"أنت لا تعرف إياك ولا من أنت ولا كيف الوصول".. كلمات من أنشودة " قل لمن يفهم" للمنشد الشيخ محمد الهلباوى الذى توفى اليوم عن عمر يناهز 67 عاما تاركا وراءه للمصريين والعرب ميراثا كبيرا من الإنشاد الدينى بكافة أشكاله سواء الإنشاد الصوفى والتواشيح والمديح الشعبى الدينى . ولد الشيخ محمد عبد الهادي محمد الهلباوي في حي باب الشعرية بمحاظة القاهرة في التاسع من شهر فبراير عام 1946 لأسرة تمتد جذورها الي ميت كنانة بمحافظة القليوبية وحفظ القرآن الكريم بكتاب ميت كنانة و عمره لم يتجاوز العاشرة.. في عام 1958 تخرج في معهد القراءات والتحق بمعهد الموسيقي العربية. تتلمذ "الهلباوى" علي يد الموسيقار سليمان جميل الذي اعجب بصوته وفرقته الصوفية ولذا دعاه مع فرقته الي مهرجانات دولية منها مهرجان دول العالم الثالث للفن التلقائي بفرنسا ، ومهرجان ايام الموسيقي العربية بالمشرق العربي ، هذا بالاضافة الي مجموعة من الامسيات بمارسيليا ، وبيت ثقافات العالم بباريس.. وفي عام 1979 تم اعتماده منشدا بالاذاعة ، كما اعتمدت ايضا فرقته للانشاد الديني.. وفي عام 1995 شارك مع فرقته في المهرجان الدولي للموسيقي الدينية الذي اقيم بمعهد العالم العربي بباريس عاصمة فرنسا تحت رعاية حرم الرئيس الفرنسي.. كما شارك في الامسية التي اقيمت بايطاليا بمناسبة التبادل الثقافي بين مصر وايطاليا ، وشارك ايضا في المهرجانات والامسيات التي اقيمت في ميلانو وروما وفينسيا وباريس والمانيا. كان الشيخ محمد الهلباوى يرى ان الإنشاد الديني في مصر ينقسم إلى 5 أقسام.. الأول: الإنشاد الصوفي، وتكون الغلبة فيه لأشعار الفصحى، وهو لون من الإنشاد بدأ من 1400 عام، منذ بداية البعثة المحمدية، فعندما هاجر الرسول من مكة إلى المدينةالمنورة استقبله بنو النجار والأنصار بالقصيدة المشهورة (طلع البدر علينا)، وحينما كان المسلمون يشيدون مسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام كان الرسول يشاركهم عملية البناء وكان الصحابة يقولون: لئن قعدنا والرسول يعمل.. فذاك منا العمل المضلل. وعندما كان الصحابة يحفرون الخندق في غزوة الأحزاب كانوا ينشدون كلمات الصحابي عبد الله بن رواحة: اللهم لولا أنت ما اهتدينا، ولا تصدقنا ولا صلينا... فأنزلن سكينةً علينا، وثبت الأقدام إن لاقينا.. وكان مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم يشهد الشعراء ومنهم كعب بن زهير وحسان بن ثابت وغيرهم. أما النوع الثاني من الإنشاد: التواشيح الدينية، مثل التي يقدمها طه الفشني وبطانته، والبهتيمي وبطانته، وغيرهم...والنوع الثالث هو الإنشاد المنفرد، وهو الذي يسمى بالابتهالات الدينية، كتلك التي يقدمها الشيخ سيد النقشبندي، والشيخ نصر الدين طوبار، وهو يعتمد على الارتجال الفوري أثناء إلقاء القصيدة. والنوع الرابع هو الغناء الديني، وهو ملحن من متخصصين في الألحان، ومن ذلك: الشوقيات مع أم كلثوم والسنباطي مثل ولد الهدى.. أما النوع الخامس هو المديح الشعبي الديني، وهو الموجود في جنوب مصر وشمالها في الدلتا، وعلى المنشد أن يتبع ويلم بكل الأقسام لتكوين ثقافته الدينية. وفقد قام الشيخ محمد الهلباوى بتدريس فن التجويد، وفن الإنشاد والمقامات الموسيقية في مركز الحفني للدراسات الموسيقية.. وصدرت له في باريس صدرت له اسطوانات بالاضافة الي مجموعة من الاشرطة الخاصة بتلاوة القرآن الكريم والتواشيح والادعية الدينية