نظرت سائل الإعلام البريطانية إلى تصاميم الصور الالكترونية للمحطة المؤمل انجازها خلال أربع سنوات وفق أمر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز، وكأنها "صندوق الدنيا" أو فندقا بخمس نجوم، بعين منبهرة، وقالت من المؤكد أن رواد مترو لندن الشهير سوف ينظرون بعين الحسد على هذه الصور التي تصور محطة المترو التي سوف تصبح في غضون سنوات أفخم محطة مترو في العالم. وتنفتح المحطة على شبكة قطارات مقترحة سوف يضاهي في رونقها عصر المحطات الفضائية، حيث الأرضية المكسوة بالرخام بشكل كامل، والحوائط المبطنة بالطلاء المصنوع من ماء الذهب، بالإضافة إلى تكييف الهواء "الطبيعي" في واحدة من أكثر بقاع العالم ارتفاعا للحرارة. أما ما سوف يدعو البريطانيين إلى الغيرة بشكل أكبر من هذا المشروع الضخم، هو أن مصممة المحطة الرئيسية التي سوف يمر من خلالها ثلاثة خطوط من الستة التي يتكون منها المشروع هي زها حديد المهندسة البريطانية من أصل عراقي، التي شاركت في تصميم وتنفيذ العديد من المشروعات العملاقة في مناطق متفرقة من العالم. وكانت منظمة التربية والعلوم والثقافة "يونسكو" قد ضمت زها حديد الى لائحة فناني السلام الذين يستخدمون نفوذهم وسمعتهم العالمية لتعزيز المثل العليا للمنظمة. وجاء اختيار حديد بعد تصدرها فئة المفكرين في لائحة مجلة "تايم" الاميركية للشخصيات المائة الأكثر تأثيراً في العالم. وأثنت "يونسكو" في بيان على جهود حديد في مجال الفن المعماري ولدورها في "رفع مستوى الوعي العام للحوار الفكري والتميز في مجال التصميم والإبداع ولتفانيها في خدمة المثل العليا وأهداف المنظمة". وزها حديد المولودة في بغداد 31 أكتوبر 1950، لها شهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربية، وحاصلة على وسام التقدير من الملكة البريطانية، انتظمت كأستاذة زائرة أو استاذة كرسي في عدة جامعات، وتسنى لها أن تحصل على شهادات تقديرية من أساطين العمارة مثل الياباني كانزو تانك، وقفز اسمها إلى مصاف فحول العمارة العالمية. ومن أهم أعمالها نادي الذروة "كولون"، وتنفيذها لنادي مونسون بار في سابورو في اليابان 1988 وكذلك محطّة اطفاء "فيترا ويل أم رين" 1991. وأكثر مشاريعها الجديدة غرابة واثارة للجدل مرسى السفن في باليرمو في صقلية 1999، والمسجد الكبير في عاصمة اوروبا ستراسبورغ، 2000 ومتحف الفنون الاسلامية في الدوحة وجسر في أبوظبي ومبنى آخر في جزيرة السعديات في العاصمة الاماراتية. تخرجت زها حديد من الجامعة الأميركية في بيروت في مادة الرياضيات قبل الالتحاق بكلية الهندسة المعمارية في لندن، وهي تحمل الجنسية البريطانية. وسبق أن تبوأت زها حديد المرتبة الثامنة والستين بين أقوى نساء العالم حسب التصنيف السنوي الذي تعلنه مجلة الأعمال فوربس، حيث احتلت المرتبة الاولى وللعام الثاني على التوالي على لائحة أقوى مائة امرأة في العالم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وتعد زها حديد التي أكملت دراستها الثانوية في مدرسة "الراهبات" وسط العاصمة العراقيةبغداد من بين أشهر معماري العالم اليوم وواجهت بثقة النقد القاسي الذي يصف تصاميمها "بمهندسة قرطاس" غير قابلة للتنفيذ لصعوبتها. وجاءت نجاحاتها المتصاعدة وحصولها على جوائز عالمية لتهمش النقد الامر الذي دفع ملكة بريطانيا إلى منحها وسام التقدير الملكي. ولا تحفل ذاكرة زها وهي ابنة وزير المالية العراقي محمد حديد أبان عقد الخمسينيات، بالكثير من المشاهد المعمارية العراقية لكنها تحب كثيراً نصب الحرية للفنان جواد سليم. وباستثناء تصميم متحف الفنون الاسلامية في الدوحة وجسر في أبوظبي وبرج في القاهرة فليس لزها حديد تصاميم أخرى في بلدها العراق والدول العربية الاخرى.