"مش انت النور اللي في السما، مش انت البسمة علي الوشوش، اللي جواك مرعوش، وكأنك عايش مغشوش"، بهكذا أسلوب، وتميز في نهج المكتوب، وبموسيقى أقل ماتوصف بالعميقة، تحاول "دروشة" أن تعيد صياغة الواقع بالتجربة، تجربة لا ترتبط بمناسبات أو بأحداث بعينها، ولكنها تحاول أن تتعمق أكثر، وتتفادي التقليد، تحاول أن تقدم موسيقي برؤية مختلفة ومغايرة لما يحدث علي الساحة الفنية في مصر بشكل عام، وما يحدث وتنتهجه الفرق الموسيقية المستقلة بشكل خاص، فهو مشروع فني يفرض نفسه بقوة علي ساحة الفرق المستقلة، بمفرداته الخاصة والمتفردة علي مستوي الكلمات، وبمنظور جديد وتركيبة موسيقية جديدة ومبتكرة.. التجريب والتحدي أهم عناصر الإبداع الفني، درب تنتهجه دروشة بهدف ترك بصمة في عالم الموسيقي، ومنذ أن تم التأسيس لهذا المشروع كان الشغل الشاغل لأعضائه هو تطوير فكرة توظيف موسيقي " الميتال " ومزجها جنباً إلي جنب مع الموسيقي الشرقية وموسيقي " التيكنو " و " الإليكترونيك "، ولكن لم تقف دروشة كمشروع موسيقي عند هذا الحد، فمزجت التطوير بالابتكار، وبدأت تتعامل مع الأنواع الموسيقية كأدوات و وسائل يتم توظيفها بشكلٍ درامي، فبدي الأمر وكأن الأغنية علي مستوي الكلمات عبارة عن حالة سينمائية تم توظيف الموسيقي فيها لتدفع هذه الحالة إلي المتلقي لتتملكه وتترك أثراً عاطفياً وفكرياً فيه. البداية كانت في يناير 2012، وفي إبريل هذا العام، كانت الانطلاقة بعرض أول وناجح علي مسرح الروابط، وتلقت دروشة ترحيباً كبيراً بصفتها فرقة جديدة تحاول أن تقدم طابعاً مختلفاً، فشاركت في مهرجان الروك العربي في مايو من العام نفسه بدرب 1718. لم يبذل "محمد درويش" عازف الجيتار والملحن في دروشة جهداً في اختيار افراد فرقته، توجه صوباً إلي اصدقائه من الفنانين وهم من شاركهم العمل في مشاريع سابقة علي مدار سنوات اشتغاله بالفن والموسيقي، فتكونت دروشة بوجود أحمد العزازي ( درامز)، شادي الحسيني (بيانو وميلوديكا)، محمد فيصل) (باص جيتار)، عمرو الزناتي (باركيشن)، أحمد عمران و تامر أبو غزالة (عود)، وأخيراً جيتار محمد درويش. وتعتبر أغنية " يا شعب " من كلمات الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم من أهم اشهر أعمال دروشة، هذا غير أغنيات " سما " و " بنمد أرض " من كلمات سلامة يسري وهو مخرج ومؤسس فرقة الطمي المسرحية و مشروع كورال، وأغنية " سحابة صيف " من كلمات الشاعر محمد خير، بخلاف أغنية " قمقم " والتي تعتبر من أول التجارب المصرية في موسيقي ( السيكيدلك روك)، واشترك في كتابة كلماتها كلٍ من محمد درويش ومالك، وتعتمد دروشة علي رمزية الكلمة وفتح افاق ومساحات تأويلية لتسمح لكل مستمع أن يتكون لديه فهم خاص بيه لأعمال دروشة.