى فى أمريكا يطالبنى بالموافقة على عرض التنازل عن ممتلكاتى وفقا لعروضهم، وأبلغنى وقتها الأطباء أن ذلك عمل إجرامى ولا يمكن أن تقوم بالتوقيع عليه. • «فاروق العقدة» فاجأنا ببعض المصالحات مع العديد من رجال الأعمال المتعثرين.. لماذا وقفت هذه المصالحات عندك؟ بسبب الخلاف الشخصى معه، وأذكر أنه عندما حدث احتدام بيننا، كان رد فعله أن أقسم أنه سيجردنى من أموالى، وكان أسوأ شخصية تعاملت معها فى حياتى، لأنه كان مغرضا وغير أمين. • لماذا لم تفكر فى الدخول فى شراكة مع أحد فى ظل إحجام البنوك عن تمويلك؟ ممنوع علىّ أن أشارك أحدا أو أحصل على تمويل، كما لا يمكننى أن أشترى سيارة بالتقسيط، رغم أننى سددت كامل المديونيات التى هى فى الأصل ليست تابعة لي. • هل حصل أى تحفظ على أموالك الشخصية فى البنوك؟ تم بالفعل بعد ثورة 25 يناير، ببلاغ كيدى يفيد بأننى حصلت على أراضى دريم لاند مجانا، ووقتها تم منعى من السفر والتحفظ على كل أموالى الشخصية، وذهبت لمقابلة الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء وقتها ولم يحرك ساكنا، وبعد 3 أشهر كان عندى جلطتان فى شريان الأورطة لعدم ذهابى للفحص فى أمريكا، فكان للأسف كل ذلك بسبب قنوات دريم. وهنا يأتى السؤال: كيف يحصل الدكتور أحمد بهجت على مصروفاته الشخصية؟ عندى مجموعة أخرى من الشركات أمتلكها بنسبة 100% وتعلمت بعد ذلك عدم إقامة أى شركات إلا ملكا شخصيا، وكان لدى أسهم فى البورصة بعتها وأقمت 3 فنادق فى طابا وشرم الشيخ ملكى 100%، وأقمت مصانع أخرى ملكى، ولدى مشروعات خاصة وناد رياضى، فلدى مصادر دخل خاصة بى، وحاليا أدعم بعض الشركات الأخرى المتعثرة. بعد 30 يونيو هل شعرت بأى اختلاف؟ حتى الآن لم يحدث شىء للأسف، ونفس المشاكل لا تزال موجودة.