رغم أن قصة انتقال محمد شعبان «زيكا» لاعب المقاولون العرب السابق، كانت الأبرز خلال هذا الأسبوع بسبب الصراع المحموم بين أكبر 3 أندية مصرية على حسم الصفقة، إلا أن خلف الكواليس ظلالًا سياسية تعكس قرب انتهاء سطوة رجل الإخوان الأول فى الأهلى «هادى خشبة»، الذى سقط مجددًا فى تعويض اعتزال ثعلب المخابرات الكروية الأول فى مصر عدلى القيعى، وفشل فى التغطية على الراحل غير مأسوف عليه من منصب مدير التسويق مجدى طلبة، الذى كان اختياره لخلافة القيعى من الأساس، مجرد خطوة فى مخطط أخونة النادى الأهلى، إذ لم يسبق ل«طلبة» أن مارس أى دور إدارى من أى نوع، ولا يملك كاريزما التفاوض والاقناع، وآخر منصب شغله قبل إدراجه فى أجندة أخونة الأهلى هو منصب المدير الفنى لنادى الحمام !! وتسبب فشل هادى خشبة الإدارى المزمن فى إشعال الصراع على لاعب نادى المقاولون العرب السابق محمد زيكا، بعد أن أعلن – على غير عادة الأهلى – عن اتمام انتقال لاعب وسط المقاولون العرب للأهلى مساء الاثنين الماضى، رغم أن الصفقة لم تكن قد حسمت بالفعل، ولم يوقع اللاعب على النسخ الأربع للعقد، بالشكل الذى يحسم معه إتمام الصفقة بشكل نهائى دون ترك الباب مواربًا أمام تدخل أى طرف. اكتفى خشبة بسذاجة لا يحسد عليها ب«ربط كلام» مع المهندس شريف حبيب رئيس نادى المقاولون العرب، الذى شعر بأن ناديه من الممكن أن ينال مقابلًا ماديًا أكبر، حال المماطلة، وبحنكة ثعلب مخضرم طلب من خشبة الانتظار لمدة 12 ساعة فقط، مؤكدًا له أن زيكا بات رسميًا لاعبًا فى النادى الأهلى، على طريقة عبدالفتاح القصرى فى فيلم «إسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين»، حين خدع البقال والجزار وتاجر الفاكهة بالمقولة الشهيرة :«أؤكد لسيادتك أن طعمة ليك وأنت لطعمة» !! لكن «طعمة» أو «زيكا» لم يكن للأهلى، بعد أن نجح شريف حبيب رئيس نادى المقاولون العرب فى اصطياد الحصان الإسماعيلاوى، الذى كان بدوره متشوقًا لهذه الصفقة من أجل تعويض شعبيته المهتزة من ناحية، وتقديم صفقة جماهيرية ذات مذاق خاص تعوض رحيل النجم الأبرز فى الإسماعيلى عمر جمال الذى انتهى تعاقده، واتجه للاحتراف فى أهلى طرابلس الليبى. وكان للدراويش ما أردوا بانتزاع الصفقة من فم الأهلى والزمالك الذى كان يترقب الموقف من البداية، لكنه بسبب ضيق ذات اليد انسحب من إتمام الصفقة، رغم أن عمرو الجناينى عضو مجلس إدارة الزمالك تحرك بالفعل لإتمام الصفقة، مستغلًا عشق «زيكا» نفسه للزمالك منذ نعومة أظافره، لكن بنكنوت ممدوح عباس لم يكن له هوى فى حسم الصفقة فانسحب الزمالك مبكرًا، واكتفى بالفرجة على منافسيه وهم يتصارعون على اللاعب. وبعيدًا عن القصص البوليسية التى تفاخر بها رئيس النادى الاسماعيلى مع مريديه بشأن الانتصار على الأهلى فى معركة خطف «زيكا»، واحتجاز اللاعب على طريقة صلاح سالم، والتوجه به إلى الاسماعيلية للتوقيع، أو ما تردد عن أن «شعبان» والد اللاعب تدخل بحكم زملكاويته لمنع نجله من التوقيع