كثيرًا ما يخلط الناس بين عرق النسا الكاذب والتهاب عرق النسا الحقيقي، بسبب أعراضهما المتشابهة، وهنا يحسم الأمر الدكتور حلمي الجمال، استشاري طب الألم، ويشرح لنا الفرق بينهما، ويوضح أعراضهما، وكيفية الوقاية منهما. حيث قال "الجمال"، في تصريح خاص لموقع "المستقبل"، إن عرق النسا الحقيقي يسبب تهيج العصب الوركي، ويبدأ التهاب عرق النسا الحقيقي جذوره من الجذور العصبية في العمود الفقري، كما يبدأ الألم من منطقة أسفل الظهر مرورًا بالأرداف وحتى منتصف الساق، وأحيانًا حتى نهاية الساق وصولًا للكاحل، في جهة واحدة. وتابع: "لذا الضغط على واحد أو أكثر من الجذور العصبية في المنطقة القطنية يسبب التهاب في فتق القرص الفقري "DISK" أو ضمور في هذه المنطقة، وتقف شدة الألم وامتداده على عدد الجذور المضغوط عليها". أما عرق النسا الكاذب ويعرف ب متلازمة الكمثرى، أوضح الدكتور "حلمي" أنه عبارة عن ألم شديد أو تشنج بعضلة "piriformis"؛وهي عضلة صغيرة داخل عمق الأرداف تربط بين عظم الفخذ العلوية والجزء الخلفي من الحوض حتى الحافة الخارجية للفخذ وعظم الحوض، وبالتالي أي ضغط على هذه المنطقة أو التهاب بها يشبه إلى حد كبير عرق النسا الحقيقي، لذلك يصعب التفرقة بينهما، أو القول بأنه عرق النسا الكاذب. وأردف قائلًا: "في بعض الأحيان قد يكون عرق النسا الكاذب سببًا لحدوث عرق النسا الحقيقي، حيث أن تقلص و انكماش العضلات قد يؤدي إلى الضغط على العصب أثناء مروره خلالها، وهنا يكون الخلط الأكبر بينهما". واستكمل: "لذا تكمن أهمية التفريق بينهما من خلال التشخيص الدقيق للحالتين، كون العلاج يختلف كليًا لكل حالة عن الأخرى". وأشار استشاري طب الألم إلى أن أسباب عرق النسا الكاذب هي تقلص وانكماش العضلات، ما يؤدي إلى الضغط على العصب خلال مروره به، بالإضافة إلى أسباب أخرى مثل إصابة العضلة وحدوث تورم بها، فضلًا عن حدوث نزيف في حدود منطقة عضلة الكمثرى. أوأوضح الجمال أن أعراض عرق النسا الكاذب هي شعور بالوخز والصدمات الكهربائية في الساق، و قلة حركة مفصل الورك، وصعوبة في صعود السلم أو المشي، وحرقان و تنميل القدم والكاحل، وألم شديد أسفل الظهر، بالإضافة إلى مضاعفة الألم عند الجلوس لفترات طويلة. وأضاف أن هناك تفرقة أخرى بين عرق النسا الحقيقي وعرق النسا الكاذب من خلال اختبارات تؤدى سريريًا خاصة لكل منهما، وهما: ( piriformis Test وهو اختبار للكشف عن عرق النسا الكاذب، وslump test وهو اختبار يكشف عن عرق النسا الحقيقي) . وبسؤاله عن متى يزور المريض الطبيب، أجاب الدكتور حلمي قائلًا: "يجب عليه التواصل مع الطبيب إذا فشلت وسائل الرعاية الذاتية في علاج أعراض عرق النسا، أو إن كان الألم يدوم لأكثر من أسبوع، أو كان شديدًا أو يزداد سوءًا بمرور الوقت، فغالبًا ما يختفي عرق النسا البسيط بمرور الوقت". وتابع: "عند الشعورك بألم حاد ومفاجئ في أسفل الظهر أو الرجل، أو عند حدوث ضعف في عضلات الرجل ويصحب الألم إصابة عنيفة، وهنا يجب التواصل مع الطبيب وطلب الرعاية الصحية فورًا، وأيضًا عند مواجهة مشاكل في التحكم في الأمعاء، وعند الشعور بانضغاط في العصب الوركي، ما ينتج عنه انفتاق أحد الأقراص في العمودك الفقري أو فرط نمو العظم (نتوء عظمي) بفقراته يشعر خلالها المريض بأنه يمر بأعراض داء عرق النسا، وفي حالات أكثر نُدرة، يمكن أن ينضغط العصب بورم أو أن يتضرر بسبب مرض السكري". ولفت إلى أن العوامل