اعتبرت مجلة "تايم" الأمريكية أنه من خلال تهديد كوريا الشمالية بمهاجمة الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية بالأسلحة النووية فإن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون قد وضع نفسه في مأزق بشكل فعال، حيث إن أي شيء أقل من ذلك قد ينظر له على أنه تراجع أمام جنرالات جيشه الأكثر تشددا والذين يحكم البلاد بمباركتهم. وذكرت المجلة في سياق تقرير بثته اليوم الاثنين على موقعها الإلكتروني أن الحديث الصاخب والتبجح المتبادل استمرا على مدار مطلع هذا الأسبوع في شبه الجزيرة الكورية حيث واصل الزعيم الكوري الشمالي وضع بلاده على طريق مسدود من خلال التهديدات النووية. وقالت المجلة إن الجيش الأمريكى من جانبه أظهر لكيم طائرتين قاذفتين من طراز "بى-2" وأرسل سربا من مقاتلات "إف-22" حيث حلقت أفضل المقاتلات فى العالم - ألا وهى "إف- 22" الموجودة عادة فى اليابان - من قاعدة أوسان الجوية الكورية الجنوبية للمشاركة فى تدريب عسكرى لمدة شهر أجرته الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية وهو الأمر الذى أثار انفعال بيونج يانج. وأضافت المجلة أنه ومع ذلك فإن عزاء كوريا الشمالية هو حقيقة أن المقاتلة "إف-22" التي دخلت الخدمة خلال ثلاث حروب خاضتها الولاياتالمتحدة لم تشارك فى العمليات القتالية بأي منها. وأشارت المجلة إلى أن المقاتلة المصممة لمحاربة مقاتلات سوفيتية لم يتم تصنيعها من الأساس والتى تعد أفضل الأسلحة فى العالم وأعلاها كلفة حيث تتكلف القطعة الواحدة منه 350 مليون دولار - تستعد الآن للضرب على وتر الخوف في دولة لا تستطيع حتى تغذية شعبها بما يكفى. ورأت المجلة أن الحسابات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية بسيطة جدا حيث إنه عقب نصف قرن من الاستعداد قد تلحق الأعداد الضخمة من المدفعية والصواريخ لدى كوريا الشمالية دمارا هائلا في كوريا الجنوبية بما في ذلك سكان سول البالغ تعدادهم 10 مليون نسمة.لكن المجلة أضافت أنه وكما أوضح المسئولون الأمريكيون لأعوام في الجلسات الخاصة فإن أي ضربة كبيرة من جانب كوريا الشمالية ضد أهداف فى الولاياتالمتحدة أو كوريا الجنوبية ستكون انتحارا. ولفتت المجلة إلى أنه سواء الأمريكيين أو الكوريين الجنوبيين ليس لديهم مصلحة فى عودة الأمور إلى الوضع التى كانت عليه فى السابق إذا تدهور الموقف. ونوهت المجلة إلى أن الأمريكيين والكوريين الجنوبيين يعلمون هذا وأوضحوه بالتأكيد للصين أقرب حلفاء كوريا الشمالية. وأشارت المجلة إلى أن الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية واثقتان من نجاح رهانهما بالإضافة إلى أن كوريا الشمالية تعلم هذا لكن يبقى سؤال حول ما إذا كان كيم جونج أون يؤمن بذلك أو لا.