للأهلى، فإن الحقيقة التى تبعد عن هذه القصص المسلية وسط بحور الملل الكروى إثر توقف النشاط، تشير إلى أن القيادى الإخوانى الأهلاوى هادى خشبة الذى تم تصعيده لأعلى المناصب فى القلعة الحمراء ليصبح رئيس قطاع الكرة، ورط ناديه فى صفقة من دون جدوى، لأن «زيكا» فنيًا يلعب فى مركز عبد الله السعيد ووليد سليمان ومحمد أبوتريكة والسيد حمدى ودومينيك، وقبل عدة أيام قليلة رفض الأهلى ضم مؤمن زكريا لاعب إنبى السابق، بدعوى أنه يلعب فى نفس مركز الخمسة الكبار، ووجد الزمالك الباب مفتوحًا على مصراعيه لضم اللاعب، وكان له ما أراد. هادى خشبة تصرف فى صفقة «زيكا» من دون خبرة الكبار، وأبرزهم محمود الخطيب نائب رئيس النادى الأهلى، الذى كثيرًا ما حسم صفقات لناديه بمجرد إجراء مكالمة تليفونية قصيرة، وكثيرًا ما أنقذ هادى خشبة عندما كان مديرًا للكرة من أزمات التجديد لنجوم الفريق الكبار، وأبرزهم محمد بركات النجم المعتزل، وكثيرًا ما فشل خشبة فى جلسات تجديد للاعبين الكبار، ثم يتدخل الخطيب فى اللحظات الأخيرة لحسم الموقف بمجرد مكالمة قصيرة لهذا النجم أو ذاك! لم يتدخل الخطيب فى مفاوضات زيكا، لأنه بات من المغضوب عليهم من حسن حمدى رئيس النادى الأهلى بسبب تحالفه مع طاهر أبوزيد وزير الرياضة بشأن مناقشة بند الرياضة فى الدستور، ومع عزل الخطيب عن فريق الكرة، بات «الإخوانى «هادى خشبة منفردًا بملف الصفقات الجديدة، ليخوض مغامرة فاشلة، ما كان له أن يتورط فيها، من دون التعلم من دروس المخضرمين فى حسم الصفقات المثيرة للجدل، والتى تقف على خط النار، مثل صفقة «زيكا». لم يتعلم «خشبة» من دهاء عدلى القيعى الرجل الذى كانت لكلماته مفعول السحر لدى كثيرين ضمهم للأهلى، وسط حسرة باقى الأندية، بل إن القيعى نجح فى الحصول على توقيع أكثر من لاعب زملكاوى حتى النخاع، وضمهم للأهلى وأبرزهم شيكابالا، وبشير التابعى، ونادر السيد، ومحمد صديق، وطارق السعيد، ووائل القبانى، وحتى عندما تراجع بعضهم عن الاستمرار لأسباب مختلفة، ظل الأمر فى طى الكتمان، ولم يعلنه إلا اللاعبون أنفسهم.. بينما كان الثعلب صاحب القدرة الفائقة على التنويم المغناطيسى يلتزم الصمت التام، ولا يظهر إلا وهو يظفر بعقد اللاعب بين يديه، ومن فرط موهبته المخيفة قال عنه خالد الغندور وأحمد حسام «ميدو»: القيعى قادر على إقناع أى لاعب فى الكون على التوقيع للأهلى، ورغم زملكاويتنا الشديدة، إلا أننا لا نستطيع أن نأمن على أنفسنا، وربما يقنعنا بالتوقيع للأهلى»! هادى خشبة بات عنوانًا للفشل الإدارى، ولم يعد صك انتمائه للإخوان كافًيا وحده على بقائه فى منصب أكبر منه بكثير، بعد أن انتهى حائط الصد الذى كان يحتمى به أعقاب ثورة 30 يونيو، وربما يكون له دور آخر فى قطاع الناشئين أو.. يرحل مع من رحلوا من المنتمين للإخوان، مكتفيًا بلقب «كابتن الأهلى السابق» شأنه شأن العشرات من النجوم الذين ودعوا الملاعب، ثم تواروا عن الأنظار، ولا يظهرون إلا فى استوديوهات التحليل الرياضى.