التي تؤدي للإصابة بعرق النسا تتضمن في الآتي: – الجلوس المطول: هناك أشخاص يتبعون نمط حياة أكثر خمولًا يجلسون لفترات مطولة، ويشعرون بألم عرق النسا الكاذب لكنه يكون مجرد ألم ينتج من نمط الحياة الروتينية. – داء السكري: عرق النسا الكاذب يهاجم بشدة الأشخاص الذين يعانون من داء السكري، وتزيد هذه الحالة عند الشخص المصاب كلما شعر بألم. – السمنة: عن طريق زيادة الضغط على العمود الفقري، حيث أن الزيادة المفرطة في وزن الجسم يمكن أن تساهم في حدوث التغيرات في العمود الفقري التي تجعل المريض يشعر بآلام عرق النسا الكاذب. – المهنة: قد تلعب الوظيفة التي تتطلب لف الظهر أو حمل أحمال ثقيلة أو قيادة سيارة لفترة طويلة دورًا في الإصابة بعرق النسا، ولكن لا يوجد دليل قاطع على هذه الصلة. – العمر: التغيرات في العمود الفقري المرتبطة بالعمر، مثل الأقراص المنفتحة والنتوءات العظمية وهي الأسباب الأكثر شيوعًا في الشعور بالإصابة. وهن وجه الجمال عدد من النصائح لتجنب الإصابة بعرق الناس، وهي كالتالي: – ممارسة التمارين بانتظام: يجب الانتباه لعضلات جسمك للحفاظ على قوة ظهرك، وانتبه أيضًا لعضلات جذع الجسم؛ وهي العضلات التي توجد في البطن والجزء الأسفل من الظهر الضرورية للحفاظ على وضعية مناسبة والاتصاف، لتفادي ألم عرق النسا. – حافظ على وضعية مناسبة عند الجلوس. – اختر مقعدًا به داعم جيد للجزء السفلي من الظهر ومساند للذراعين و قاعدة دوارة. – انظر في وضع وسادة أو منشفة ملفوفة في جزء صغير من ظهرك للحفاظ على منحنى الظهر الطبيعي. – حافظ على مستوى الركبتين والوركين. – استخدم ميكانيكا الجسم الجيدة. – إذا كنت تقف لفترات طويلة، فأرح قدمًا واحدة على مقعد أو صندوق صغير من آن إلى آخر. – عندما ترفع شيئًا ثقيلًا، استخدم الأطراف السفلية للقيام بالمهمة. – تحرك باستقامة إلى أعلى وأسفل. – حافظ على استقامة ظهرك وانحني فقط عند الركبتين لتفادي آلام عرق النسا. – امسك بالحمل قريبًا من جسمك، لتفادي آلام عرق النسا. – تجنب الرفع والالتفاف في وقتٍ واحد. – اعثر على شريك ليرفع معك الجسم إذا كان ثقيلاً أو يصعب حمله. ونوه الطبيب إلى الأعراض التي تدل على الإصابة بعرق النسا، وهي: – ضعف في الركب؛ وبالتحديد بركبة واحدة فقط، ويمكن لهذا الضعف والألم أن يمتد في الرجل كلها، وهو ناتج عن الضغط على العصب الأطول في الجسم كله، والذي يمتد من أسفل العمود الفقري حتى القدم، وعند تعرض هذا العصب إلى الضغط يتسبب ذلك في تعطل وظائفه وإعاقتها، مما ينتج عنه أعراض مختلفة غير مرغوب بها، أهمها: ( تنميل في هذه القدم – ألم شديد وضعف كبير في الرجل – عدم القدرة على تحريك القدم بحرية وراحة). – عدم القدرة على الركض، حيث يلجأ الأشخاص المصابون بعرق النسا لرياضة المشي، وذلك لوجودهم صعوبة كبيرة في الركض، لأن الألم والضعف في الركبة يسببان مشاكل وصعوبة في التمكن من الركض، كما يسبب لهم مشاكل أيضًا عند القيام بأبسط الأمور الروتينية؛ مثل قيادة السيارة في بعض الأحيان. – عدم تحمل الألم، فألم عرق النسا عظيم وغير قابل للتحمل للعديد من الأشخاص، وليس المقصود هنا أنك شخص ضعيف ولا تتحمل الألم، ففي بعض الأحيان تشعر أن الألم ناتج عن العضلات وتكون غير قادر على وصفه. – لا تتمكن من اجتياز هذا الفحص؛ من خلال استلقاء المريض مع مد قدميه، ليقوم الطبيب بعد ذلك برفع القدم بشكل مستقيمي بزاوية 30 ثم 70 درجة مئوية.
