بعد وقوع زلزال تركيا المدمر الذي أسفر عن وقوع آلاف الضحايا في الأراضي التركية والسورية، انطلقت تحذيرات مرعبة من تكرار الزلازل في منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة. وبحسب "سكاي نيوز"، توقع الخبير الجيولوجي، الدكتور يحيى القزاز، أن تشهد منطقة الشرق الأوسط زلازل متعاقبة خلال الفترة المقبلة؛ بسبب استمرار تحرك وانزلاق القشرة الأرضية في شمال إفريقيا نحو جنوب غرب أوروبا وجزء من آسيا. وبالفعل كان تم رصد زلزال بقوة 4.8 درجة في فلسطين، ليل أمس، وتبين أن مركز الزلزال شمال نابلس على صدع وادي الفارعة. ما مصير مصر من الزلازل الفترة المقبلة؟ وفي هذا الإطار، كشفت الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عن وضع مصر من الزلازل المدمرة التي حذر منها الخبراء الجيولوجيين في الشرق الأوسط، وما إذا كانت دخلت منطقة حزام الزلازل من عدمه. وقال "القاضي"، في تصريحات تليفزيونية، إن مصر بعيدة عن الزلازل المدمرة تمامًا، متابعًا: "يمكن أن نقلق إذا كانت هناك نشاط زلزالي في مصر. وأضاف أنه بالرغم من شعور المصريين ببعض الهزات الأرضية المتكررة التي تحدث في اليونان، ولكن هذا لا يعني أن مصر في منطقة حزام الزلازل. التنبؤ بالزلازل وتقليل حجم الكوارث الناجمة عنها كما جدد رئيس معهد البحوث الفلكية، التأكيد على أنه لا يمكن التنبؤ بالزلازل، مشيرًا، في الوقت ذاته، إلى أنه هناك دراسات للحد من المخاطر أو تقليل الكوارث أو الإنذار المبكر. وقال في تعليقه على تنبؤات العالم الهولندي الذي توقع حدوث هزة أرضية قوية ستضرب الأراضي التركية، وذلك قبيل أيام من وقوع الزلزال المدمر، إن "التنبؤات يقولها الكثيرون عن الأماكن التي يوجد بها نشاط زلزالي، ولكن قد تصدفهم معهم وقد لا تصدف". وتابع: "عشت فترة في اليابان، وكان اليابانون يقولون منتظرين زلزال كبير سيحدث قريبًا، وظلوا ينتظرونه خمس سنوات ولم يقع". ولفت إلى أن رصد الزلزال بعد حدوثه والدراسات والتحاليل الناتجة عنه يترتب عليها ما يسمى بدرأ المخاطر والإنذار المبكر. وأوضح: "فعندما يحدث زلزال تصدر عنه موجات أولية يتم فورها إغلاق تام لمحطات الطاقة، سواء نووية أو غيره، والقطارات فائقة السرعة، بحيث عندما تأتي الموجة التدميرية لا تحدث كارثة كبرى في أماكن الزلازل". سبب الدمار الكبير الذي شهدته تركيا وذكر الدكتور جاد القاضي أن الخطر الأكبر في زلزال تركيا أنه كان على تقاطع اثنين من الفوالق الكبيرة جنوبتركيا، تحديدًا فالق شرق الأناضول وتقاطعه مع الفالق الممتد من خليج العقبة والبحر الميت إلى الهضبة الأناضولية، وهي واحدة من الأماكن المعروفة بالنشاط الأرضي، ما أدى إلى انهيار العديد من المباني. وفي ختام تصريحاته، قال "القاضي": "نحن يقيظين ونتابع مع شركائنا في المنقطة لرصد أي تطور وأبلاغ السلطات والجهات المعنية به، وعلى رأسها جهات دعم واتخاذ القرار والدفاع المدني، الذين يعتبر تدخلهما هام جدًا في هذا التوقيت الحرج".
