حالة من الاستياء والرفض سادت بين حركات المعلمين والاوساط التعليمية فور صدور قرار الدكتور إبراهيم غنيم، وزير التربية والتعليم، بإلغاء تدريس القصص ذات الموضوع الواحد لمادتي اللغة العربية والدين، حيث اثار القرار العديد من ردود الفعل الغاضبة بين المعلمين والتربويين، الذين رأوا القرار محاربة للإبداع الأدبي، بعد أن أعلنت الوزارة أن القرار جاء لتخفيض نفقات 22 مليون جنيه جراء طباعة تلك الكتب. وقال حسين عبد الواحد، المتحدث الرسمي جبهة معلمي مصر: إن القرار يأتي بحجة تخفيض النفقات ويحول الوزارة، التي تبنى العقول لوزارة استثمارية تتخذ قراراتها بناء على قدراتها الاقتصادية، وليس الأهمية العلمية. وأكد أن القرار يقضى على تنمية المعلومات الأدبية للطالب، والتي هي جزء من ثقافة المجتمع فى الرواية والقصة، متسائلا كيف يمكن في دولة نجيب محفوظ أن تحذف القصص فى الجوانب الدراسية، وأليس هذا أحد فروع الأدب واللغة العربية، التي يجب أن يتعرف عليها الطالب؟ وانتقد عمرو الصاوي المتحدث باسم حركة معلمون بلا نقابة ما قاله وزير التعليم عندما وصف التعليم بمشروع مصر القومي، ثم عاد واتخذ قرارا بناء على مرجعية اقتصادية مضيفا: "نحن أمام هجمة شرسة على العقل والفكر والثقافة فى وجود وزير التعليم والمحيطين به، بل نحن أمام انحناءة تاريخية تحت مسمى الحلال والحرام في البحث العلمي". وأشار، إلى أن الرواية إبداع إنساني وعدم تدريسها يحرم الطالب من منابع الإبداع الإنساني واللغة ومفرداتها، كل هذا يؤثر على منظومة التعليم وأهدافها مؤكدا أن هناك جريمة ترتكب ضد التعليم وسوف تصدر النقابة تقريرا دوريا عن الانتهاكات، وكل أشكال التجاوز والخروج عن منظومة التعليم الوطنية. فيما أكد محمد السروجي المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أن الوزارة استشارت عدة جهات، وتبين لها أن القصص المدرسية تمثل عبئا تدريسيا إضافيا ولا تفتح الكتب طوال العام الدراسي ثم تباع بالكيلو لباعة الكتب القديمة. فيما أكد الدكتور محمد رجب، رئيس المركز القومي للمناهج والأستاذ في مناهج اللغة العربية، أن القرار لا يتضمن إلغاء تدريس القصص إنما هو استبدال القصة ذات الموضوع الواحد بمجموعة من المواد القرائية تسمح للطالب أن ينتقى من بينها لإثراء قراءاته الحرة، وستكون القصص الملغاة ضمن القصص الموجودة بالمكتبة ضمن حصة القراءة الحرة بهدف ربط الطالب بالمكتبة المدرسية، وقد لا يتحقق ذلك بكتب القراءة الموجهة. وأضاف: هدفنا غرس عادة القراءة الحرة، ولن يحدث ذلك بإجبار الطالب على منهج قصة واحدة، فرأينا توفير موضوعات قرائية متنوعة وكتب في مجال التاريخ والجغرافيا والاختراعات، لكى يختار من بينها الطالب، مؤكدا أن القرار اتخذ بناء على دراسة من متخصصين فى المناهج ليس بشكل عشوائي.